و فیه مسألة واحدة:
مسألة فی: المسافة المعتبرة فی قصر الصلاة:
اختلف الفقهاء فی المسافة المعتبرة فی قصر الصلاة اختلافا کبیرا.
مذهب الامام جعفر الصادق: أن المسافر یقصر فی مسافة برید(1) فصاعدا(2) روی ذلک عن: الباقر و أحمد بن عیسی و الهادی و القاسم(3)
و الحجة لهم:
1- ما روی عن أبیهریرة أن النبی صلی الله علیه و سلم قال: «لا یحل لامرأة تؤمن بالله و الیوم الآخر أن تسافر بریدا الا مع ذی محرم»(4)
وجه الدلالة:
فسمی البرید سفرا. و هذا أقل مسافة وردت فی هذا الحدیث علی اختلاف روایاته. فتعتبر فی أقل مسافة تتغیر بها الأحکام(5)
2- و لقصره صلی الله علیه و سلم اذ خرج من مکة الی عرفات و هو برید. و قد خرج معه أهل مکة الی عرفات فقصروا الصلاة و لم یأمرهم بالاتمام کما أمرهم به عام الفتح حین و صلوا معه الی مکة.
و قد احتج بهذا ابنتیمیة و لم یر تأویل من جعله من خصائص الحج(6)
و علی هذا تکون مسافة القصر عندهم هی ما یعادل حوالی واحدا و عشرین کیلو مترا تقریبا أما أقل من ذلک فانه لا یعتبر سفرا تتغیر به الأحکام.
و قال أبوحنیفة و بعض الزیدیة: هی مسافة ثلاثة أیام فصاعدا بسیر الابل و الأقدام. و هی اثنان و سبعون میلا تقریبا أی حوالی مائة و عشرین کیلو مترا و قال مالک و الشافعی و أحمد: هی مسافة مرحلتین فصاعدا. و هی ثمانیة و أربعون میلا، أی حوالی ثمانین کیلو مترا(7)
1) البرید: هو أربعة فراسخ و الفرسخ ثلاثة أمیال فتکون المسافة عنده: اثنا عشر میلا. انظر فتح الباری: 2 / 383.
2) البحر الزخار: 3 / 42 – الروض النضیر: 2 / 254 – سبل السلام: 2 / 39.
3) المصادر السابقة.
4) سنن أبیداود: 2 / 140.
5) الروض النضیر: 2 / 254 – مسائل من الفقه المقارن: 1 / 162.
6) الروض النضیر: 2 / 254.
7) انظر: المصادر السابقة – المجموع: 4 / 215 – المغنی: 2 / 91 – المحلی: 5 / 9 – البحر الرائق: 2 / 139 – شرح الدردیر: 1 / 358 – مفتاح الکرامة: 2 / 502 – مسائل من الفقه المقارن: 1 / 162 – عون المعبود: 1 / 466 – نیل الأوطار: 3 / 175 – الأم: 1 / 162 – الحجة علی أهل المدینة: 1 / 167.