فی مقابل نهی الامام علیهالسلام عن الانخراط فی سلک الدولة الظالمة(1)، و تحذیر شیعته من معاونتهم، نجد أنه یسمح بل یحثهم علی البقاء تحت
رایتهم، و ما ذلک الا لقضاء حوائج المؤمنین، من فک سجین، أو دفع مظلمة، أو رد کربة و ما أشبه.
فقبل استفحال الدولة لا یجوز الانضمام بأی شکل تحت لواء الظلمة، أو الاجتماع فی أندیتهم، لأنهم یقووا بذلک، و أما بعد کونهم أو صیرورتهم أقویاء، فان الأمر یختلف بالنسبة الی الدخول فی معونتهم، و بالنسبة الی الأفراد بالخصوص.
فاذا انضم أحد المؤمنین الی السلاطین، و هو بذلک یستطیع أن یغیر من مفاهیمهم المنحرفة، أو سیقدر علی قضاء حوائج المؤمنین سرا ما دامت له الصلاحیة فی ذلک، فهو من أولیاء الله فی أرضه.
فبنظرة الامام علیهالسلام الثاقبة الی مستقبل شیعته، فی ظل دولة الجور، رأی أن موضوع الحرمة قد تغیر بالنسبة لشیعته الذین انخرطوا فی عداد أعوان الظلمة، فأقرهم علی عملهم.
و الیک أمثلة علی ذلک.
1) مر بحث حرمة معاونة الظالمین.