اتفقوا علی أن الایجاب فی العقد الدائم یقع بلفظ «زوجت و انکحت» بل قال جماعة من الفقهاء: لا یقع الا بهذین اللفظین، و الأصل فی ذلک قوله تعالی: (فلما قضی زید منها و طرا زوجناکها)، و قوله: (و لا تنکحوا ما نکح آباؤکم من النساء) فان المراد من النکاح هنا العقد.
و اختلفوا فی وقوع الزواج الدائم بلفظ «متعت» فذهب أکثر الفقهاء بشهادة صاحب المسالک الی عدم وقوعه، لأن الأصل عصمة الفروج.. خرج منه موضع الیقین، و هو العقد بلفظ «زوجت و انکحت» فبقی غیره علی أصل المنع.. هذا، الی أن فی الزواج رائحة العبادة المتوقفة علی أمر الشارع، قال صاحب المسالک: «الزواج مبنی علی الاحتیاط، و فیه شوب من العبادة المتلقاة من الشارع، و لأن الأصل تحریم الفرج، فیستصحب الی أن یثبت سبب الحل شرعا».
أما القبول فیکفی اللفظ الدال علی الرضا صراحة، مثل «قبلت و رضیت» قال صاحب الجواهر: «لا خلاف و لا اشکال فی حصول الرضا بهذین اللفظین.. و اذا قالت له: زوجتک نفسی، و قال: قبلت النکاح، أو قالت: انکحتک، و قال: قبلت الزواج صح بداهة قیام الألفاظ المترادفة بعضها مقام بعض.. کما لا خلاف و لا اشکال عندنا فی أنه یجوز الاقتصار علی: قبلت، کغیره من العقود».
