و فیه مسألتان:
المسألة الأولی: مقدار مسح الیدین فی التیمم و قد سبق الکلام عنها عند الاحتجاج بالقیاس.
المسألة الثانیة: عدد الضربات الواجبة فی التیمم:
مذهب الامام جعفر الصادق: أن التیمم ضربة واحدة لجمیعه.
نقل ذلک عنه صاحب البحر الزخار(1)
و روی ذلک عن: ابنعباس و عمار و ابنعمر و عطاء و مکحول و سالم و الأوزاعی و سعید بن المسیب و الشعبی و قتادة و عروة و اسحاق و داود و الطبری و به قال أحمد و الظاهری و أجازه مالک. و ابنحزم و الشوکانی و ابنالمنذر من الشافعیة(2)
و الحجة لهم:
1- حدیث عمار بن یاسر رضی الله عنه قال بعثنی رسول الله صلی الله علیه و سلم فی حاجة فأجنبت و لم أجد الماء فتمرغت فی الصعید کما تمرغ الدابة ثم أتیت النبی صلی الله علیه و سلم فذکرت ذلک له فقال: «انما یکفیک أن تقول بیدک هکذا: ثم ضرب الأرض ضربة واحدة، ثم مسح الشمال علی الیمین و ظاهر کفیه و وجهه»(3)
وجه الدلالة:
أن رسول الله صلی الله علیه و سلم و هو فی مقام التعلیم یعلم عمارا کیفیة التیمم و لم یضرب التراب الا ضربة واحدة.
2- و عنه أیضا رضی الله عنه: «سألت رسول الله صلی الله علیه و سلم عن التیمم فأمرنی ضربة واحدة للوجه و الکفین»(4) و هذا ظاهر و صریح للاحتجاج به.
و قال أبوحنیفة و الشافعی فی القدیم: ان الضربة الواحدة تجزئ اذا و صل التراب الی أعضاء التیمم و تستحب الزیادة بضربة أخری. و قال الشافعی فی الجدید تجب فی التیمم ضربتان(5)
1) البحر الزخار: 2 / 128.
2) المصدر السابق؛ المحلی: 2 / 146؛ المجموع: 2 / 211؛ المغنی: 1 / 154؛ زاد المعاد: 1 / 50؛ شرح الدردیر: 1 / 158؛ نیل الأوطار: 1 / 348؛ السیل الجرار: 1 / 133؛ سبل السلام: 1 / 95؛ الاستذکار: 2 /.
3) البخاری: 1 / 73؛ مسلم: 1 / 193؛ أبوداود مع عون المعبود: 1 / 516 – 515.
4) الترمذی مع تحفة الأحوذی: 1 / 442 – 441 و قال حدیث حسن صحیح.
5) حاشیة ابنعابدین: 1 / 37؛ مغنی المحتاج: 1 / 9.