من أحیا أرضا ثم ترکها، حتی عادت مواتا کما کانت، فهل یجوز لغیره احیاؤها؟
قال جماعة من الفقهاء: لا یجوز، لأن الأول قد ملکها بالاحیاء، و الأصل
بقاء الملک، حتی یثبت السبب الناقل، و لیس الخراب من الأسباب الناقلة.
و قال آخرون: یجوز للثانی احیاؤها، لأن الأول لم یملک رقبة الأرض بالاحیاء، و انما یملک التصرف، و یکون أولی بها من غیره، و استدلوا بما جاء عن الامام الباقر أبو الامام جعفر الصادق عن جده أمیرالمؤمنین علیهمالسلام: «أن الأرض لله یورثها من یشاء من عباده، و العاقبة للمتقین.. فمن أحیا أرضا من المسلمین فلیعمرها و لیؤد خراجها الی الامام من أهلبیتی، و له من أکل منها، فان ترکها فأخذها رجل من المسلمین من بعده فعمرها و أحیاها فهو احق بها».
قال الشهید الثانی فی المسالک: «لأن هذه الأرض أصلها مباح، فاذا ترکها، حتی رجعت الی ما کانت علیه صارت مباحة.. لأن العلة فی تملک هذه الأرض الاحیاء و العمارة، فاذا زالت العلة زال المعلول، و هو الملک، فاذا أحیاها الثانی فقد أوجد سبب الملک، فیثبت الملک له، تماما کما لو التقط شیئا، ثم سقط منه، و ضاع عنه فلقطه غیره، فان الثانی یکون أحق به».