و احتفی الامام أمیرالمؤمنین علیهالسلام بالسیدة شاه زنان، و ذلک لعلمه بایمانها و وفور عقلها، و قد أثرت عنه مجموعة من الأخبار التی تشید بفضلها، کان منها ما یلی:
(أ) أنه اوصی ولده الامام الحسین بالبر بها و الاحسان الیها قائلا: و احسن الی شهربانویه، فانها مرضیة ستلد لک خیر أهل الأرض بعدک.»(1)
(ب) أنه أخبر أهله بأنها ستکون الأم الطاهرة اللأئمة الطاهرین قال علیهالسلام: «و هی أم الأوصیاء، الذریة الطاهرة»(2)
لقد تفرع من هذه السیدة الکریمة الأئمة الطاهرون الذین أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهیرا.
لقد اعتنی الامام أمیرالمؤمنین بالسیدة شاه زنان، فقد وجد عندها طاقات من الفضل والکمال، و الأدب، و قد سألها علیهالسلام فقال لها:
«ما حفظت من أبیک بعد وقعة الفیل؟…».
فأجابته بهذه الکلمة الذهبیة التی تنم عن سعة فکر أبیها، و خبرته بشؤون الحیاة:
«انه کان یقول: اذا غلب الله علی، أمر ذلت المطامع دونه، و اذا انقضت المدة کان الحتف فی الحیلة…».
و بهر الامام من هذه الکلمة الحکیمة التی حکت واقع الحیاة فراح یبدی
اعجابه بها قائلا: «ما احسن ما قال أبوک! تذل الأمور للمقادیر حتی یکون الحتف فی التدبیر…»(3)
ان کل شیء فی هذا الوجود خاضع لمشیئة الله و ارادته، و ان الله تعالی هو القاهر و الغالب و أن الانسان مهما اعتمد علی الوسائل الوثیقة و المحکمة التی یتخیل أنها تدرأ الأخطار عنه فانها لا تجدیه شیئا لأنها قد تنقلب علیه فیکون بها حتفه و نهایته.
1) عیون المعجزات مخطوط فی مکتبة الامام أمیرالمؤمنین، اثبات الهداة 5 / 14.
2) بصائر الدرجات (ص 96) اثبات الهداة 5 / 214، ناسخ التواریخ 1 / 13.
3) الأرشاد (ص 160) البحار 46 / 11 – 12.