جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

تعجیب

زمان مطالعه: 19 دقیقه

<ذهب بعض المتفقّهین إلى أنّ النیّة هذه الألفاظ المشهورة، و لذا وصّى فی المحافظة على

إخراج حروفها من المخارج و على مقارنتها فی الصلاة لتکبیرة الإحرام؛ و أوقع الناس فی الوساوس!.

و لاشکّ انّ عبادة هذا باطلٌ قطعاً، لأنّ هذا لیس نیّةً إجماعاً.

و إن زعم أنّها دلائل النیّة یُعنى بها عنها، فقد وقع فی أمرین باطلین:

أحدهما: قوله – علیه السلام ـ: «إذا أقیمت الصلاة فقد حرم الکلام»(1) ـ أی: منع منه، أو کره، على اختلاف القولین ـ ؛ و لاریب انّ تلک الألفاظ کلامٌ أجنبیٌّ من الصلاة ـ لأنّه لیس بقرآنٍ و لا دعاءٍ ـ ؛

و ثانیهما: ما قیل من: أنّه إن أسقط همزة جلالة التکبیرة فقد أسقط ما لایجوز اسقاطه ـ رعایةً للتفخیم ـ، و إن أتى بها فقد وقع فیما فرّ عنه ـ لوجود الفاصلة و عدم حصول المقارنة ـ ؛

أقول: لایخفى فساد هذا(2)!، لأنّ مثله لایعدّ فاصلةً عرفاً و لا شرعاً.

و بعضهم على أنّها عبارةٌ عن معانی تلک الألفاظ>(3)، <فیظنّ أنّ قوله عند تسبیحه و

تدریسه و صلاته: «أسبّح أو أدرّس أو أصلّی قربةً إلى اللّه» محضراً معنى هذه الألفاظ على خاطره هو النیّة>(4)؛

و هو و إن کان أقلّ فساداً من سابقه إلّا انّه فاسدٌ أیضاً!، لاجتماعه مع الریاء، مع بطلان العبادة و الصلاة معه.

و التحقیق ما ذکرناه لک من أنّ النیّة مقولةٌ بالتشکیک.

و بالجملة تخلیص النیّة من الفساد أعظم من الجهاد! ـ کما قال أمیرالمؤمنین و سیّد

الوصیّین: «تخلیص النیّة من الفساد أشدّ على العاملین من طول الجهاد»(5) ـ.

قال الفاضل الشارح: «و من هنا یظهر سرّ قوله ـ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم ـ: «نیّة المؤمن خیرٌ من عمله»(6)، فانّ النیّة على هذا الوجه أشقّ من العمل بکثیرٍ، فتکون أفضل منه.

و تبیین ذلک انّ قوله ـ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم ـ: «أفضل الأعمال أحمزها»(7) غیر منافٍ لحدیث «نیّة المؤمن خیرٌ من عمله»، بل هو کالمؤکّد و المقرّر له – و اللّه ولیّ التوفیق ـ»(8)؛ انتهى کلامه.

أقول: هذا الوجه قد ذکره العلماء الأعلام فی هذا المقام؛ و قد غفوا عن الإشکال، و هو انّ النیّة المتخلّصة من الفساد وجه أفضلیّتها من العمل الّذی هو کذلک أیضاً ماذا؟ مع أنّ العمل کذلک یشتمل النیّة مع زیادةٍ!.

و سیجیء ما ألهمنی اللّه ـ تعالى ـ فی دفع هذا الإشکال، فلابأس بذکر الأقوال و ما یرد علیها أوّلاً ثمّ بما هو المختار عندی فی هذا المقام؛ فنقول:هذا الحدیث قد نقله الشهید الأوّل ـ رحمه اللّه ـ فی قواعده، قال: «روی عن النبی ـ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم ـ: «انّ نیّة المؤمن خیرٌ من عمله»، و ربّما روی: «انّ نیّة الکافر شرٌّ من عمله»(9)؛ فورد سؤالان:

أحدهما: انّه روی عن النبیّ ـ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم ـ: «انّ أفضل العبادة

أحمزها»ـ و لاریب انّ العمل أحمز من النیّة ـ، فکیف یکون مفضولاً؟!،

و روی أیضاً: «انّ المؤمن إذا همّ بحسنةٍ کتبت له بواحدةٍ، فإذا(10) فعلها کتبت عشراً»(11)، و هذا صریحٌ فی أنّ العمل أفضل من النیّة و خیرٌ؛

و ثانیهما: انّه روی: «انّ النیّة المجرّدة لا عقاب فیها»(12)، فکیف تکون شرّاً من العمل؟!

أجیب بأجوبةٍ؛

منها: انّ المراد: انّ نیّة المؤمن بغیر عملٍ خیرٌ من عمله بغیر نیّةٍ، حکاه المرتضى(13) ـ رحمه اللّه ـ و أجاب عنه بـ: انّ أفعل التفضیل یقتضی المشارکة و العمل بغیر نیّةٍ لاخیر فیه، فکیف یکون داخلاً فی باب التفضیل؟، و لهذا لایقال: العسل أحلى من الخلّ؛

و منها: انّه عامٌّ مخصّصٌ، أو مطلقٌ مقیّدٌ، إذ نیّة بعض الأعمال الکبار ـ کنیّة الجهاد ـ خیرٌ من بعض الأعمال الخفیفة ـ کتسبیحةٍ أو تحمیدةٍ أو قراءة آیةٍ ـ، لما فی تلک النیّة من تحمّل النفس المشقّة الشدیدة و التعرّض للغمّ و الهمّ الّذی لاتوازنه تلک الأفعال. و بمعناه قال المرتضى ـ طاب ثراه ـ، قال: «و أتی بذلک لئلّا یظنّ انّ ثواب النیّة لایجوز أن یساوی أو یزید على ثواب بعض الأعمال»؛

ثمّ أجاب بـ: «أنّه خلاف الظاهر، لأنّ فیه إدخال زیادةٍ لیست فی الظاهر».

