(واجعل ما صرحت به من عدتک فی وحیک…) العدة بکسر العین: الوعد، والحسم والقطع بمعنی واحد، والمراد بالوحی هنا قوله تعالی: «و فی السماء رزقکم و ما توعدون: فو رب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنکم تنطقون- 23 الذرایات» والإمام (ع) یسأل الله سبحانه أن یجعل إیماننا بتقدیر الرزق الحلال و قسمته عن طریق السعی والعمل- راسخاً و قویاً لا یعترضه الریب، کی ندع التنافس والتناحر علی المال و تملکه، ولا نندفع وراء الطمع والجشع
و ما من احد یشک و ینازع فی أن حب المال لسد الحاجة مندوب إلیه.. ولکن عن الطریق المأمور به، و هو أوسع من الطریق المنهی عنه کما قال الإمام أمیر المؤمنین (ع): «و ما أحل لکم أکثر مما حرم علیکم، فذروا ما قل لما کثر، و ما ضاق لما اتسع، قد تکفل لکم بالرزق، و أمرتم بالعمل، فلا یکونن المضمون لکم طلبه أولی بکم من المفروض علیکم عمله» أی علیکم العمل، و علی الله الرزق. و من الجهل والحماقة أن تطلبوا الرزق و تترکوا العمل. و إلی هذا أشار الإمام السجاد حفید الإمام علی بقوله: «للاشتغال بما ضمنت الکفایة» أی نطلب الرزق المضمون بالعمل والإشتغال بالطریق المشروع لسد الحاجة لا للتضاهی والتباهی و غیر ذلک من المحرمات.
19