بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله الّذی هو المقصود فی طلب الستر و الوقایة، و المشهود فی نظر أرباب الشهود و الولایة؛ و الصلاة و السلام على نبیّه المخصوص بالهدایة، و على آله و أهل بیته المقتفین أثره من البدایة إلى النهایة.
و بعد؛ فیقول العبد المستتر بستر وقایته الحقیقیّة محمّد باقر بن السیّد محمّد من السادات الموسویّة: هذه اللمعة الحادیة و الأربعون من لوامع الأنوار العرشیّة فی شرح الصحیفة السجّادیّة – علیه و على آبائه و أبنائه صلواتٌ عدیدةٌ -.
وَ کَانَ مِنْ دُعَائِهِ – عَلَیْهِ السَّلاَمُ – فِی طَلَبِ السِّتْرِ وَ الْوِقَایَةِ.
«السَِتر» بالفتح: التغطیة، و بالکسر: ما یستتر به.
و «الوقایة»: الحفظ.
و الستر یعمّ الدنیا و الآخرة؛ روى فی الکافی(1) عن الرضا – علیه السلام – انّه قال:
«قال رسول الله – صلّى الله علیه و آله و سلّم -: المستتر بالحسنة یعدل سبعین حسنةً، و المذیع بالسیّئة مخذولٌ، و المستتر بالسیّئة مغفورٌ له»؛
و عن الصادق – علیه السلام -: «إذا کان یوم القیامة تجلّى الله -تعالى – لعبده المؤمن فیقفه على ذنوبه ذنباً ذنباً، ثمّ یغفر له لایطّلع الله على ذلک ملکاً مقرّباً و لانبیّاً مرسلاً، و یستر علیه مایکره أن یقف علیه أحدٌ، ثمّ یقول لسیّئاته: کونی حسنات!»(2)
و الأخبار فی هذا الباب تکاد أن تکون غیر محصورةٍ – کما لایخفى على أولی الألباب -.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ أَفْرِشْنِی مِهَادَ کَرَامَتِکَ، وَ أَوْرِدْنِی مَشَارِعَ رَحْمَتِکَ، وَ أَحْلِلْنِی بُحْبُوحَةَ جَنَّتِکَ.
«المِهاد» – بالکسر -: الفراش. و هو إمّا جمع مهد – کسهم و سهام -، و إمّا مفردٌ جمعه مُهُد- ککتاب و کتب -، و قد یجمع على مهودٍ أیضاً – کفلوس -. و قیل: «هو ما یبسط به للضیف و غیره من المکرّمین»(3) و إضافته إلى «الکرامة» إمّا بیانیّةٌ، و إمّا لامیّةٌ؛
و قیل: «أفرشنی: أی: اجعلنی متّکیاً على فراش «کرامتک» و عزّتک، و إضافة «المهاد» إلى «الکرامة» من قبیل لجین الماء؛ و «أفرشنی» ترشیحٌ للتشبیه»؛ انتهى.
<و «المشارع»: جمع مَشرَعة - بفتح المیم و الراء -، و هی مورد الشارعة>(4)، أی: الطریق الّذی یؤدّی إلى الماء. و تشبیه الرحمة بالماء استعارةٌ مکنیّةٌ، و إثبات المشارع له تخییلٌ، و الورود ترشیحٌ أو بالعکس.
<و «أحللت» زیداً المکان و به: أنزلته فیه، من حلّ بالبلد و أحلّه - من باب فعل -: إذا
نزل به.
و «بحبوحة» الدار: وسطها>(5)
وَ لاَتَسُمْنِی بِالرَّدِّ عَنْکَ، وَ لاَتَحْرِمْنِی بِالْخَیْبَةِ مِنْکَ. وَ لاَتُقَاصَّنِی بِمَا اجْتَرَحْتُ وَ لاَتُنَاقِشْنِی بِمَا اکْتَسَبْتُ، وَ لاَتُبْرِزْ مَکْتُومِی، وَ لاَتَکْشِفْ مَسْتُورِی.
«تسُمنی» – بضمّ السین -: من السوم، أی: لاتندمنی. و فی نسخةٍ بکسرها(6)، من السمة بمعنى: العلامة؛ أی: لاتجعلنی ذا سمةٍ و علامةٍ.
و «لاتحرمنی بالخیبة منک» أی: لاتجعلنی محروماً بسبب عدم النیل منک بمطلوبی.
و «المقاصّة»: الأخذ بالعوض؛ أی: لاتقاصّ عملی بالجزاء على طریق العدالة بسبب ما «اجترحت» و اکتسبت من الإثم.
و «المناقشة»: الإستقصاء فی الحساب؛ أی: لاتستقص فی حسابی بسبب ما اکتسبت من الذنوب. و هذه الفقرة کالعطف التفسیریّ للأولى.
و «لاتبرز» أی: لاتظهر، من: برَز الشیء بروزاً – من باب قعد -: ظهر.
و «مکتومی» أی: مستوری، حتّى یظهر قبائح أعمالی عند الخلائق.