قلت: المصیر إلى خلاف الظاهر متعیّنٌ عند وجود ما یصرف اللفظ إلیه، و هو هنا حاصلٌ ـ و هو معارضته للخبرین السابقین ـ، فیجعل ذلک جمعاً بین هذا الخبر و غیره؛

و منها: انّ خلود المؤمن فی الجنّة إنّما هو بنیّة انّه لو عاش أبداً لأطاع اللّه أبداً، و خلود الکافر فی النار بنیّة انّه لو بقی أبداً لکفر أبداً؛

قال بعض العلماء: «و منها: انّ النیّة یمکن فیها الدوام بخلاف العمل، فانّه یتعطّل عنه المکلّف احیاناً، فإذا نسبت هذه النیّة الدائمة إلى العمل المنقطع کانت خیراً منه؛ و کذالک نقول فی نیّة الکافر»؛

و منها: انّ النیّة لایکاد یدخلها الریاء و العجب ـ لأنّا نتکلّم على تقدیر النیّة المعتبرة شرعاً ـ، بخلاف العمل، فانّه یعرضه ذلک؛

و یرد علیه: انّ العمل و إن کان معرضاً لهما إلّا انّ المراد به العمل الخالی عنهما ـ و إلّا لم یقع تفضیلٌ ـ ؛

و منها: انّ «المؤمن» یراد به: المؤمن الخالص، کالمؤمن المغمور بمعاشرة أهل الخلاف، فانّ غالب أفعاله جاریةٌ على التقیّة و مداراة أهل الباطل. و هذه الأعمال المفعولة تقیّةً منها ما یقطع فیه بالثواب ـ کالعبادات الواجبة ـ، و منها ما لاثواب فیه و لاعقاب ـ کالباقی ـ، و أمّا نیّته فانّها خالیةٌ عن التقیّة. و هو إن أظهر مرافقتهم بأرکانه و نطق بها بلسانه إلّا أنّه غیر معتقدٍ لها بجنانه، بل آبٍ عنها و نافرٌ منها. و إلیه الإشارة بقول أبی عبداللّه – علیه السلام، و سأله أبوعمر الشامی عن الغزو مع غیر الإمام العادل: «إنّ اللّه یحشر الناس على نیّاتهم یوم القیامة»(14)؛

و روی مرفوعاً عن النبیّ ـ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم(15) ـ.

و هذه الأجوبة الثلاثة من السوانح.

و أجاب المرتضى ـ رحمه اللّه ـ أیضاً بأجوبةٍ(16) :

منها: انّ النیّة لا یراد بها الّتی مع العمل و المفضّل علیه هو العمل الخالی من النیّة؛

و هذا الجواب یرد علیه النقض السالف، مع انّه قد ذکره کما حکیناه عنه.

و منها: انّ لفظة «خیر» لیست الّتی بمعنى أفعل التفضیل، بل هی الموضوعة لما فیه منفعةٌ ـ و یکون معنى الکلام: انّ نیّة المؤمن من جملة الخیر من أعماله ـ، حتّى لایقدّر مقدّرٌ انّ النیّة لا یدخلها الخیر و الشرّ ـ کما یدخل ذلک فی الأعمال ـ.

و حکی عن بعض الوزراء(17) استحسانه، لأنّه لایرد علیه شیءٌ من الاعتراضات.

و منها: انّ لفظة أفعل التفضیل قد تکون مجرّدةً عن الترجیح ـ کما فی قوله تعالى: (وَ مَنْ کَانَ فِی هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِی الاْخِرَةِ أَعْمَى وَ أَضَلُّ سَبِیلاً)(18)، و قول المتنبّی:

إِبْعَدْ بَعِدْتَ بَیَاضَاً لاَبَیَاضَ لَهُ++

لاََنتَ أَسوَدُ فِی عَینِی مِنَ الْظُّلَمِ(19)

قال ابن جنّی: «أراد لأنت أسود»(20)، و مثله قول الآخر:

وَ أَبیَضُ مِن مَاءِ الْحَدِیدِ کَأَنَّهُ++

شَهَابٌ بَدَا وَ اللَّیلُ دَاجٍ عَسَاکِرُهُ(21)

و قول الآخر:

یَا لَیْتَنِی مِثلُکِ فِی الْبَیَاضِ++

أَبیَضَ مِن أُختِ بَنِی أَبَاضِ(22)

و من جلمة عشیرتها ـ.

فان قلت: فقضیّة هذا الکلام أن یکون فی قوّة قوله: «النیّة من جملة عمله»، و النیّة من أفعال القلوب، فکیف تکون عملاً ـ لأنّه یختصّ بالعلاج ـ؟!؛

قلت: جائزٌ أن تسمّى عملاً کما جاز أن تسمّى فعلاً، أو یکون إطلاق العمل علیها مجازاً.

قلت: و قد أجیب أیضاً بأنّ المؤمن ینوی الأشیاء من أبواب الخیر ـ نحو الصدقة و الصوم و الحجّ ـ و لعلّه یعجز عنها أو عن بعضها، فیؤجر على ذلک، لأنّه معقود النیّة علیه. و هذا الجواب منسوبٌ إلى ابن درید.

