جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

فی الرزق

زمان مطالعه: 2 دقیقه

ألّلهمّ إنّک ابتلیتنا فی أرزاقنا بسوء الظّنّ، و فی آجالنا بطول الأمل، حتی التمسنا أرزاقک من عند المرزوقین، و طمعنا بآمالنا فی أعمار المعمّرین.

فصلّ علی محمّدٍ و آله، وهب لنا یقیناً صادقاً تکفینا به من مؤونة الطّلب، و ألهمنا ثقةً خالصةً، تعفینا بها من شدّة النّصب.

واجعل ما صرّحت به من عدتک فی وحیک و أتبعته من قسمک فی کتابک… قاطعاً لاهتمامنا بالرّزق الّذی تکفّلت به، و حسماً للإشتغال بما ضمنت من الکفالة له… فقلت… و قولک الحقّ الأصدق، و أقسمت و قسمک الأبرّ الأوفی: (و فی السّماء رزقکم و ما توعدون)، ثمّ قلت: (فو ربّ السّماء والأرض إنّه لحقٌ مثل ما أنّکم تنطقون.

تقدم الدعاء طلباً للرزق فی الفصل الـ 1 و 20 و 22 و 25، ثم عاد الإمام هنا و کرر التوسل إلی الله فی طلب الرزق عملا بقول جده الرسول الأکرم (ص): «رحم الله عبداً طلب من الله حاجة فألح فی الدعاء» و فی حدیث آخر: «إن الله لا یمل حتی تملوا». و فیما قرأت: أن رجلا قصد کریماً فی حاجة فأحسن إلیه، و بعد أمد جاءه و قال له: أنا الذی أحسنت إلیه یوم کذا و کذا. فقال له: مرحباً بمن توسل إلینا بنا، و قضی حاجته.

(أللهم إنک ابتلیتنا فی أرزاقنا بسوء الظن) اختبرنا بالخوف من الفقر، و أنت أعلم بأنفسنا منا، ولکن لتظهر أفعالنا التی نستحق بها الثواب أو العقاب (و فی أجالنا بطول الأمل) و أیضاً اختبرتنا بالسهو عن الموت حتی کأنه علی غیرنا کتب، فکانت ثمرة ذلک أن (التمسنا أرزاقنا من عند المرزوقین) نسترزق طالبی رزقک، و نستعین بمن لا حول له ولا قوة إلا بحولک و قوتک، وانتهینا من نسیان الموت إلی طمعنا (بامالنا فی أعمار المعمرین) و ما من آفة أعظم من الإغترار بالصحة والشباب والطمع فی طول الأجل، لأن الموت أقرب شیء إلی الأنسان، وقد رأینا الشبان الغلمان أکثر من الشیوخ حیث یندر من یکبر، و فی الأشعار:

یعمّر واحد فیغر قوماً++

و ینسوا من یموت من الشباب

(وهب لنا یقیناً صادقاً تفکینا به مؤنة الطلب) لا بد من طلب الرزق والسعی وراءه و إلا فسدت الحیاة واختل النظام العام، و فی أصول الکافی: إذا جلس الرجل فی بیته و قال: أللهم أرزقنی. یقال له: ألم آمرک بالطلب؟ و علیه یکون المراد بمؤنة الطلب هنا ثقلها و صعوبتها، لا نفیها من الأساس، والدلیل علی إرادة هذا المعنی قوله: (تعفینا من شدة النصب) أی شدة التعب و مشقته. و تقدم فی الدعاء 20: ولا تجعل عیشی کداً کداً.