وَ لاَتَحْمِلْ عَلَى مِیزَانِ الاِنْصَافِ عَمَلِی، وَ لاَتُعْلِنْ عَلَى عُیُونِ الْمَلاَِ خَبَرِی. أَخْفِ عَنْهُمْ مَا یَکونُ نَشْرُهُ عَلَیَّ عَاراً، وَ اطْوِ عَنْهُمْ مَا یُلْحِقُنِی عِنْدَکَ شَنَاراً.
«الإنصاف»: العدل؛ أی: لاتحمل على میزان العدالة عملی، بل احمله بمیزان الفضل و
الرحمة(7)
و «المیزان»: آلة الوزن. و أصله: موزان، قلبت الواو یاءً لانکسار ما قبلها، و لذلک یجمع على: موازین. و الوزن فی اللغة: هو مقابلة أحد الشیئین بالآخر حتّى یظهر مقداره.
لمعةٌ عرشیّةٌ
اعلم! أنّا قد حقّقنا لک فیما سبق أنّ الألفاظ إنّما وضعت للحقائق و الأرواح، و لوجودهما فی القوالب تستعمل الألفاظ فیها على الحقیقة لاتّحادٍ مّا بینهما. مثلاً لفظ القلم إنّما وضع لآلة نقش الصور فی الألواح من دون أن یعتبر فیها کونها من قصبٍ أو حدیدٍ أو غیر ذلک، بل و لا أن یکون جسماً، و لایکون النقش محسوساً أو معقولا؛ً و لاکون اللوح من قرطاسٍ أو خشبٍ، بل مجرّد کونه منقوشاً فیه. و هذه حقیقة اللوح و حدّه و روحه. فإن کان فی الوجود شیءٌ یستطر بواسطته نقش العلوم فی ألواح القلوب فأخلق به أن یکون هو القلم؛ فانّ الله (عَلَّمَ بِالْقَلَمِ – عَلَّمَ الاِنسَانَ مَا لَمْ یَعْلَمْ)(8) بل هو القلم الحقیقیّ، حیث وجد فیه روح القلم و حقیقته و حدّه من دون أن یکون معه ما هو خارجٌ عنه.
و کذلک «المیزان» مثلاً، فانّه موضوعٌ لما یوزن و یقاس به الشیء، و هذا معنىً واحدٌ هو حقیقته و روحه. و له قوالب مختلفةٌ و صورٌ شتّى بعضها جسمانیّةٌ و بعضها روحانیّةٌ، ک-:
ما یوزن به الأجرام و الأثقال – مثل ذی الکفّتین و مایجری مجراه -،
و مایوزن و یقاس به المواقیت و الإرتفاعات – کالأصطرلاب -،
و مایوزن به الدوائر و القسی – کالفرجار -،
و مایوزن به الشعر – کالعروض -،
و مایوزن به الفلسفة – کالمنطق -،
و مایوزن به بعض المدرکات – کالحسّ و الخیال -،
و مایوزن به العلوم و الأعمال، ک-: ما یوضع لیوم القیامة من الموازین القسط – و هم الأنبیاء و الأوصیاء، کما ورد عن أئمّة الهدى علیهم السلام. روى الصدوق(9) بإسناده عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبدالله علیه السلام عن قول الله عزّ و جلّ: (وَ نَضَعُ الْمَوَازِینَ الْقِسطَ لِیَومِ الْقِیَامَةِ فَلاَتُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً)(10)، قال: «هم الأنبیاء و الأوصیاء»؛
و فی روایةٍ أخرى عنهم علیهم السلام: «نحن الموازین القسط»(11) -؛
و مایوزن به الکلّ – کالعقل الکامل -؛ إلى غیر ذلک من الموازین.
و بالجملة میزان کلّ شیءٍ یکون من جنسه، و لفظة «المیزان» حقیقةٌ فی کلٍّ منها باعتبار حدّه و حقیقته الموجودة فیه؛ و على هذا القیاس کلّ لفظٍ و معنىً.
و أنت إذا اهتدیت إلى الأرواح صرت روحانیّاً و فتحت لک أبواب الملکوت و أهّلت لمرافقة الملأ الاعلى (وَ حَسُنَ أُولَئِکَ رَفِیقاً)(12) فالکامل العارف إذا سمع المیزان لایحتجب عن معناه الحقیقیّ بما یکثر إحساسه و یتکرّر مشاهدته من الأمر الّذی له کفّتان و عمودٌ و لسانٌ. و هکذا حاله فی کلّ ما یسمع و یراه، فانّه ینتقل إلى فحواه و یسافر من ظاهره و صورته إلى روح معناه و من دنیاه إلى أخراه، و لایتقیّد بظاهره و أولاه؛ بخلاف المقیّد بعالم الصورة و المسجون بسجن الطبیعة. فالأصل فی منهج الراسخین فی العلم هو إبقاء ظواهر الألفاظ على معانیها الأصلیّة من غیر تصرّفٍ فیها، لکن مع تحقیق تلک المعانی و تلخیصها عن کلّ معنىً على هیئةٍ مخصوصةٍ له یتمثّل ذلک المعنى بها للنفس فی هذه النشأة.