و أجاب الغزالیّ(23) بأنّ النیّة سرٌّ لایطّلع علیه إلّا اللّه ـ تعالى ـ، و عمل السرّ أفضل من عمل الظاهر؛

و أجیب بـ: أنّ وجه تفضیل النیّة على العمل انّها تدوم إلى آخره – حقیقةً أو حکماً ـ و أجزاء العمل لایتصوّر فیها الدوام، إنّما یتصرّم شیئاً فشیئاً»؛ انتهى ما نقله الشهید ـ رحمه اللّه ـ فی القواعد(24)

و فی شرح الأربعین ـ للشیخ بهاء الدین، طاب ثراه ـ حکى تسعة أجوبة؛

منها: ما حکاه الشهید ـ رحمه اللّه ـ ؛

و منها: انّ المراد بنیّة المؤمن: اعتقاده الحقّ، و لاریب انّه خیرٌ من أعماله ـ إذ ثمرته الخلود فی الجنّة و عدمه یوجب الخلود فی النار ـ، بخلاف العمل؛

و منها: انّ طبیعة النیّة خیرٌ من طبیعة العمل، لأنّه لایترتّب علیها عقابٌ أصلا، بل إن کانت خیراً أثیب علیها و إن کانت شرّاً کان وجودها کعدمها؛ بخلاف العمل ـ فانّ (فَمَنْ یَعْمَلْ مِثقَالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهْ – وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً یَرَهُ)(25) ـ، فصحّ انّ النیّة بهذا الاعتبار خیرٌ من العمل؛

و منها: انّ النیّة من أعمال القلب، و هو أفضل الجوارح فعمله أفضل من عملها، ألاَ ترى انّ قوله ـ تعالى ـ: (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِکرِی)(26) جعل ـ سبحانه ـ الصلاة وسیلةً إلى الذکر، و المقصود أشرف من الوسیلة؟!؛

و أیضاً: فأعمال القلب مستورةٌ عن الخلق لایتطرّق إلیها الریاء و نحوه، بخلاف أعمال الجوارح؛

و منها: انّ النیّة لیست مجرّد قولک عند الصلاة أو الصوم: أصلّی أو أصوم قربةً إلى اللّه ملاحظاً معانی هذه الألفاظ بخاطرک و متصوّراً بقلبک، هیهات! انّ هذا تحریک لسانٍ و حدیث نفسٍ!!، و إنّما النیّة المعتبرة انبعاث النفس و میلها و توجّهها إلى ما فیه غرضها و مطلبها ـ إمّا عاجلاً و إمّا آجلاً ـ. و هذا الانبعاث و المیل إذا لم یکن حاصلاً لها لایمکنها اختراعه و اکتسابه بمجرّد الإرادة المتخیّلة و النطق بتلک الألفاظ. و ما ذاک إلّا کقول الشبعان: «أشتهی الطعام و أمیل إلیه!» قاصداً حصول المیل و الاشتهاء؛ و کقول الفارغ: «أعشق فلاناً و أحبّه و أنقاد له و أطیعه!». بل لاسبیل إلى اکتساب صرف القلب إلى الشیء و میله إلیه و إقباله علیه إلّا بتحصیل الأسباب الموجبة لذلک المیل و الانبعاث و اجتناب الأمور المنافیة لذلک المضادّة له، فانّ النفس إنّما تنبعث إلى الفعل و تقصده و تمیل إلیه تحصیلاً للغرض الملائم لها بحسب اعتقادها و ما یغلب علیها من الأحوال، فاذا غلبت شهوة النکاح و اشتدّ توقان النفس إلیه لایمکن الموافقة على قصد الولد ـ بل لایمکن ـ إلّا على نیّة قضاء الشهوة فحسب و إن قال بلسانه: «أفعل السنّة!، أطلب الولد قربةً إلى اللّه ! ـ». و قس على ذلک قول المصلّی عند نیّة الصلاة إذا کان منهمکاً فی أمور الدنیا و التهالک علیها و الانبعاث فی طلبها؛ فانّه لایتیسّر له توجیه قلبه بکلّیّةٍ إلى الصلاة و تحصیل المیل الصارف إلیها و الإقبال الحقیقیّ علیها، بل یکون دخوله فیها دخول متکلّفٍ لها متبرّمٍ بها، و یکون قوله: «أصلّی قربةً إلى اللّه» کقول الشبعان: «أشتهی الطعام»، و قول الفارغ: «أعشق فلاناً»

مثلاً.

و الحاصل انّه لاتحصل النیّة الکاملة المعتدّ بها فی العبادات و غیرها إذا أریدت بها القربة من دون ذلک المیل و الإقبال و قمع ما یضادّه من الصوارف و الأشغال. و هو لایتیسّر إلّا بصرف القلب عن الأمور الدنیویّة و تطهیر النفس عن الصفات الذمیمة الدنیّة و قطع النظر عن الحظوظ العاجلة بالکلّیّة و توجیه القلب إلى المولى و قصده دون جمیع ما سواه بالنیّة. و ذلک لایتیسّر إلّا لمن نوّر اللّه قلبه بالعرفان و الیقین، و هداه صراط عباده المخلصین؛ و لذلک قال أمیرالمؤمنین و سیّدالوصیین: «تخلیص النیّة من الفساد أشدّ على العاملین من طول الجهاد!»(27)

و من هنا یظهر سرّ قوله ـ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم ـ: «نیّة المؤمن خیرٌ من عمله»، فانّ النیّة على هذا الوجه أشقّ من العمل بکثیرٍ، فیکون أفضل منه.

و یتبیّن لک انّ قوله ـ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم ـ: «أفضل الأعمال أحمزها» غیر منافٍ لحدیث «نیّة المؤمن خیرٌ من عمله»، بل هو کالمؤکّد و المقرّر له؛ و اللّه ولیّ التوفیق»(28)؛

انتهى کلامه.

و قیل: «إنّ النیّة سرٌّ لایطّلع علیه إلّا اللّه، و العمل ظاهرٌ، و عمل السرّ أفضل»؛

و هو صحیحٌ، إلّا انّه لایشمل أعمال السرّ حینئذٍ و ظاهر الخبر العموم؛

و قیل: «إنّ النیّة تدوم إلى آخر العمل و العمل لایدوم»؛

و هو أیضاً ضعیفٌ!، لأنّ نیّة أعمال الصلوات لاتدوم إلّا فی لحظاتٍ معدودةٍ، و الأعمال یدوم و الخبر عامٌّ.

