اذا کان لشخص دین فی ذمة آخر، و تعهدت أنت للدائن بالوفاء عن المدین دون أن تکون مطلوبا بشیء کان هذا التعهد ضمانا منک للدین، و أنت ضامن، و الدائن مضمون له، و المدین مضمون عنه.
و اذا کنت مطلوبا للمدین بالمبلغ الذی تعهدت به عنه سمی تعهدک هذا ضمانا، و حوالة أیضا.
و اذا لم تتعهد بمال للدائن، و انما تعهدت بأن تحضر له غریمه، و هو المدین، و تسلمه له عند الطلب کان هذا التعهد ضمانا بالنفس، و کفالة أیضا.
و بهذا یتضح أن للضمان عند الفقهاء معنیین: ضمان بالمعنی الأخص، و هو الالتزام و التعهد بالمال ممن لیس علیه شیء، و ضمان بالمعنی الأعم الذی یشمل الضمان بالمعنی الأخص، و یشمل الحوالة التی هی تعهد بالمال ممن علیه مال للمضمون عنه، و یشمل الکفالة التی هی تعهد بالنفس.. و قد أفرد الفقهاء لکل من الضمان بالمعنی الأخص، و الحوالة و الکفالة بابا مستقلا، و بدأوا بالضمان، ثم الحوالة، ثم الکفالة، و نحن نمضی علی طریقتهم.