جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الحب

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

(و أبدلنی من بغضة أهل الشنآن المحبة) الحب فضیلة، بل أصل الفضائل لأنه المنهج المرسوم لعلاقة الإنسان بخالقه و بأخیه الإنسان، و معنی حب العبد لله سبحانه أن یحب ما أحب الله، و یبغض ما أبغض، ولا یخاف فیه لومة لائم. و فی الأشعار: «إن المحب لمن یحب مطیع». ولا معنی لحب الناس بعضهم بعضاً إلا الاخوة والمساواة والتکافل والتضامن، و به تستقیم الحیاة، و یعیش الفرد والجماعة فی دعة و أمان. و من الحکم القدیمة الخالدة: لا تصنع بالآخرین مالا ترید أن یصنعوا بک. و فی الحدیث الشریف: لا تدخلون الجنة حتی تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتی تحابوا… الخلق عیال الله، فأحب الخلق إلی الله من أحسن لعیاله.

و هل للحیاة من معنی و للإیمان من وزن بلا حب و من هنا کان هدفاً و مثلاً أعلی فی کل دین و شریعة و کل مذهب و فلسفة فیما قرأت: «ان الله خلق الإنسان لیحب» و لیس هذا بغریب، فإن المظالم والمآسی مصدرها بغض الإنسان و غرائزه الشریرة، علی النقیض من الحیوان بدافع من حاجته الذی لا یعرف حقداً ولا حسداً ولا ضغینة و انتقاماً، و إذا قتل و افترس فانه یفعل ذلک بدافع من حاجته الضروریة التی تساعده علی الحیاة والبقاء، و متی شبع فلا شیء یحرکه علی القتل والعدوان، و بهذا یکون الوحش بریئاً حتی و هو یلتهم فریسته.

(و من حسد أهل البغی المودة..) یطلب الإمام (ع) من الله سبحانه أن یبدل بغض الحاسدین له بالمودة، و تهمة الصالحین له بالثقة به، و عداوة القرابة بالحب، و عقوق الأولاد بالطاعة، و خذلان الأقربین بالمناصرة، وحب المداراة بحب الموالاة والخوف بالأمن، أما قوله: (و من رد الملابسین کرم العشرة) فمعناه أبدلنیسوء معاشرة من یخالطنی و یجالسنی بحسن عشرته لأن معنی الرد عدم القبول، و معنی الملابسین المخالطین والمعاشرین.