جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الزنا (2)

زمان مطالعه: 2 دقیقه

و فیه مسائل:

1- لا یجوز للرجل أن یتزوج بنته من الزنا، و اخته، و لا بنت ابنه، و لا بنت بنته، و لا بنت أخیه أو اخته، لأنها، و ان تکن من الزنا، فانها من ماء من تولدت منه حقیقة و واقعا فتکون بنته لغة و عرفا، و الاحکام تتبع الأسماء خرج منها بالدلیل الارث و الانفاق، فبقی غیرها من نشر التحریم علی ایجابیة.

2- لا أثر للزنا الطاری‏ء بعد العقد، فاذا زنی بأم زوجته أو بنتها، أو زنی الأب بزوجة ابنه، أو الابن بزوجة أبیه فلا تحرم الزوجة علی زوجها الشرعی، لقاعدة «لا یحرم الحرام الحلال، و أنه ما حرم حرام حلالا قط» کما جاء عن أهل‏البیت علیهم‏السلام بالاضافة الی النصوص الخاصة، منها اذا تزوجها فوطأها، ثم زنی بها ابنه لم یضره، لأن الحرام لا یفسد الحلال. و منها ان کانت عنده امرأة، ثم فجر بأمها أو بنتها لم تحرم علیه امرأته، ان الحرام لا یفسد الحلال.

3- الزنا قبل العقد یوجب تحریم المصاهرة، فمن زنا بامرأة فلیس لأبیه لا لابنه أن یعقد علیها. قال صاحب الجواهر: «وفاقا للأکثر، بل هو المشهور» لقول الامام الصادق علیه‏السلام: «اذا فجر الرجل بالمرأة لم تحل له بنتها أبدا» أی لا یجوز له أن یعقد علیها بعد أن فجر بها أبوه، و سئل عن رجل زنی بامرأة، هل تحل لابنه؟ قال: لا.

هذا، بالنسبة الی تحریم المزنی بها علی أب الزانی و ابنه، أما بالنسبة الی الزانی نفسه، فهل یجوز له أن یعقد علیها، و یتزوجها بعد أن کان قد زنی بها أولا؟

و فرق الفقهاء بین أن تکون المزنی بها متزوجة، أو معتدة من طلاق رجعی

فتحرم مؤبدا، أی لا یجوز أن یعقد علیها من زنی بها، بانت من الأول بطلاق أو موت، و بین ما اذا کانت خلیة حین الزنا، أو معتدة من وفاة أو طلاق بائن فلا تحرم علیه.

فقد جاء فی کتاب الشرائع: «لو زنی بذات بعل أو فی عدة رجعیة حرمت علیه أبدا فی قول مشهور». و قال صاحب الجواهر فی شرح هذه العبارة: بل لا أجد فیه خلافا کما عن جماعة، بل عن کتاب الغنیة و الحلی و فخر المحققین الاجماع علیه مطلقا، و فی ذلک روایة ولکنها ضعیفة، لأنها من کتاب الفقه المنسوب الی الامام الرضا علیه‏السلام، و الانصاف – و ما زال الکلام لصاحب الجواهر – ان العمدة فی ذلک الاجماع من غیر فرق فیما قام علیه الاجماع بین العالم بالحکم و الجاهل، بل و لا بین علم الزانی بأنها ذات بعل أو جهله، و لا بین الزواج الدائم و المنقطع».

و أیضا قال صاحب الجواهر: فاذا زنی بها، و هی خلیة لم یحرم علیه زواجها، و ان لم تتب، وفاقا للمشهور شهرة عظیمة، بل عن کتاب الخلاف الاجماع علیه للعمومات التی منها أن الحرام لا یحرم الحلال، و خصوص صحیح الحلبی عن الامام الصادق علیه‏السلام: أیما رجل فجر بامرأة، ثم بدا له أن یتزوجها حلالا جاز، فان أوله سفاح، و آخره نکاح، و مثله مثل النخلة أصاب الرجل من ثمرها حراما، ثم اشتراها بعد ذلک، فکانت حلالا.

و قید الفقهاء هذه الروایة، و ما فی معناها بالخلیة خاصة دون المتزوجة و دون المعتدة من طلاق رجعی، و لا دلیل علی التقیید سوی الاجماع، کما قال صاحب الجواهر.

و من الخیر ان نشیر بهذه المناسبة الی أن أهل‏البیت علیهم‏السلام أجازوا الزواج

بالمعروفة بالزنا أملا فی تحصینها و ترکها الفجور، فقد سئل الامام الباقر أبوالامام الصادق علیهماالسلام عن رجل أعجبته امرأة، فسأل عنها فاذا النساء تنبی‏ء عنها بالفجور؟ فقال الامام: لا بأس أن یتزوجها و یحصنها.