و قال الغزالیّ: «إذا اجتمع العمل مع النیّة کان هذا الجزء ـ الّذی هو النیّة – خیراً من

الجزء الآخر فی هذا المرکّب»(29)؛

و هو أیضاً فاسدٌ!، لأنّه یلزم على هذا أن یکون نیّة الکافر خیراً من عمله، و هو منافٍ لحدیث: «نیّة الکافر شرٌّ من عمله».

و بالجملة لایخفى بُعد کثیرٍ من هذه الوجوه المذکورة و فساد بعضها. إلّا انّ من بعض الأوجه ما تضمّنه الحدیثان اللّذان رواهما الصدوق ـ رحمه اللّه ـ بطریقه إلى زید الشحّام فی کتاب العلل(30) قال: قلت لأبی عبداللّه – علیه السلام ـ: إنّی سمعتک تقول: نیّة المؤمن خیرٌ من عمله، فکیف تکون النیّة خیراً من العمل!؟

قال: «لأنّ العمل کان ریاءً للمخلوقین و النیّة خالصةً لربّ العالمین، فیعطی ـ عزّ و جلّ ـ على النیّة مالا یعطی على العمل». قال أبو عبداللّه – علیه السلام ـ: «انّ العبد لینوی من نهاره أن یصلّی باللیل فغلبته(31) عینه فینام، فیثبت اللّه له صلاته و یکتب نفَسَه تسبیحاً و یجعل نومه علیه صدقةً»؛

و باسناده(32) عن أبی جعفرٍ – علیه السلام ـ انّه کان یقول: «نیّة المؤمن أفضل من عمله،و ذلک لأنّه ینوی من الخیر ما لایدرکه؛ و نیّة الکافر شرٌّ من عمله، لأنّ الکافر ینوی الشرّ و یأمّل من الشرّ ما لایدرکه».

و أبعد من ذلک کلّه ما ذکره صاحب الدرّالمنثور من: «انّ خیراً و شرّاً منصوبان على أنّهما مفعولا «نیّة»، و کان وجه حذف الألف منهما تبادر کونهما صیغتی تفضیلٍ و أنّهما خبرا لمبتدءین، فوقع فیهما تحریفٌ؛ و المعنى: إنّ المؤمن إذا نوى خیراً و إن لم یفعله کان ذلک محسوباً له من جملة أعماله، و الکافر إذا نوى شرّاً کان ذلک من جملة أعماله؛ فیثاب المؤمن بذلک و

یعاقب الکافر به»(33)

و قد ألهمنی اللّه ـتعالى ـ معنى هذا الحدیث بوجوهٍ یدفع بها الإشکال بالکلّیّة؛

الأوّل: انّ العمل معلولٌ للنیّة ـ لأنّ البدن مرتبة تنزّل النفس، بل هو النفس بعینها -، و العلّة بما هی علّةٌ أقوى و أشرف من المعلول و إن کانا معاً فی الوجود الخارجیّ. و ذلک کالوجود و المهیّة فی الوجود الممکن، لأنّ المهیّة بالتّبع و العرض للوجود موجودٌ مع أنّ أحدهما علّةٌ و الآخر معلولٌ؛ بل الحکماء الإلهیّون قالوا: انّ المعلول کظلٍّ لما هو علّته.

فان قلت: فعلى هذا یلزم تفضیل الشیء على نفسه؟!

قلت: المفضّل هو النیّة الصرفة القراحة، و المفضّل علیه هو النیّة المتعیّنة – کما فی الوجود الصرف القراح و الوجود المتعیّن – ؛ فتبصّر تفهم!.

و الثانی: انّ النیّة نیّتان:

نیّةٌ قبل الفعل تصیر موجبةً و باعثةً للفعل، و هی الّتی ذکرنا انّها لاتتمّ إلّا بعلمٍ و شوقٍ و إرادةٍ و قدرةٍ؛

و نیّةٌ بعد الفعل خالصةً من تکرّر الفعل، و هی المسمّاة بالخلق، و هو ملکةٌ نفسانیّةٌ تصیر سبباً للفعل من صاحب تلک الملکة بسهولةٍ. و المراد من «النیّة» فی هذا الحدیث هو الثانی دون الأوّل. و بهذا یجمع بین ما ورد من انّ من جملة خصائص نبیّنا ـ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم ـ: انّه لایکتب للعبد نیّة السیّئة ما لم یفعلها(34)؛ و بین ما ورد فی الکافی(35) عن أبی عبداللّه

– علیه السلام ـ: «إنّما خلّد أهل النار لأنّ نیّاتهم کانت فی الدنیا إن لو خلّدوا فیها أن یعصوا اللّه أبداً، و إنّما خلّد أهل الجنّة فی الجنّة لأنّ نیّاتهم کانت فی الدنیا إن لوبقوا فیها أن یطیعوا اللّه أبداً؛ فبالنیّات خلّد هؤلاء و هؤلاء. ثمّ تلا قوله ـ تعالى ـ: (قُلْ کُلٌّ یَعمَلُ عَلَى شَاکِلَتِهِ)(36)، قال: على نیّته»؛ انتهى.

فان قلت: لم یطلق النیّة على الملکة؛

قلنا: اطلقت، أمّا من حیث اللغة فقد عرفت أنّها بمعنى القصد أو بمعنى الحفظ، و على کلا التقدیرین یصدق على الملکة؛ أمّا الأوّل فلأنّ القصد إمّا راسخٌ و إمّا غیر راسخٍ، و لیست الملکة إلّا القصد الراسخ؛

و أمّا على الثانی فظاهرٌ.