فالحقّ عند أهل الله هو حمل الآیات و الأحادیث على مفهوماتها الأصلیّة الأوّلیّة من دون حاجةٍ إلى تأویلٍ أو حملٍ على تمثیلٍ أو تخییلٍ – کما ذهب إلیه محقّقوا الإسلام و أئمّة
الحدیث لما شاهدوه من سیرة السابقین الأوّلین و الأئمّة المعصومین، سلام الله علیهم أجمعین -. إلّا أنّ للمفهومات مظاهر مختلفة و منازل شتّى و قوالب متعدّدة حسب تعدّد النشئات و اختلاف المقامات. و کذلک لله -سبحانه – و صفاته فی کلّ عالمٍ من العوالم مظاهر و مرائی و منازل و معالم یعرف بها – کما مرّت الإشارة إلیه فیما سبق -.
فکلّ إنسانٍ یفهم من تلک الألفاظ ما یناسب مقامه و النشأة الّتی غلبت علیه، و الکلّ صحیحٌ و هی حقیقةٌ فی الکلّ. و لکن لکلٍّ محلٌّ!، فالقشریّة من الظاهریّین لایدرکون من تلک الألفاظ إلّا المعانی القشریّة، و أمّا روحها و سرّها و حقیقتها لایدرکها إلّا أولوا الألباب، و هم الراسخون فی العلم – کما قال النبیّ صلّى الله علیه و آله و سلّم لبعض أصحابه: «أللهمّ فقّهه فی الدین و علّمه التأویل»(13) -.
و لکلٍّ منهم حظٌّ قلّ أو کثر، و ذوقٌ نقص أو کمل؛ و لهم درجاتٌ فی الترقّی إلى أطوارها و أغوارها و أسرارها. و أمّا البلوغ للإستیفاء و الوصول إلى الأقصى فلامطمع لأحدٍ فیه؛ و (لَو کَانَ الْبَحرُ) مداداً لشرحه و الأشجار أقلاماً لبسطه لها (لَنَفِدَ الْبَحرُ قَبلَ أَنْ تَنفَدَ کَلِمَاتُ رَبِّی)(14) و لذا ما یخاطب به الکلّ فی القرآن و الحدیث یجب أن یکون للکلّ فیه نصیبٌ – کلٌّ بحسب درجته و مقامه -.
قال بعضهم: «و لمّا کانت عقول الخلائق فی الحقیقة أمثلةً للعقول العالیة فلیس للأنبیاء – علیهم السلام – أن یتکلّموا معهم إلّا بضرب الأمثال، لأنّهم «أمروا أن یکلّموا الناس على قدر عقولهم». و قدر عقولهم أنّهم فی النوم بالنسبة إلى تلک النشأة، و النائم لاینکشف له شیءٌ فی الأغلب إلّا بمثلٍ؛ و لهذا من یعلّم الحکمة غیر أهلها یرى فی المنام انّه یعلّق الدرّ فی أعناق الخنازیر!. و على هذا القیاس.
و ذلک لعلاقةٍ خفیّةٍ بین النشئات، ف- «الناس نیامٌ إذا ماتوا انتبهوا»(15) و علموا حقائق ما سمعوه بالمثال و أرواح ذلک، و عقلوا أنّ تلک الأمثلة کانت قشوراً؛ قال الله -سبحانه -: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَودِیَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّیلُ زَبَداً رَابِیاً وَ مِمَّا یُوقِدُونَ عَلَیهِ فِی النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْیَةٍ أَو مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ)(16)، فمثّل العالم بالماء، و القلب بالأودیة، و الینابیع و الضلال بالزبد – على ما فسّره المفسّرون(17) -؛ ثمّ نبّه فی آخرها فقال: (کَذَلِکَ یَضْرِبُ اللَّهُ الاَمثَالَ)(16) فکلّ ما لایحتمل فهمک فانّ القرآن یلقیه إلیک على الوجه الّذی کنت فی النوم مطالعاً بروحک للّوح المحفوظ لیمثّل لک بمثالٍ مناسبٍ، و لذلک یحتاج إلى التعبیر. فتأویل المتشابهات یجری مجرى التعبیر، فالمفسّر یدور على القشر»؛ انتهى.
أقول: هذا کلّیّةً لیس بصوابٍ!، لأنّ متشابهات الکتاب و السنّة محمولةٌ على ظواهرها و مفهوماتها الأوّلیّة من دون حاجةٍ إلى تأویلٍ أو حملٍ على تمثیلٍ أو تخییلٍ؛ إلّا أنّ للمفهومات مظاهر مختلفة و منازل شتّى و قوالب متعدّدة حسب تعدّد النشئات و اختلاف المقامات – کما ذکرناه لک آنفا – فتبصّر!.
تفریعٌ عرشیٌّ
و ممّا ذکر یظهر سبب اختلاف ظواهر الآیات و الأخبار الواردة فی أصول الدین – بل و فروعه – من الأئمّة الأطهار. و ذلک لأنّها ممّا خوطب به طوائف شتّى ذووا عقولٍ مختلفةٍ، فیجب أن یکلّم على قدر فهم کلٍّ واحدٍ منها. و مع هذا فالکلّ صحیحٌ غیر مختلفٍ من حیث الحقیقة، و لامجاز فیه أصلا. و اعتبر ذلک بمثال الفیل و العمیان – کما هو مشهورٌ مستغنٍ عن
البیان(18) -.
