جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الموت

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

(و إذا انقضت أیام حیاتنا…) لاشیء أقرب إلی الإنسان من الموت بل هو فی الطریق إلیه منذ ولد، و أیضاً لا شیء یدفعه أو یرجئه و یؤخره لحظة عن الأجل الموعود… بلی، یمکن التعجیل و لکن بالإنتحار «حکمة بالغة فما تغنی النذر- 5 القمر» والموت أول ساعة من الآخرة و آخر ساعة من الدنیا و بها تختم الحیاة الأولی. والإمام (ع) یسأله تعالی و یقوله له: اجعل هذه الساعة (ختام ما تحصی علینا کتبة أعمالنا توبة مقبولة) سجل علینا الملائکة الکاتبون ما اقترفناه من الذنوب و مساویء الأعمال، ثم ندمنا و تبنا إلی الله، و سألناه الصفح، فاستجاب وعفا عما سلف، و أصبحنا کمن لا ذنب له تماماً کما خلقنا، و هو سبحانه المسؤول أن یمیتنا علی هذه الحال، و یرجع إلیه أنفسنا «راضیة مرضیة».

(لا توقفنا بعدها علی ذنب اجترحناه) لا توقفنا: لا تحاسبنا من الوقوف بین یدی الله للحساب، واجترحناه: فعلناه، و بعدها أی بعد التوبة المقبولة والمعنی نسألک اللهم الهدایة والتوفیق إلی ترک الذنوب کیلا نقف بین یدیک للحساب، علی ما تکره، و مثله تماماً قولک لمن لا شیء له علیک: لا تطلبنی بدین. و بتعبیر أهل المنطق: سالبة بانتفاء الموضوع، والدلیل علی إرادة هذا المعنی قوله بلا فاصل: (ولا معصیة اقترفناها) ولا عقاب بلا معصیة (ولا تکشف عنا ستراً سترته علی رؤوس الأشهاد) جمع شاهد أی حاضر، والمعنی صفحت اللهم و غفرت، و إذن لا موجب للفضیحة و کشف العورة أمام أهل المحشر (یوم تبلو أخبار عبادک) تکشف سترهم علی رؤوس الأشهاد لتمیز بین الطیب والخبیث: «ما کان الله لیذر المؤمنین علی ما أنتم علیه حتی یمیز الخبیث من الطیب- 179 آل عمران».