و أمّا من حیث الإصطلاح فکلام الحکماء و العرفاء مشحونٌ عنه؛ قال صدر الحکماء و المحقّقین: «اعلم! أنّ الفعل و القول ما دامت حقیقتهما فی أکوان الحرکات و الأصوات فلاحظّ لهما من البقاء و الثبات، فإذا تکوّنت بالوجود الکتبیّ حصل لهما مرتبةً من البقاء و الثبات. و کذلک کلّ من فعل فعلاً أو تکلّم کلاماً یحصل منه أثرٌ فی نفسه و حالٌ یبقى زماناً. و إذا تکرّرت الأفاعیل و الأقاویل استحکمت الآثار فی النفس، فصارت ملکاتٍ بعد ما کانت أحوالاً، فیصدر بسببها الأفعال منها بسهولةٍ من غیر رویّةٍ و حاجةٍ إلى تجشّم أعمالٍ و کسبٍ جدیدٍ بعد ما لم یکن کذلک. و من هذا الوجه یحصل تعلّم الصنائع و المکاسب العلمیّة و العملیّة. و لو لم یکن هذا التأثر للنفس و الاشتداد فیه یوماً فیوماً لم یکن لأحدٍ تعلّم شیءٍ من الحرف و الصنائع، و لم ینجع التأدیب و التهذیب»(37)

ثمّ قال بعد کلامٍ: «و تظهر لک من کلّ حرکةٍ فکریّةٍ ـ قولیّةٍ أو عملیّةٍ ـ صورٌ روحانیّةٌ و جسمانیّةٌ، فان کانت الحرکة غضبیّةً أو شهویّةً صارت مادّةً لشیطانٍ یؤذیک فی حیاتک و یحجبک عن ملاقاة النور بعد وفاتک، و إن کانت الحرکة عقلیّةً صارت ملکاً تلتذّ بمنادمته فی دنیاک و یهتدی فی أخراک إلى جوار اللّه و دار کرامته. و هذا المعنى هو المسمّى فی عرف الحکماء و لسان أهل العلم بالملکة، و فی لسان أهل النبوّة و الشهود بالمَلَک و الشیطان؛ و المآل منهما واحدٌ.

و لو لم یکن لتلک الملکات من البقاء و الثبات ما یبقى به أبد الآباد لم یکن للخلود وجهٌ، فانّ منشأ الثواب و العقاب لو کان نفس العمل و القول ـ و هما زائلان ـ فکیف یتصوّر بقاء المعلول و المسبّب مع زوال العلّة و السبب؟!؛ و الفعل الجسمانیّ الواقع فی زمانٍ متناهٍ کیف یکون منشئاً للجزاء الأبدیّ؟!. و مثل هذه الُمجازات ـ سیّما فی جانب العقاب ـ لایلیق بالحکیم ـ و قد قال تعالى: (وَ مَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِیدِ)(38)، و قال: (یُؤَاخِذُکُمْ بِمَا کَسَبَتْ قُلُوبُکُمْ)(39)

و لکن إنّما یخلد أهل الجنّة فی الجنّة و أهل النار فی النار بالنیّات ـ أعنی: الملکة الراسخة ـ»(40)

و هذا تصریحٌ منه بما قلناه؛… إلى غیر ذلک من کلماته الشریفة. و کذا غیره من الحکماء الماضیة لهم تصریحاتٌ بذلک لم نطوّل الکتاب بذکرها.

و لایمکن الجمع بین الأحادیث إلّا بهذا؛ فتبصّر!.

و الثالث: انّ النیّة تابعةٌ للطّینة الأصلیّة و مقتضى الأعیان الثابتة فی الحضرة العلمیّة،

لأنّ المشرک بحسب مقتضى طینته الخبیثة و عینه الثابتة إنّما یحنّ و یحرص إلى المعصیة و ضمیره معقودٌ على فعلها دائماً إن یتیسّر له ـ لأنّه من أهلها، کما قال اللّه تعالى فیهم: (وَ لَو رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنهُ)(41) ـ، و الأفعال الحسنة غریبةٌ منه لیست صدورها من طینته الأصلیّة. و هذا بخلاف المؤمن، فانّه بحسب مقتضى عینه الثابتة و طینته الطیّبة إنّما یرتکب القبیح بکرهٍ من عقله و خوفٍ من ربّه، و صدوره منه غریبٌ ـ إذ لیس هو من ذاته ـ، و لهذا لایعاقب علیه، بل یثاب بما لم یفعل من الخیرات لحنینه إلیها و حرصه علیها، و عقد ضمیره على فعلها دائماً إن تیسّر له، فانّ «الأعمال بالنیّات، و إنّما لکلّ امرىءٍ ما نوى»(42)

و انّما ینوی کلٌّ ما یناسب عینه الثابتة و طینته الأصلیّة و تقتضیه جبلّته الّتی خلق علیها ـ کما قال تعالى: (قُلْ کُلٌّ یَعْمَلُ عَلَى شَاکِلَتِهِ فَرَبُّکُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهدَى سَبِیلاً)(36) ـ.

فنیّة المؤمن خیرٌ من عمله لاحتمال کون العمل بالعرض سیّئةً؛ و نیّة الکافر شرٌّ من عمله لاحتمال کونه بالعرض حسنةً؛ فافهم و اغتنم!، فانّ هذا عزیزٌ لم یوجد إلّا فی هذا الکتاب.

و تدلّ على هذا أحادیث مزج الطینة ـ کما لایخفى على متتبّع الأخبار(43) ـ.

قوله – علیه السلام ـ: «و بعملی إلى أحسن الأعمال».

«العمل» أخصّ من الفعل ـ کما مرّ، فتذکّر! ـ. و حسنه و قبحه و أحسنیّته تابعٌ للنیّة، کما قال – علیه السلام ـ: «إنّما الأعمال بالنیّات»؛ فما ذکرناه فی النیّة یجری فی العمل. قال الصادق – علیه السلام ـ: «و قوله ـ تعالى ـ: (لِیَبْلُوَکُمْ أَیُّکُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)(44) لیس یعنی: أکثرکم عملاً، و لکن: أصوبکم عملاً، فانّما الاصابة خشیة اللّه و النیّة الصادقة». ثمّ قال: «العلم الخالص الّذی لاترید أن یمدحک علیه أحدٌ إلّا اللّه؛ و هذا هو معنى

الإخلاص»(45)

و قال عبدالعزیز فی تفسیر هذه الآیة: «أی: أیّکم أحسن استقامةً على الأوامر»(46)؛

و قال بعضهم: «أیّکم أفرغ قلباً و أصفى ذهناً و أحسن سمتاً و هدباً»؛

و قیل: «هو ستر العمل عن الخلائق و تصفیته من العلائق»؛

و قیل: «هو تصفیة العمل عن ملاحظة المخلوقین حتّى عن ملاحظة النفس!، فلایشهده غیر اللّه».

