الأصمعی: کنت بالبادیة و اذا أنا بشاب منعزل عنهم فی أطمار رثة، و علیه سیماء الهیبة، فقلت: لو شکوت الی هؤلاء حالک لأصلحوا بعض شأنک فأنشأ یقول:
لباسی للدنیا التجلد و الصبر++
و لبسی للأخرة البشاشة و البشر
اذا اعترنی(1) أمر لجأت الی العز++
لأنی من القوم الذین لهم فخر
ألم تر أن العرف قد مات أهله++
و أن الندی و الجود ضمهما قبر
علی العرف و الجود السلام فما بقی++
من العرف الا الرسم فی الناس و الذکر
و قائلة لما رأتنی مسهدا(2)++
کأن الحشا منی یلذعها الجمر
أباطن داء لو حوی منک ظاهرا++
فقلت الذی بی ضاق عن وسعه الصدر
تغیر أحوال و فقد أحبة++
وموت دوی الأفضال قالت کذا الدهر
فتعرأفته فاذا هو علی بن الحسین علیهماالسلام فقلت أبی أن یکون هذا الفرخ الا من ذلک العش(3)
1) اعتره أمر: أصابه.
2) السهد و السهاد: الأرق.
3) مناقب ابن شهرآشوب ج 3، ص 303 و فیه فی البیت الأول (التجمل) بدل (التجلد) و فی البیت الثانی (الی العرا) بدل (الی العز) و البحار: ج 46، ص 98 / 97.