هو الامام جعفر بن محمد بن علی بن الحسین علیهمالسلام، عاصر من الخلفاء الامویین الولید بن عبدالملک المستخلف سنة 86 ه، و سلیمان بن عبدالملک سنة 97 ه، و عمر بن عبدالعزیز سنة 99 ه، و یزید بن عبدالملک سنة 102 ه، و هشام بن عبدالملک 106 ه، و الولید بن یزید الثانی سنة 126 ه، و یزید بن الولید سنة 127 ه، و ابراهیم بن الولید سنة 127 ه، و مروان بن محمد الملقب بالحمار سنة 127 ه و لم تغب عنه کافة الوسائل السیاسیة التی استخدموها للقضاء علی معارضیهم من العلویین أو غیرهم، و کانت مواقفه علیهالسلام ثابتة تجاههم، و اتخذ
نفس الموقف تجاه العباسیین الذین خططوا لتسلم الحکم ابتداء من أبیالعباس المنصور الذی لقب نفسه بالسفاح فی أول خطبة له بالکوفة عام 132 ه الی أبیجعفر المنصور الدوانیقی عام 137 ه.
و کان علیهالسلام علی وعی کامل لخطط العباسیین من القضاء علی تراث أهل البیت علیهمالسلام، فرکز علیهالسلام علی نشرها. قال الشیخ المفید (ت 413 ه):«و نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الرکبان، و انتشر ذکره فی البلدان، و لم ینقل عن أحد من أهل بیته العلماء ما نقل عنه، و لا لقی أحد منهم من أهل الآثار و نقلة الاخبار، و لا نقلوا عنهم کما نقلوا عن أبیعبدالله علیهالسلام، فان أصحاب الحدیث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات، علی اختلافهم فی الآراء و المقالات فکانوا أربعة آلاف رجل»(1)
و قال الحافظ أبونعیم أحمد بن عبدالله الاصفهانی (ت 430 ه):«الامام الناطق ذو العلم السابق أبوعبدالله جعفر بن محمد الصادق علیهالسلام، أقبل علی العبادة و الخضوع و آثر العزلة و الخشوع، و نهی عن الرئاسة و الجموع» ثم أسند الیه علیهالسلام روایات(2)
1) الارشاد 179:2.
2) حلیة الاولیاء 198:3.