اللَّهُمَّ وَفِّرْ بِلُطْفِکَ نِیَّتِی، وَ صَحِّحْ بِمَا عِنْدَکَ یَقِینِی، وَ اسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِکَ مَا فَسَدَ مِنِّی.

«وفّر» ـ بالتخفیف و التشدید ـ بمعنى: کثّر؛ قال فی النهایة: «وفره یفره ـ کوعده یعده ـ: کثّره»(47) و على الوجهین وردت الروایة فی الدعاء. و «وفور النیّة عبارةٌ عن بلوغها إلى درجة الکمال فی الإخلاص؛ أو المراد به الکثرة بحیث یصیر ملکةً راسخةً. و فی نسخة الشهید: «وفّره» ـ بالهاء للضمیر ـ، فیکون «نیّتی» بدلاً عن الضمیر ـ کما قیل ـ ؛ أو یکون الضمیر راجعاً إلى المفعول المطلق، و التقدیر: وفّر نیّتی توفیراً، أو: وفوراً. کما صرّح به النحاة، و ذکروا فی أمثاله قولهم: أضربه زیداً و ضربته زیداً.

و قیل: «توفیر النیّة عبارةٌ عن وقایتها و صیانتها، من: وفرت عرضه وفراً و وفّرته توفیراً أی: صنته و وقیته من کلّ ما یشینه و یعیبه. و قال الفاضل الشارح: «و فی روایة بعض النسخ «فَرِّهْ نیّتی» ـ بفتح الفاء و تشدید الراء المهملة و کسرها و بعدها هاءٌ ساکنةٌ ـ : فعل أمرٍ من الفراهة؛ قال ابن الأثیر فی النهایة: «دابّةٌ فارهةٌ أی: نشیطةٌ حادّةٌ قویّةٌ، و قد

فرهت(48) و فراهیه»(49)؛ انتهى. و هو إمّا استعارةٌ تبعیّةٌ بأن شبّه احداث حاله فی نیّته حاملةً لها على الخفّة فی الانبعاث نحو الخیرات بالمعنى المصدریّ الحقیقیّ للتفریه ـ الّذی هو تنشیط الدابّة للسیر ـ بجامع عدم الکلال فی التوجّه نحو المطلوب، فاستعار له لفظ التفریه، ثمّ اشتقّ منه الفعل ـ على ما قرّر(50) فی معنى الاستعارة التبعیّة ـ ؛ أو استعارةٌ مکنیّةٌ تخییلیّةٌ بأن أضمر فی نفسه تشبیه النیّة بالدابّة فی قیامها بالمنویّ و تحمّلها له ـ کما قالوا: «لایعجز البدن عمّا قامت به النیّة» ـ. و لم یصرّح بغیر المشبّه و دلّ علیه بذکر مایخصّ به المشبّه به ـ و هو التفریه ـ.

و من عجیب ما وقع لبعض المترجمین هنا انّه ظن انّ «الهاء» فی هذه الروایة ضمیرٌ متّصلٌ بفعل الأمر من التوفیر، فقال: «مرجع الضمیر: «النیّة» بتأویل «المذکور»، و «نیّتی» بدلٌ من الضمیر فی «و فَرِّه»؛ انتهی. و هو خبطٌ أوقعه فیه التصحیف المذکور»(51)؛ انتهى کلامه.

أقول: ما ذکره بعیدٌ غایة البعد!، و نسبة الخبط إلى المترجم خبطٌ!!. و التقریب ما ذکرناه لک؛ فتبصّر!.

قوله: «و صحّح بما عندک یقینی».

<«بما» إمّا متعلّقٌ بـ «صحّح»، و «الباء» سببیّةٌ ـ أی: صحّح بسبب ما عندک من القدرة و الرحمة و الصفات الربوبیّة أو الفضل و الکرم و العنایة یقینی ـ>(52)؛ و إمّا متعلّقٌ بما یلیه ـ

أی: صحّح یقینی بالّذی عندک(53) ـ.

و قوله: «استصلح ـ… إلى آخره».

«الاستصلاح»: نقیض الاستفساد، و صیغة الاستفعال هنا لیست على معناها الحقیقیّ ـ

لأنّ طلب الصلاح قد وقع منه ـ تعالى ـ عامّاً من جمیع العباد ـ، <بل هو من باب «استخرجت الوتد من الحائط»، فانّه لیس فیه طلب خروجه، بل معناه: لمأزل أتلطّف حتّى خرج. فالمعنى: استطلح ما فات منّی بلطفک ـ أو: ما فسد منّی ـ حتّى یصلح. و یحتمل أن یکون «استصلح» بمعنى: أصلح ـ کاستجاب بمعنى أجاب ـ>(54)، أی: أصلح بقدرتک الّذی فسد منّی ـ: من الالتفات إلى هذا العالم الأدنى و استعمال اللوازم البشریّة ـ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ اکْفِنِی مَا یَشْغَلُنِی الاِهْتَمامُ بِهِ، وَ اسْتَعْمِلْنِی بِمَا تَسْأَلُنِی غَداً عَنْهُ. وَ اسْتَفْرِغْ أَیَّامِی فِیما خَلَقْتَنِی لَهُ.

