(واستعملنی بما تسألنی غداً عنه) لا یسأل سبحانه غداً و یحاسب إلا علی فعل الحرام و ترک الواجب. و تسأل: قوله تعالی: «ان السمع والبصر والفؤاد کل أولئک کان عنه مسئولا- 36 الإسراء» یدل بظاهره علی العموم والشمول لکن خاطر و منظور و مسموع حتی ولو کان مباحاً، و مثله فی العموم حدیث یسأل المرء غداً عن عمره فیما أفناه، و جسمه فیما أبلاه، و ماله مما اکتسبه و فیما أنفقه.
الجواب: ان المسؤول هنا هو العاصی والمطیع والهدف من السؤال
الثواب والعقاب، ولا طاعة و معصیة إلا مع الواجب والحرام، و علیه یکون المراد بالآیة والحدیث و غیرهما من نصوص الباب، خصوص الأفعال التی بها یستحق الثواب أو العقاب و مهما یکن فعلینا أن ننتفع بهذه الحکمة البالغة فلا نتجشم البحث عن أشیاء لا نشأل عنها غداً، ولا تمت إلی الحیاة بسبب، کالبحث والسؤال عن طول آدم و قصره و وزنه، و عن نوع الشجرة التی أکل منها و مکان الجنة التی کان فیها، والأرض التی هبط علیها، و عن خلق الملائکة والجن، ولون عصا موسی و طول نخلة مریم و عیسی… و ما إلی ذلک من مضغ الکلمات و مضیعة الأوقات.