و فیه ثلاث مسائل:
المسألة الأولی: کیفیة غسل المیت:
مذهب الامام جعفر الصادق: أن المیت یغسل ثلاث مرات: الأولی بالحرض و السدر و الثانیة بماء الکافور و الثالثة بالقراح(1)
نقل ذلک عنه صاحب البحر الزخار(2)
و الحجة لهم:
1- ما روی عن النبی صلی الله علیه و سلم فی غسل ابنته رقیة. و فیه أن رسول الله صلی الله علیه و سلم «أمرهن أن یغسلن رقیة بنت رسول الله صلی الله علیه و سلم ثلاثا، لما ماتت أولهن بالحرض و السدر و الثانیة بالکافور و الثالثة بالماء القراح»(3)
2- قوله صلی الله علیه و سلم لغاسلات ابنته زینب رضی الله عنهما «ابدأن بمیامنها و مواضع الوضوء منها، و غسلنها ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو أکثر من ذلک ان رأیتن ذلک بماء و سدر»(4)
اتفق الأئمة الأربعة: علی أن الواجب غسل المیت یحصل بغسلة واحدة بالماء، و انما اختلفوا بالأفضل.
فقال مالک و بعض الحنفیة: یغسل المیت الأولی بماء قراح، و الثانیة بماء و سدر و الثالثة بماء و کافور.
و قال الشافعی: یغسل المیت بماء و سدر ثم یصب علیه الماء حتی یزول السدر ثم یغسل ثلاث مرات بماء و کافور.
و قال أحمد: یغسل ثلاث مرات کل مرة بماء و سدر و یضاف الی الأخیرة کافور(5)
المسألة الثانیة: حکم الصلاة عن المیت:
و قد سبق الکلام عنها عند الاحتجاج بالقیاس.
المسألة الثالثة: عدد التکبیرات علی الجنائز:
مذهب الامام جعفر الصادق: ان عدد التکبیرات علی الجنازة عائد الی أهل الجنازة ان شاؤا أربعا و ان شاؤا خمسا.
فقد روی عن عباد بن عبدالله بن الزبیر قال: سئل جعفر الصادق ابنمحمد الباقر عن التکبیر، فقال: ذلک الی أهل الجنازة ان شاءوا أربعا و ان شاءوا خمسا. نقل ذلک عنه صاحب الروض النضیر(6)
و روی ذلک عن: ابنعمر و ابنمسعود و زید بن الأرقم و حذیفة بن الیمان و جابر بن زید و ابن أبیلیلی و داود و به قال ابنحزم(7)
و الحجة لهم:
ما روی عن عبدالرحمن بن أبیلیلی قال: «کان زید بن الأرقم یکبر علی جنائزنا أربعا و أنه کبر علی جنازة خمسا، فسأله فقال: کان رسول الله صلی الله علیه و سلم یکبرها»(8)
و قال الأئمة الأربعة و غیرهم: لا یکبر علی الجنازة الا أربع تکبیرات و لا یزید و لا ینقص.
و روی ذلک عن: سیدنا عمر و زید بن ثابت و البراء بن عازب و أبیهریرة و ابراهیم النخعی.
و قال بعض العلماء: ان عدد تکبیرات الجنازة ثلاث.
روی ذلک عن: ابنعباس و أنس بن مالک و ابنسیرین و جابر بن زید(9)
1) الحرض: معناه الأشنان. المصباح: 1 / 124 – مختار الصحاح: 131.السدر: السدرة شجرة النبق، و هو عند الاطلاق، و الورق المطحون. المصباح، 1 / 131.الکافور: کم النخل، و هو الطلع، و قیل و عاء الطلع. مختار الصحاح: 574.القراح: بالفتح الماء الذی لا یشبه شیء. مختار الصحاح: 528.
2) البحر الزخار: 3 / 102.
3) و فی هذه الروایة سهو، لأن المعروف أن النبی صلی الله علیه و سلم لم یحضر وفاة ابنته رقیة بل کان غائبا یومئذ فی غزوة بدر الکبری و انما حضر وفاة ابنته أمکلثوم. انظر: هامش البحر الزخار: 3 / 102.
4) البخاری مع الفتح: 3 / 130 – مسلم: 2 / 646.
5) المغنی: 2 / 325 – التمهید: 1 / 375 – المنتقی: 2 / 4 – تبیین الحقائق: 1 / 237 – البحر الرائق، 1 / 186 – مغنی المحتاج: 4 / 334 – الحطاب: 2 / 208 – 222 – نهایة المحتاج: 2 / 446 – ابنعابدین: 1 / 575.
6) الروض النضیر: 2 / 329.
7) المجموع: 5 / 188 – المحلی: 5 / 125 – 124 – حلیة العلماء: 2 / 347 – بدایة المجتهد: 1 / 234.
8) مسلم: 3 / 56.
9) انظر عمدة القاری: 7 / 23 و 8 / 117 – المجموع: 5 / 187 – المحلی: 5 / 127 – القرطبی: 8 / 22 – الهدایة: 1 / 98 – المغنی: 2 / 180 – الشرح الصغیر للدردیر: 1 / 553 – مغنی المحتاج: 1 / 341 – سبل السلام: 2 / 103 – فقه ابراهیم النخعی: 630 – فقه جابر بن زید: 247 – 246.