و على هذا فکلّ من لمیفهم شیئاً من المتشابهات من جهة أنّ حمله على الظاهر کان مناقضاً بحسب الظاهر لأصولٍ صحیحةٍ دینیّةٍ و عقائد یقینیّةٍ عنده، فینبغی أن یقتصر على صورة اللفظ و لایبدّلها، و یحیل العلم به إلى الله و الراسخین فی العلم، و یترصّد بهبوب ریاح الرحمة من عند الله و یتعرّض لنفحات أیّام دهره الآتیة من قبل الله، لعلّ الله یأتی له بالفتح أو أمرٍ من عنده (وَ لِیَقْضِى اللَّهَ أَمْراً کَانَ مَفْعُولاً)(19) فانّ الله -سبحانه – ذمّ قوماً على تأویلهم المتشابهات بغیر علمٍ، فقال -سبحانه -: (فَأَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ زَیْغٌ فَیَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغَاءَ تَأْوِیلِهِ وَ مَا یَعلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلمِ)(20)
و من تدبّر فیما حقّقناه ثمّ فیما ورد فی الشرع من أصول الدین علم أنّ مقتضى العقل الصریح لاینافی موجب الشرع الصحیح بوجهٍ من الوجوه؛ و عن مولانا الباقر – علیه السلام – قال: «قال رسول الله – صلّى الله علیه و آله و سلّم -: حدیث آل محمّدٍ صعبٌ مستصعبٌ لایؤمن به إلّا ملکٌ مقرّبٌ أو نبیٌّ مرسلٌ أو عبدٌ امتحن الله قلبه بالإیمان. فما ورد علیکم من حدیث آل محمّدٍ فلانت له قلوبکم و عرفتموه فخذوه(21)، و ما اشمأزّت منه قلوبکم و أنکرتموه فردّوه إلى الله و إلى الرسول و إلى العالم من آل محمّدٍ. إنّما الهالک أن یحدّث أحدکم بشیءٍ منه(22) فیقول: و الله ما کان هذا!، و الله ما هذا بشیءٍ(23) !؛ و الإنکار هو الکفر!»(24)؛
و قیل لمولانا الصادق – علیه السلام -: یأتینا الرجل من قبلکم یعرف بالکذب فیحدّث بالحدیث فنستبشعه، فقال – علیه السلام -: «یقول لک انّی قلت للّیل انّه نهارٌ و للنهار انّه لیلٌ؟
قیل: لا،
قال: فان قال لک هذا انّی قلته فلاتکذّبه!، فانّما تکذّبنی»(25)
تذییلٌ إشراقیٌّ
قال بعض الفضلاء: «اعلم! أنّ العقل لن یهتدی إلّا بالشرع، و الشرع لن یتبیّن إلّا بالعقل؛ و العقل کالأسّ و الشرع کالبناء، و لن یثبت بناءٌ ما لم یکن أسٌّ و لن یغنی أسٌّ ما لم یکن بناءٌ.
و أیضاً: العقل کالبصر و الشرع کالشعاع، و لن ینفع البصر ما لم یکن شعاعٌ من خارجٍ و لن یغنی الشعاع ما لم یکن بصرٌ؛ فلهذا قال الله -تعالى -: (قَدْ جَاءَکُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَ کِتَابٌ مُبِینٌ – یَهْدِی بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَ یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ)(26)؛
و أیضاً: فالعقل کالسراج و الشرع کالزیت الّذی یمدده، فما لم یکن زیتٌ لم یشتعل السراج و ما لم یکن سراجٌ لم یضیء الزیت؛ و على هذا نبّه بقوله -سبحانه -: (اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَ الاٌَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ ) -… إلى قوله: – (نُورٌ عَلَى نُورٍ)(27)؛
و أیضاً: فالشرع عقلٌ من خارجٍ و العقل شرعٌ من داخلٍ، و هما یتعاضدان، بل یتّحدان. و لکون الشرع عقلاً من خارجٍ سلب الله اسم العقل من الکافر فی غیر موضعٍ من القرآن، نحو: (صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لاَیَعْقِلُونَ)(28) و لکون العقل شرعاً من داخلٍ قال فی
صفة العقل: (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْهَا لاَتَبْدِیلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِکَ الدِّینُ الْقَیِّمُ وَ لَکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لاَیَعْلَمُونَ)(29)، فسمّى «العقل»: دیناً؛ و لکونهما متّحدین قال: (نُورٌ عَلَى نُورٍ)، أی: نور العقل و نور الشرع. ثمّ قال: (یَهْدِى اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشَاءُ)، فجعلهما نوراً واحداً. فالعقل إذا فقد الشرع عجز عن أکثر الأمور، کما عجز العین عند فقد النور.
