و فیه مسألة واحدة:
مسألة فی محل سجود السهو:
اختلف الفقهاء فی هذه المسألة هل هو قبل السلام أم بعده.
مذهب الامام جعفر الصادق: أن السجود للنقصان یکون قبل التسلیم، و للزیادة بعده جمعا بین الأخبار(1)
و روی ذلک عن: الناصر و اسحاق و أبیثور. و به قال المزنی من أصحاب الشافعی و هو مذهب مالک و هو قول للشافعی و روایة عن أحمد(2)
و الحجة لهم:
1- ما روی عن عبدالله بن بحینة أن النبی صلی الله علیه و سلم صلی بهم الظهر فقام فی الرکعتین الأولیین لم یجلس فقام معه الناس حتی اذا قضی الصلاة و انتظر الناس تسلیمه کبر، و هو جالس فسجد سجدتین قبل أن یسلم ثم سلم(3)
وجه الدلالة:
أن النبی صلی الله علیه و سلم سجد لترک التشهد الأول سجدتین قبل السلام، و هذا من نقص فی الصلاة فحملوا علیه کل نقص و جعلوا سجود السهو لأجله قبل السلام(4)
2- ما روی عن أبیهریرة «أن النبی صلی الله علیه و سلم انصرف من اثنتین، فقال ذوالیدین: أقصرت الصلاة، أم نسیت یا رسول الله؟ فقال رسول الله صلی الله علیه و سلم: أصدق ذوالیدین فقال الناس: نعم فقام رسول الله صلی الله علیه و سلم فصلی اثنتین أخریین ثم سلم ثم کبر فسجد» و فی روایة مسلم «قام فدخل المنزل»(5)
وجه الدلالة:
عندما حصل فی الصلاة زیادة الکلام و المشی. فان النبی صلی الله علیه و سلم سجد بعد السلام فحملوا علیه کل زیادة و جعلوا سجود السهو لأجلها بعد السلام.
و قال الشافعی فی الصحیح من أقواله و أحمد فی روایة: ان السجود للسهو قبل السلام للزیادة و النقصان.
و قال أبوحنیفة: ان سجود السهو کله بعد السلام(6)
1) البحر الزخار: 2 / 340؛ الروض النضیر: 2 / 127؛ البیان الشافی: 1 / 336.
2) المصدران السابقان؛ الأشراف: 1 / 98؛ المجموع: 4 / 154 – 152؛ المغنی: 1 / 674؛ أسهل المدارک: 1 / 272؛ المحلی 16 / 178.
3) البخاری هامش الفتح: 3 / 60؛ مسلم هامش النووی: 5 / 59.
4) فقه سعید بن المسیب: 1 / 262.
5) البخاری هامش الفتح: 3 / 63؛ مسلم هامش النووی: 5 / 68.
6) انظر المصادر السابقة؛ الهدایة: 1 / 51؛ المنتقی: 1 / 175؛ نصب الرایة: 2 / 17؛ نیل الأوطار: 3 / 135.