معنی المضطر من حیث هو معروف عند الناس، و لیس للشارع اصطلاح خاص به ولکن المتشرعة، و أعنی بهم الفقهاء، قد حددوا المضطر، لا من حیث هو، بل من حیث یسوغ له ارتکاب المحظور و قالوا: ان المضطر هو الذی یخاف التلف علی نفسه لو لم یتناول المحرم أو یخشی حدوث المرض، أو زیادته، أو أنه یؤدی الی الضعف و الانهیار، أو یخاف الضرر و الأذی علی نفس أخری محترمة، کالحامل تخاف علی حملها، و المرضعة علی رضیعها، أو أکرهه قوی علی أکل أو شرب المحرم، بحیث اذا لم یفعل آذاه فی نفسه، أو فی ماله، أو فی عرضه و شرفه، بل اذا خاف علی نفس أخری محترمة، أو عرضها، أو علی مال الغیر الذی یجب علیه، کما لو قال له القوی: اذا لم تشرب الخمر فسأقتل فلانا، أو أعتدی علی عرضه و شرفه، أو أسلب المال الموجود عندک أمانة، کل ذلک، و ما الیه من المسوغات و المبیحات، قال صاحب الجواهر:
«الظاهر تحقق الضرر بالخوف علی نفس غیره اذا کانت محترمة، کالحامل تخاف علی الجنین، و المرضع علی الطفل.. أو عرض نفس محترمة، أو مال محترم یجب علیه حفظه، أو غیر ذلک من الضرر الذی لا یتحمل عادة اذا کان الخوف معتدا به عند العقلاء».
و بالاجمال ان الاضطرار المسوغ لا ینحصر بالخوف من هلاک النفس، بل هناک أشیاء أخر یترب علی وقوعها ضرر أشد و أعظم محذورا من اتیان المحظور.. أجل، لیس من الاضطرار المسوغ للقتل التهدید به اذا لم یقتل، فاذا قال له: اقتلک ان لم تقتل فلانا فلا یجوز له أن یفعل ذلک، لیدفع الضرر عن نفسه.