اعلم! أنّ العقل بنفسه قلیل الغنى لایکاد یتوصّل إلّا إلى معرفة کلّیّات الشیء دون جزئیّاته – نحو أن یعلم جملةً حسن القول الصدق و تعاطی الجمیل، و حسن استعمال المعدلة و ملازمة العفّة، و نحو ذلک – من غیر أن یعرف ذلک فی شیءٍ شیءٍ؛ و الشرع یعرف کلّیّات الشیء و جزئیّاته و یبیّن ما الّذی یجب أن یعتقد فی شیءٍ شیءٍ و ما الّذی هو معدلةٌ فی شیءٍ شیءٍ؛ و لایعرف العقل مثلاً انّ لحم الخنزیر و الخمر محرّمٌ و انّه یجب أن یتحاشى من تناول الطعام فی وقتٍ معلومٍ و أن لاینکح ذوات المحارم و لایجامع المرءة فی حال الحیض، فانّ أشباه ذلک لاسبیل إلیها إلّا بالشرع. فالشرع نظام الإعتقادات الصحیحة و الأفعال المستقیمة و الدالّ على مصالح الدنیا و الآخرة، و من عدل عنه فقد ضلّ سواء السبیل. و لأجل أن لاسبیل للعقل إلى معرفة ذلک قال -تعالى -: (وَ مَا کُنَّا مُعَذِّبِینَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)(30)، و قال: (وَ لَو أَنَّا أَهْلَکْنَاهُمْ بِعَذَابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَولاَ أَرْسَلْتَ إِلَینَا رَسُولاً فَنَتِّبِعَ آیَاتِکَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزَى)(31)؛ و إلى العقل و الشرع اشار بالفضل و الرحمة بقوله: (وَ لَولاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْکُمْ وَ رَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّیطَانَ إِلاَّ قَلِیلاً)(32)؛ و عنى ب- «القلیل»: المصطفین الأخیار»؛ انتهى کلامه.
و یصدّقه ما روى عن أمیرالمؤمنین – علیه السلام -:
رَأَیتُ الْعَقلَ عَقلَینِ++
فَمَطْبُوعٌ وَ مَسْمُوعُ
وَ لاَیَنْفَعُ مَسمُوعٌ++
إِذَا لَمْ یَکُ مَطبُوعُ
کَمَا لاَتَنفَعُ الشَّمسُ++
وَ ضُوءُ العَینِ مَمنُوعُ(33)
و قد ظهر من تضاعیف ماذکرنا انّ أصحاب العقل قلیلون جدّاً؛ و انّ من لم یهتد لنور الشرع و لم یطابقه عقله فلیس من ذوی العقول فی شیءٍ؛ و انّ العقل فضلٌ من الله و نورٌ کما انّ الشرع رحمةٌ منه و هدىً؛ و (اِنَّ الْفَضلَ بِیَدِ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشَاءُ)(34)، (وَ یَهْدِى اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشَاءُ)(27)، (وَ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)(35)، (وَ اللَّهُ یَقُولُ الحَقَّ وَ هُوَ یَهْدِی السَّبِیلَ)(36) و قال – علیه السلام -: «لیس العلم بکثرة التعلّم، بل نورٌ یقذفه الله فی قلب من یشاء»(37)
و لمّا کان «الکلام یجرّ الکلام»(38) بسطنا الکلام فی هذا المقام، و لایخفى انّه من المهامّ العظام!.
قوله – علیه السلام -: «و لاتعلن على عیون الملأ خبری -… إلى آخره -».
«الإعلان»: الإظهار.
و «الملأ»: الجماعة.
و «الإخفاء»: مقابل الإعلان.
و «نشر» الثوب: بسطه؛ و «نشر» الخبر: إذاعته و إشاعته.
و «العار»: کلّ شیءٍ یلزم منه عیبٌ و ندمةٌ.
و «الطیّ»: ضدّ النشر؛ یقال: طوى عنّی الحدیث: کتمه. و أصله من: طیّ الثوب.
و «الشَنار» – بالفتح -: أقبح العیب، و العار، و الأمر المشهور بالشنعة – کذا فی القاموس(39) -.
و «عندک» أی: فی حکمک – کقوله تعالى: (إِنْ کَانَ هَذَا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِندِکَ)(40) -، و کان احترازاً عمّا یعدّه الجهلاء عیباً و عاراً و لیس عند الله و فی الشرع بعیبٍ و عارٍ.
و قد سبق مراراً وجه صدور الذنب من المعصوم؛ فتذکّر!.
شَرِّفْ دَرَجَتِی بِرِضْوَانِکَ، وَ أَکْمِلْ کَرَامَتِی بِغُفْرَانِکَ، وَ انْظِمْنِی فِی أَصْحَابِ الَْیمِینِ، وَ وَجِّهْنِی فِی مَسَالِکِ الامِنِینَ، وَ اجْعَلْنِی فِی فَوْجِ الْفَائِزِینَ، وَ اعْمُرْ بِی مَجَالِسَ الصَّالِحِینَ، آمِینَ رَبَّ الْعَالَمِینَ.
«الشَرَف» – بفتحتین -: العلوّ، و هو أمرٌ من باب التفعیل، و فی نسخةٍ: أشرف – من باب المجرّد -؛ أی: أعل «درجتی» فی الجنّة بسبب «رضوانک» عنّی.
