تقسم العقوبة الی أدبیة و مادیة، و الأولی تشمل عقوبة الزنا، و اللواط، و السحاق، و القیادة، و القذف بالزنا و اللواط، و السرقة، و السکر، و قطع الطریق، و الارتداد. و قد نص الشارع علی عقوبة هذه الجرائم، و لم یترک لولاة الأمر التصرف فی أمر تقدیرها، و تسمی حدا، و عقوبة مقدرة و منصوصة.
و أیضا تشمل العقوبة الأدبیة العقوبات علی الکبائر غیر المقدرة فی لسان الشارع، کالعقوبة علی الغیبة و التزویر، و ما الی ذلک مما فوض تقدیره الی ولاة الأمر، فیعاقبون علیه بما یرون، و تسمی هذه العقوبة تعزیرا، و عقوبة مفوضة، و غیر منصوصة.
و تشمل أیضا العقوبة الادبیة القصاص، أی معاقبة الجانی علی جریمة القتل، أو القطع، أو الجرح عمدا مثلا بمثل، و لا تشمل الضرب و الشتم.
و سبق الکلام عن العقوبة الأدبیة بشتی أقسامها. و نتکلم الآن عن العقوبة المادیة بعنوان الدیات، کما فعل الفقهاء. و المراد بها المال الواجب بسبب الجنایة علی النفس، أو غیرها. و هذا المال الواجب بالجنایة منه مقدر فی لسان الشارع، کدیة النفس و أکثر الأعضاء، و منه ما فوض أمر تقدیره الی الحکومة، أی معرفة
الخبراء الموثوق بهم، فیقدرون التعویض الضرری للمجنی علیه، أو لورثته، و الضابط أن کل ما لا تقدیر فیه شرعا ففیه الحکومة، و التفصیل فی الصفحات التالیة: