(فمن أجهل منی یا إلهی برشده…) العقلاء لا یضعون المال إلا فی واجب، وله العدید من المظاهر والموارد، و من أهمها أن یوضع فی تنمیة الموارد الطبیعیة، بخاصة التربة الزراعیة والثروة المائیة والمعدنیة، و یستثمر فی الصناعة والتجارة لتوفیر الدخل و زیادة الإنتاج بصورة دائمة لتستقیم الحیاة، و منها للسکن والکساء والغذاء، والمواصلات والعلم والصحة والأمن
والدفاع و إقامة العدل والضمان بشتی أنواعه الضروریة… إلی غیر ذلک من متطلبات الحیاة، فاذا تجاوز صرف المال و إنفاقه حدود ما یجلب نفعاً أو یدفع ضراً فهو سفه و تبذیر و فساد و إسراف و معصیة لله و شریعته کما أشار الإمام (ع).
و فی نهج البلاغة: «أقل ما یلزمکم لله أن لا تستعینوا بنعمه علی معصیته» و عن الإمام الصادق (ع): «لیس فیما أصلح إسراف، و إنما الإسراف فیما أتلف المال… ضمنت لمن اقتصد أن لا یفتقر… لاخیر فیمن لا یحب جمع المال من حلال فکیف به وجهه و یقضی به دینه… الفقر هو الموت الأحمر». و فی صید الخاطر لابن الجوزی: من ادذعی بغض المال فهو کذاب إلی أن یثبت صدقه، فاذا ثبت صدقه فهو مجنون.