و «الرِضوان» – بالکسر – قیل: «هو بمعنى: الرضا»؛
<و قیل: «هو الکثیر من الرضا، و لذلک خصّ فی القرآن بما کان من الله -تعالى، لما کان أعظم الرضا رضاه سبحانه -».
و «أکمل»: أمرٌ من باب الإفعال من کمل الشیء کمولاً – من باب قعد -: تمّ، و الإسم: الکمال.
و قیل: «الکمال أمرٌ زائدٌ على التمام، لأنّ التمام یرد على الناقص فیتمّه، و الکمال على
التامّ».
و «الکرامة»: اسمٌ من أکرمه أی: أعزّه و عظّمه.
و «أنظمنی»: أمرٌ من نظمت الدرّ نظماً – من باب ضرب -: جعلته و جمعته فی سلکٍ – و هو الخیط>(41) – مع رعایة التناسب؛ و یسمّى ذلک الخیط: نظماً و سلکاً. و قد یطلق على تألیف الکلام الموزون، و یرادفه الشعر – و یقابله النثر -؛
و على: ترتیب الألفاظ على وفق ترتیب المعانی فی الذهن؛
و على: کون الألفاظ مترتّبة المعانی متناسقة الدلالة على حسب ما یقتضیه العقل. و الخلل فیه یوجب التعقید و الخطأ فی تأدیة المعنى.
و قال بعضهم: «النظم: ترتیب المعانی فی النفس أوّلاً ثمّ ترتیب الألفاظ فی النطق على حدودها بوضع کلٍّ فی مرتبته، فلکلّ مسألةٍ أو کلمةٍ مثلاً مقاماتٌ و مراتب بعضها ألیق بها من بعضٍ، فوضعها فیه أحسن. و قد یستعمل النظم على تطبیق الکلام لمقتضى الحال، و هو الّذی یسمّیه الشیخ عبدالقاهر فی دلائل الاعجاز».
أی: اجعلنی مع «أصحاب الیمین» و اجمعنی بهم؛ و هو إمّا استعارةٌ مکنیّةٌ، أو تبعیّةٌ.
قال الفاضل الشارح: «و قد تکلّموا فی الفریقین؛ فقیل: «أصحاب الیمین: أصحاب المنزلة العلیّة؛ و أصحاب الشمال: أصحاب المنزلة الدنیّة، من قولهم: فلانٌ منّی بالیمین: إذا وصفته بالرفعة عندک؛ و علیه قول الشاعر:
وَ قَدْ کُنتَ فِی یُمنَى یَدَیکَ جَعَلْتَنِی++
فَلاَتَجعَلَنِّی بَعدَهَا فِی شُمَالِکَا
و قول ابن الدمینة:
أبِینِی أَ فِی یُمنَى یَدَیکِ جَعَلتِنِی++
فَأَفرَح أَمْ صَیَّرتَنِی فِی شُمَالِکِ(42)
و من ذلک تیمّنهم بالمیامن و تشؤمهم بالشمائل»؛
و قیل: «الّذین یؤتون صحائفهم بأیمانهم و الّذین یؤتونها بشمائلهم»؛
و قیل: «الّذین یؤخذ بهم ذات الیمین إلى الجنّة و الّذین یؤخذ بهم ذات الشمال إلى النار»(43)؛
و قیل: «أصحاب الیمین و أصحاب الشؤم، فانّ السعداء میامین على أنفسهم بطاعاتهم و الأشقیاء مشائیم على أنفسهم بمعاصیهم»(44)؛ انتهى کلامه.
و هو کما ترى جمودٌ على اللفظ!.
و التحقیق: انّ الناس بالقیاس إلى سلوک الآخرة على درجاتٍ و مقاماتٍ کثیرةٍ جمیعها منحصرةٌ فی ثلاثة أقسام، (وَ کُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً – فَأَصْحَابُ الْمَیْمَنَةِ)(45) -… إلى قوله: -:
(أُولَئِکَ الْمُقَرَّبُونَ)(46)؛ و کذلک قوله: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفسِهِ وَ مِنهُمْ مُقتَصِدٌ وَ مِنهُمْ سَابِقٌ بِالْخَیرَاتِ)(47) فالسابقون هم أهل التوحید و العلماء بالله و الیوم الآخر، و هم الأحرار المنزّهون عن الطریق و السلوک لوصولهم إلى المقصود – بل مقصد السالکین! -، (وَ لاَتَعْدُ عَینَاکَ عَنهُمْ)(48) و هم الّذین قیل فی وصفهم: «إن حضروا لم یعرفوا و إن غابوا لم یفقدوا». و هم أعلى مرتبةً من أن یکونوا من أهل العمل، و إنّما شأنهم مشاهدة الحقائق و ملاحظة عظمة الله و ملکوته. و قد شغلهم الله بمحبّته عن محبّة ما سواه و أغناهم عن الطعام و الشراب و عن النظر إلى غیره، فمنزلتهم منه منزلة الملائکة العلّیّین و المهیّمین.