<«الکفایة»: قیام شخصٍ مقام آخر فی قضاء حوائجه؛ یقال: کفیت زیداً الأمر کفایةً: قمت به مقامه و أغنیته عن معاناته.

و «الاهتمام بالأمر»: الاعتناء به، أی: تولّ کفایتی فی کلّ>(55) شیءٍ اشتغالی و اهتمامی به لازمٌ غیر وجهک الکریم.

و «استعملنی» أی: اجعلنی عاملاً.

و «الغد»: الیوم الّذی بعد یومک بلا فصلٍ، ثمّ توسّعوا فیه حتّى أطلق على البعید المترقّب، کیوم القیامة، و هو المراد هنا. و أصله: «غَدْوٍ» ـ کفلسٍ ـ، لکن حذفت اللام و جعلت الدال حرف إعرابٍ.

و المراد بـ «المسؤول عنه غداً»: هو الاعتقادات الضروریّة أو الأفعال و الأعمال المأمورة و المنهیّة الّتی یسأل الإنسان عنها ـ کما قال تعالى: (وَ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا کُنتُمْ تَعْمَلُونَ)(56) ـ. و فائدة السؤال مع علمه ـ تعالى ـ بذلک أن تعلم الخلائق أنّه ـ سبحانه ـ لایظلم أحداً.

و «استفرغ أیّامی» یقال: استفرغ مجهوده أی: استقصى طاقته، و فرسٌ مستفرغٌ: لایدّخر عن عدوه شیئاً. و أصله من: «إفراغ الإناء» ـ و هو قلب ما فیه و صبّه حتّى لایبقى فیه شیءٌ ـ.

و «فیما خلقتنی له».

<«فی» هنا بمعنى «اللام التعلیلیّة»، أو «الظرفیّة المجازیّة»(57)، أو یضمن الاستفراغ معنى

الصرف و نحوه؛ أی: اصرف أو ابذل(58) أیّامی فیما خلقتنی له من العبادة و المعرفة ـ کما قال

تعالى: (وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الاِنسَ إِلاَّ لِیَعبُدُونِ)(59)>(60)، و فی الحدیث: «من علامات شقاوة المرء صرف عمره فیما لایعنیه و ترک ما یعنیه!»(61) ـ.

وَ أَغْنِنِی وَ أَوْسِعْ عَلَیَّ فِی رِزْقِکَ، وَ لاَتَفْتِنِّی بِالنَّظَرِ، وَ أَعِزَّنِی وَ لاَتَبْتَلِیَنِّی بِالْکِبْرِ، وَ عَبِّدْنِی لَکَ وَ لاَتُفْسِدْ عِبَادَتِی بِالْعُجْبِ، وَ أَجْرِ لِلنَّاسِ عَلَى یَدِیَ الْخَیْرَ، وَ لاَتَمْحَقْهُ بِالْمَنِّ، وَ هَبْ لِی مَعَالِیَ الاَْخْلاَقِ، وَ اعْصِمْنِی مِنَ الْفَخْرِ.

«و أغننی» أی: عمّا سواک.

«و أوسع علیَّ فی رزقک» أی: اجعل رزقک لی واسعاً، هذا یعمّ الرزق البدنیّ و النفسیّ.

و قیل: «یجوز أن یراد به: غنى المال، و بسابقه غنى النفس ـ کما هو الشائع فی الأخبارـ»(62)

«و لا تفتنّی بالنظر». «الفتنة»: هی الظلال عن الحق و الخروج عن الطاعة؛ و «النظر» بمعنى: الإبصار؛ أی: لاتجعلنی مبتلىً بالنظر و الالتفات إلى ما فی أیدی أرباب النعم من متاع

الدنیا؛ کما قال ـ تعالى ـ : (وَ لاَتَمُدَّنَّ عَیْنَیْکَ إِلَى مَا مَتَّعنَا بِهِ أَزوَاجاً مِنهُمْ زَهرَةَ الْحَیَاةِ الدُّنیَا لِنَفتِنَهُمْ فِیهِ وَ رِزقُ رَبِّکَ خَیْرٌ وَ أبْقَى)(63) قال الواسطیّ: «فی هذه الآیة تسلیةٌ للفقراء و تعزیةٌ لهم حیث منع النبیّ ـ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم ـ عن النظر إلى الدنیا على وجه الاستحسان، فقال: (وَ لاَتَمُدَّنَّ عَیْنَیکَ إِلَى مَا مَتَّعنَا بِهِ أَزوَاجاً مِنهُمْ)، ثمّ أمرهم بعد هذا بالعبودیّة و ملازمة الطاعة فقال: (وَ أْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلاَةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیهَا)(64)»(65)

روی عن النبیّ ـ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم ـ قال حین قرء هذه الآیة: «من لم یتعزّ بعزاء اللّه تقطّعت نفسه على الدنیا حسرات»(66)

و قیل: «روى ابن عباس ـ رضی اللّه عنه ـ انّه: مات رسول اللّه ـ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم ـ فی قمیصٍ من صوفٍ و علیه اثناعشر رقعاً بعضها من أدیم، و علیه سبعون ألفاً ممّا کان یستقرض و ینفق على الفقراء، قضّاها علیٌّ ـ کرّم اللّه وجهه ـ»(67)

و عن علیّ بن أبی طالب – علیه السلام ـ: «لقد رقعت مرقّعی هذا(68) حتّى استحییت من راقعها!، ما لعلیٍّ و زهرة الدنیا!، کیف أفرح بلذّةٍ تفنی و نعیمٍ لایبقى؟!، و کیف أشبع و حول الحجاز بطونٌ غرثى!، و کیف أرضى بأن أسمّی أمیرالمؤمنین و لا أشارکهم فی خشونه العیش و شدائد الضرّ و البلوى؟!»(69)

و قیل: «انّ فتح الموصلیّ رجع إلى بیته فلم یجد عشاءً و لا سراجاً و حطباً، فأخذ حمد

اللّه و یقول: یا إلهی لأیّ سببٍ و بأیّ وسیلةٍ و استحقاقٍ عاملتنی بما یعامل به الأولیاء!».

