جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

فی حکم الافطار عمدا و القضاء عن المیت

زمان مطالعه: 3 دقیقه

و فیه مسألتان:

المسألة الأولی: حکم من جامع فی نهار رمضان و عجز عن الکفارة: أجمع العلماء علی فساد الصوم بالجماع عمدا فی الفرج(1)

و اختلفوا فی حکم من أفطر عامدا فی رمضان و هو معسر فهل تجب

علیه الکفارة أم‏تسقط؟ و عن الامام جعفر الصادق فی هذه المسألة روایتان:

الروایة الأولی: أن من عجز عن العتق و الصیام و الاطعام سقطت عنه الکفارة، و لا شی‏ء علیه و ان أیسر بعد ذلک. نقل عنه ذلک صاحب البحر الزخار و غیره(2)

روی ذلک عن: عطاء و سعید بن جبیر و ابن‏سیرین و النخعی و الشعبی و ابن‏علیة و الأوزاعی و زید بن علی و الهادی و الناصر و الباقر و أحمد بن عیسی و النفس الزکیة و الیه ذهب أحمد فی روایة عنه(3)

و الحجة لهم:

ما روی عن أبی‏هریرة رضی الله عنه: «أن رجلا جاء الی النبی صلی الله علیه و سلم فقال: یا رسول الله هلکت. قال: و یحک و ماذا؟ قال: وقعت علی أهلی فی یوم رمضان فقال: أعتق رقبة. قال: ما أجد. قال: فصم شهرین متتابعین. قال: ما أستطیع. قال: فطعام ستین مسکینا. قال: ما أجد. قال: فأوتی النبی صلی الله علیه و سلم بعرق تمر فیه خمسة عشر صاعا قال: خذه فتصدق به قال: علی أفقر من أهلی فوالله ما بین لابتی المدینة أحوج من أهلی. فضحک رسول الله صلی الله علیه و سلم حتی بدت أنیابه ثم قال خذه و استغفر الله و أطعمه أهلک.».

وجه الدلالة:

أن النبی صلی الله علیه و سلم لما دفع الیه التمر و أخبره بحاجته الیه قال: «أطعمه أهلک»، و لم یأمره بکفارة أخری. و ما یقال ان هذا الحکم خاص بالأعرابی لا یتعداه غیر مقبول لأن دعوی الخصوصیة لا تسمع الا بدلیل(4)

و قال أبوحنیفة: بوجوب الکفارة فی الجماع و الأکل و الشرب و ما

یتغذی أو یتداوی به.

و قال مالک: بوجوب الکفارة فی کل فطر علی وجه الهتک لحرمة الصوم الا الردة.

و قال الشافعی: و هو الصحیح من مذهب أحمد: بوجوب الکفارة علی من أفسد صوم رمضان بالجماع، دون من أفسده بغیر ذدلک(5)

الروایة الثانیة: أن من جامع فی نهار رمضان عامدا یفسد صومه و لا کفارة علیه. نقل ذلک عنه صاحب البحر الزخار و غیره.(6)

و روی ذلک عن: عطاء و سعید بن المسیب و النخعی و ابن‏علیة و زید بن علی و الباقر و الهادی و الناصر و المؤید بالله و المرتضی و النفس الزکیة و أحمد بن عیسی.

و الحجة لهم:

قوله صلی الله علیه و سلم «أطعمه أهلک» فی الحدیث السابق.

وجة الدلالة:

فیه اشارة علی سقوط الکفارة عنه لأنه یمکن أن یصرف کفارته الی نفسه.

المسألة الثالثة: حکم من مات و علیه صیام من رمضان أو نذر:

اختلف العلماء فی هذه المسألة.

و مذهب الامام جعفر الصادق: أن من مات و علیه صیام من رمضان، أو نذر، صام عنه ولیه. نقل ذلک عنه صاحب الروض النضیر و غیره.(7)

و روی ذلک عن: ابن‏عباس و سعید بن المسیب و الأوزاعی و الباقر و الناصر و المنصور و طاوس و الحسن و الزهری و قتادة و هو قول للشافعی،

و به قال الظاهریة(8)

و الحجة لهم:

ما روی عن عائشة رضی الله عنهما أن النبی صلی الله علیه و سلم قال: «من مات و علیه صیام صام عنه ولیه» متفق علیه(9)

و قال بعض العلماء: من مات قبل امکان الصیام اما لضیق أو لعذر من مرض أو سفر أو عجز عن الصیام فهذا لا شی‏ء علیه لا من صیام و لا من اطعام.

روی ذلک عن: ابن‏عباس و عکرمة و روایة عن الحسن.

و قال بعضهم ان صح أیاما و لم یصم، صام عنه و لیه قدر الأیام التی صح فیها، و ان لم یصم أطعم عنه ولیه. و حکی عن طاوس و قتادة أنهما قالا بوجوب الاطعام لأنه صوم واجب سقط بالعجز عنه، فوجب الاطعام عنه کالشیخ الهرم اذا ترک الصیام لعجزه عنه.

و قال بعضهم: ان من مات بعد امکان القضاء و لم یقض لا یجوز الصیام عنه.

روی ذلک عن النخعی و الثوری و أصحاب الرأی و الیه ذهب مالک و هو قول للشافعی.

و فرق بعضهم: بین قضاء رمضان و قضاء النذر، فان کان علیه قضاء رمضان أطعم عنه، و ان کان علیه صوم نذر صام عنه ولیه.

و قال الأئمة الأربعة: بجواز الاطعام عنه و لم یقولوا بجواز الصیام(10)


1) المغنی: 3 / 54.

2) البحر الزخار: 3 / 249 – الروض النضیر: 2 / 501.

3) المصدران السابقان – المغنی: 3 / 69 – عمدة القاری: 11 / 94 – معالم السنن: 2 / 116 – المجموع: 6 / 344 – فتح الباری: 4 / 119 – نیل الأوطار: 4 / 183 – بدایة المجتهد: 1 / 33.

4) المغنی: 3 / 69.

5) ینظر المجموع: 6 / 329 – المغنی: 3 / 50 – الهدایة: 1 / 89 – المنتقی: 2 / 54 – المدونة: 1 / 218 – الاشراف: 1 / 200.

6) البحر الزخار: 3 / 248، 249 – الروض النضیر: 2 / 502، 501.

7) الروض النضیر: 2 / 487، 488 – البحر الزخار: 3 / 257.

8) المصدران السابقان – الاشراف: 1 / 209 – المحلی: 7 / 7 – الهدایة: 1 / 91 – المجموع: 6 / 372 – المغنی: 3 / 81، 83 – شرح السنة: 8 / 25 و 6 / 327.

9) البخاری هامش الفتح: 4 / 138 – مسلم هامش النووی: 8 / 23.

10) انظر: المصادر السابقة – المدونة: 1 / 334 – مغنی المحتاج: 1 / 424 – نیل الأوطار: 4 / 250.