و أمّا أهل الیمین فهم أهل السلوک و أصحاب العمل، و هم الأبرار. و لهم مراتب على حسب أعمالهم، و لهم درجاتٌ فی مثوباتهم على حسب درجات الجنان؛ (وَ لِکُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا)(49)
و أمّا أهل الشمال فهم الأشرار المقیّدون بالسلاسل و الأغلال، و لهم أیضاً درکاتٌ
بحسب درکات الجحیم و کلّهم (فِی الْعَذَابِ مُشْتَرِکُونَ)(50)؛ قال: (لِکُلٍّ ضِعْفٌ وَ لَکِنْ لاَتَعْلَمُونَ)(51) أنّهم فی العذاب مشترکون.
و کلٌّ من الثلاثة لابدّ له من ورود الجحیم، (وَ إِنْ مِنْکُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا کَانَ عَلَى رَبِّکَ حَتْماً مَقْضِیّاً)(52) لکن السابقین المقرّبین یمرّون على الصراط کالبرق الخاطف من غیر أن یصل إلیهم أثر جرّها – کما قال أحد الأئمّة المعصومین علیهم السلام: «جرناها و هی خامدةٌ»(53) -، بخلاف القسمین الآخرین.
تحقیقٌ عرشیٌّ
قد ذکر فی کثیرٍ من التفاسیر(54): إنّ أصحاب المیمنة هم الّذین یأخذ بهم ذات الیمین إلى الجنّة، و أصحاب المشأمة هم الّذین یأخذ بهم ذات الشمال إلى النار. و تحقیقه: انّ العالم بتمامه کشخصٍ واحدٍ لأنّ وجوده ظلٌّ لوجود الحقّ، فله وحدةٌ طبیعیّةٌ جمعیّةٌ هی ظلٌّ للوحدة الحقّة الإلهیّة، و له روحٌ واحدٌ هو الروح الأعظم و العقل الأوّل المشتمل على مجموع الأرواح الکلّیّة العقلیّة إشتمالاً عقلیّاً. و له – کالإنسان – جانبان:
أحدهما: جانب الیمین، و فیه الملکوت الأعلى – و هی المدبّرات العلویّة المتعلّقة بالبرازخ النوریّة -؛ و فیها جنّة السعداء. و من ملائکتها من یسوق عباد الله إلى رضوانه، و منهم کتّاب حسناتنا یکتبون صحائف أعمالنا الحسنة – و هی الملائکة العلّیّون -، و بأیدیهم کتاب الأبرار، لقوله -تعالى -: (إِنَّ کِتَابَ الاَبرَارِ لَفِی عِلِّیِّینَ)(55)؛ و «الکتابة» عبارةٌ عن تصویر الحقائق، و «الکتّاب» هم المصوّرون و الناقشون، و «الصحیفة» هی محلّ التصویر و النقش، و کذا «القلم» هو الواسطة بین یمین الکاتب و الکتابة. فالمراد من الکاتب هیهنا
جوهرٌ ملکوتیٌّ فعّالٌ علویٌّ، و من القلم قواه العلمیّة المصوّرة، و من الصحیفة نفوسنا الناطقة الخالیة عن النقوش فی أوّل الفطرة. و لاشکّ انّ هذه الکتابة لایمکن أن یشاهدها أحدٌ بهذه الحواسّ الکدرة الترابیّة البالیة، لأنّها مکتوباتٌ غیبیّةٌ وقعت فی عالم الغیب، لکن أکثر الناس لایؤمنون بالغیب و لایتیقّنون إلّا بوجود المحسوس بإحدى هذه الحواسّ؛
و ثانیهما: الشمال، و فیه الملکوت الأسفل؛ و هی المدبّرات السفلیّة و سدنة البرازخ الظلمانیّة، و فیها جحیم الأشقیاء. و لها طائفتان من الملائکة – کما فی الأوّل -:
إحداهما: السائقة لأهل النار إلى النار؛
و الثانیة: الکاتبة لأعمال السیّئات للفجّار، لقوله -تعالى -: (وَ جَاءَتْ کُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَ شَهِیدٌ)(56)
و الطائفة الأولى هی (مَلاَئِکَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَیَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ مَا یُؤْمَرُونَ)(57)؛
و الطائفة الثانیة هی ملائکةٌ بأیدیهم أقلامٌ من النار یکتبون المعاصی و الشرور و أقوال الکذّابین و أهل الزور فی صحائف لائقةٍ للإحتراق بالنار لما فیها من الأخبار الکاذبة و الکلمات الواهیة الباطلة – کما قال تعالى: (إِنَّ کِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِی سِجِّینٍ – وَ مَا أَدْرَاکَ مَا سِجِّینٌ – کِتَابٌ مَرقُومٌ – وَیْلٌ یَومَئِذٍ لِلْمُکَذِّبِینَ)(58)
هذا آخر اللمعة الحادیة و الأربعین من لوامع الأنوار العرشیّة فی شرح الصحیفة السجّادیّة، وفّقنی الله لإتمامها و إقتباس أنوارها عشیّة یوم الخمیس من آخر العشر الآخر من شهر شعبان سنة إحدى و ثلاثین و مأتین و ألفٍ من الهجرة النبویّة.
