مذهب الامام جعفر الصادق: تقبل شهادة الواحد فی الغیم لاحتمال اخفائه علی غیره، لا للصحو، فانه یشترط فیه جماعة لبعد خفائه. نقل ذلک عنه صاحب البحر الزخار(1)
و هذا الحکم هو أحد قولی المؤید بالله و الیه ذهب أبوحنیفة(2)
و الحجة لهم:
قالوا من المستعبد أن تنظر الجماعة الکبیرة الی مطلع الهلال و لا یراه الا واحد أو أثنان مع سلامة أبصارهم، و عدم المانع من الرؤیة، فتفرد هؤلاء بالرؤیة من بین سائر الناس یوهم الغلط فیجب التوقف فیه(3)
و ذهب بعض العلماء الی: قبول شهادة الواحد العدل علی دخول رمضان سواء کان فی السماء علة أم لا.
و هو مروی عن سیدنا عمر و ابنه عبدالله و عطاء و ابن المبارک و عمر بن عبدالعزیز و اللیث و اسحاق و ابن الماجشون و به قالت الظاهریة و بعض الزیدیة و الیه ذهب الشافعی و أحمد فی صحیح مذهبهما(4)
و الحجة لهم:
1- ما روی عن ابنعمر رضی الله عنهما قال: «تراآی الناس الهلال، فأخبرت رسول الله صلی الله علیه و سلم أنی رأیته فصام رسول الله صلی الله علیه و سلم و أمر الناس بصیامه»(5)
2- ما روی عن ابنعباس رضی الله عنهما قال: «جاء أعرابی الی النبی صلی الله علیه و سلم فقال: انی أبصرت الهلال اللیلة قال: أتشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا عبده و رسوله؟ فقال: نعم، فقال یا بلال: أذن فی الناس فلیصوموا غدا»(6)
و قال مالک و أکثر الزیدیة و قول للشافعی و لأحمد: یثبت الهلال بشهادة رجلین عدلین فی الدخول و الخروج سواء کان فی السماء علة أم لا(7)
1) البحر الزخار: 3 / 245، 246.
2) المصدر السابق، الهدایة: 1 / 121.
3) مسائل من الفقه المقارن: 2 / 222.
4) المجموع: 6 / 282، المحلی: 6 / 235، البدائع: 2 / 985، المدونة: 1 / 194، البحر الزخار: 3 / 245، نیل الأوطار: 5 / 191.
5) سنن أبیداود: 2 / 302، السنن الکبری: 4 / 212.
6) النسائی: 2 / 68.
7) ینظر المصادر السابقة، الشرح الکبیر للدردیر: 509، مغنی المحتاج: 1 / 420، تحفة الأحوذی: 2 / 34.