1) راجع: «الکافی» ج 2 ص 428 الحدیث 1، و انظر: «وسائل الشیعة» ج 16 ص 63 الحدیث20990، «مستدرک الوسائل» ج 12 ص 118 الحدیث 13675، «بحارالأنوار» ج 67 ص251، «ثواب الأعمال» ص 179، «المناقب» ج 4 ص 360.
2) راجع: «بحارالأنوار» ج 16 ص 261، و انظر: «عیون أخبار الرضا» ج 2 ص 33 الحدیث57، «صحیفة الرضا» ص 63، «روضة الواعظین» ج 2 ص 502.
3) لم أعثر علیه فی مصادر اللغة، فانظر مثلاً: «القاموس المحیط» ص 303 القائمة 1، «مفردات ألفاظ القرآن» ص 780 القائمة 2، «لسان العرب» ج 3 ص 410 القائمة 2.
4) قارن: «نورالأنوار» ص 169.
5) قارن: «ریاض السالکین» ج 5 ص 367.
6) و انظر: «شرح الصحیفة» ص 330، «ریاض السالکین» ج 5 ص 367.
7) و انظر: «شرح الصحیفة» ص 331، «نور الأنوار» ص 169.
8) کریمتان 4 / 5 القلم.
9) راجع: «معانی الأخبار» ص 31 الحدیث 1، و انظر: «التوحید» ص 267 الحدیث 5،«بحارالأنوار» ج 7 ص 249.
10) کریمة 47 الأنبیاء.
11) لم أعثر علیه.
12) کریمة 69 النساء.
13) القولة نقلها العلّامة المجلسی فی شأن علیٍّ – علیه السلام -، راجع: «بحارالأنوار» ج 66 ص91؛ والراوندی نقلها فی شأن ابنعبّاس، راجع: «الخرائج» ج 1 ص 65.
14) کریمة 109 الکهف.
15) راجع: «بحارالأنوار» ج 4 ص 43، «خصائص الائمّة» ص 112، «عوالی اللئالی» ج 4 ص73 الحدیث 48، «مجموعة ورّام» ج 1 ص 150.
16) کریمة 17 الرعد.
17) فانظر مثلاً: «مجمع البیان» ج 6 ص 29.
18) و لتفصیل الحکایة انظر: «مثنوى معنوى» ج 2 ص 72، حکایت «اختلاف کردن درچگونگى و شکل پیل».
19) کریمة 42 / 44 الأنفال.
20) کریمة 7 آل عمران.
21) المصدر: فاقبلوه.
22) المصدر: + لایحتمله.
23) المصدر: ما کان هذا.
24) راجع: «الکافی» ج 1 ص 401 الحدیث 1، و انظر: «وسائل الشیعة» ج 27 ص 93 الحدیث33301، «مستدرک الوسائل» ج 12 ص 296 الحدیث 14131، «بحارالأنوار» ج 2 ص191، «الأمالی» – للصدوق – ص 4 الحدیث 6.
25) راجع: «بحارالأنوار» ج 2 ص 211، و لم أعثر علیه فی غیره.
26) کریمتان 15، 16 المائدة.
27) کریمة 35 النور.
28) کریمة 171 البقرة.
29) کریمة 30 الروم.
30) کریمة 15 الإسراء.
31) کریمة 134 طه.
32) کریمة 83 النساء.
33) فی النسختین: العقل عقلان++مطبوع ومسموعو لاینفع المسموع++ما لم یکن مطبوع کما لاینفع نور الشمس++و نور العین ممنوع و الصحیح ما أثبتناه من المصدر، راجع: «أنوار العقول من أشعار وصیّ الرسول» ص 470 القطعة542.
34) کریمة 73 آل عمران.
35) کریمة 40 النور.
36) کریمة 4 الأحزاب.
37) لم أعثر علیه بألفاظه، و راجع: «بحارالأنوار» ج 67 ص 139، «منیة المرید» ص 167.
38) العبارة من أمثال العرب، و لکن لم أعثر علیه فی مصادر أمثالهم ک- «مجمع الأمثال» و «لطائف الأمثال».
39) راجع: «القاموس المحیط» ص 391 القائمة 2.
40) کریمة 32 الأنفال.
41) قارن: «ریاض السالکین» ج 5 ص 375، مع زیادةٍ یسیرة.
42) راجع: «دیوان ابن الدمینة» ص 17، و انظر: «الراح القراح» ص 193.
43) لجمیع ذلک انظر: «نورالأنوار» ص 169.
44) راجع: «ریاض السالکین» ج 5 ص 376.
45) کریمة 78 الواقعة.
46) کریمة 11 الواقعة.
47) کریمة 32 فاطر.
48) کریمة 28 الکهف.
49) کریمة 132 الأنعام / 19 الأحقاف.
50) کریمة 39 الزخرف.
51) کریمة 38 الأعراف.
52) کریمة 71 مریم.
53) راجع: «بحارالأنوار» ج 8 ص 250.
54) فانظر مثلاً: «مجمع البیان» ج 9 ص 358، «التبیان» ج 9 ص 489، «تفسیر الکشّاف» ج 4ص 52.
55) کریمة 18 المطفّفین.
56) کریمة 21 ق.
57) کریمة 6 التحریم.
58) کریمات 7، 8، 9، 10 المطفّفین.