با فاقه و فقر همنشینم کردى++

بى خویش و تبار و بى قرینم کردى

این مرتبه مقرّبان در توست++

یا رب! به چه خدمت این چنینم کردى!

و لقد شدّد العلماء المتّقون فی وجوب غضّ البصر عن أبنیة الظلمة و ملابسهم و مراکبهم، لأنّهم اتّخذوها لعیون النظارّة، فالناظر إلیها محصّلٌ لغرضهم، فیکون اغراءً لهم على اتّخاذها.

فی الکافی(70) عن الصادق – علیه السلام ـ قال: «إیّاک و(71) أن تطمح نفسک إلى من فوقک، و کفى بما قال اللّه ـ تعالى ـ لرسول اللّه(72) : (فَلاَتُعجِبکَ أَموَالُهُمْ وَ لاَ أَولاَدُهُمْ ((73)، و قال: (وَ لاَتَمُدَّنَّ عَیْنَیْکَ)(63) ـ… الآیة ـ».

<و فی بعض النسخ: «بالبطر» ـ بالباء الموحّدة و الطاء المهملة ـ، و هو: النشاط والطغیان؛ و الفقرات الآتیة قرینةٌ على ما ذکرنا>(60)

و «أعزّنی» أی: اجعلنی عزیزاً مکرّماً.

<و «لا تبتلینّی بالکبر» یروى بوجهین:

أحدهما: بالجزم بحذف حرف العلّة و النون المخفّفة للوقایة؛

و الثانی: باثبات حرف العلّة مفتوحاً و نون التأکید الثقیلة و فتح حرف العلّة ـ فتحة بناءٍـ على المشهور لمباشرة نون التأکید للفعل.

و «لا» على الوجهین ناهیةٌ>(74)

<و «الواو» عاطفةٌ؛ و قیل: «للحال، و لا نافیّة»؛

و هو کما ترى!>(60)

<قوله - علیه السلام ـ:و «عبّدنی لک» أی: ذلّلنی و استعملنی فی العبادة لک>(75)، من

قولهم: بعیرٌ معبّدٌ و طریقٌ معبّدٌ أی: مذلّلٌ.

قوله: «و لاتفسد عبادتی بالعجب».

<«افساد» الشیء: اخراجه عن أن ینتفع به.

و «العُجب» ـ بضمّ العین و سکون الجیم ـ الزهو؛ و رجلٌ معجبٌ: مزهوٌّ بمایکون حسناً أو قبیحاً>(76) و قد تقدّم الکلام فی حقیقة العجب و أنواعه فی اللمعة الثامنة؛ فلیرجع إلیه.

و روى فی الکافی(77) بسنده عن علیّ بن سوید عن أبی الحسن – علیه السلام ـ قال:

سألته عن العجب الّذی یفسد العمل؟

فقال: «العجب درجاتٌ، منها أن یزیّن للعبد سوء عمله فیراه حسناً، فیعجبه و یحسب أنّه یحسن صنعاً؛ و منها أن یؤمن العبد بربّه فیمنّ على اللّه – عزّ و جلّ ـ و للّه علیه فیه المنّ»؛ انتهى.

و من کلامهم – علیهم السلام ـ: «لا عجب فوق الأنانیّة»(78)

قوله – علیه السلام ـ: «و اجر للناس على یدیَ الخیر»، و فی الحدیث: «طوبى(79) لمن أجریت الخیر بیدیه»(80)

«و لاتمحقه بالمنّ». «المحق»: المحو.

«المنّ»: أن یعتدّ المحسن على من أحسن إلیه باحسانه و یریه أنّه أوجب علیه بذلک حقّاً. أی: لاتنقصه و لا تبطله بالامتنان، و (لاَتُبطِلُوا صَدَقَاتِکُمْ بِالْمَنِّ وَ الاَْذَى)(81)

قوله: «و هب لی معالی الأخلاق»، من إضافة الصفة إلى الموصوف؛ أی: الأخلاق الحسنة و الملکات الفاضلة و الهمم العالیة. و فی الخبر: «إنّ اللّه یحبّ معالی الهمم و یبغض سفلها»(82)

<و اختلف العلماء فی تعریف «حسن الخلق»؛ فقیل: «هو بسط الوجه و کفّ الأذى و بذل الندى»؛

و قیل: «هو صدق التحمّل و ترک التجمّل و حبّ الآخرة و بغض الدنیا»؛

و قیل: «هو أن لایظلم صاحبه و لایمنع و لایجفو أحداً، و إن ظلم غفر و إن منع شکر و إن ابتلی صبر».

و الحقّ انّ کلّ ذلک تعریفٌ له بالآثار و الأفعال التابعة له الدالّة علیه؛ و انّه ملکةٌ یسهل على صاحبها فعل الجمیل و تجنّب القبیح. و یعرف ذلک بمخالطة الناس بحسن المعاشرة و الصدق و الصلة والرفق و الحلم و الصبر و اللطف و المبرّة و التواضع و المودّة.

و الروایات فی حسن الخلق کثیرةٌ؛ و عن أبی عبداللّه – علیه السلام ـ قال: «قال رسول اللّه: الخلق(83) الحسن له أجر الصائم القائم»(84)؛

و عنه – علیه السلام ـ قال: «قال: أکثر ما تلج به أمّتی الجنّة التقوى(85) و حسن

الخلق»(86)؛

و عن أبی جعفرٍ – علیه السلام ـ قال: «انّ أکمل المؤمنین إیماناً أحسنهم خلقاً»(87)>(88)


1) لم أعثر علیه، و قریبٌ منه: «فاذا قال المؤذّن قد قامت الصلاة…»، راجع: «تهذیب الأحکام»ج 2 ص 55 الحدیث 29، «الإستبصار» ج 1 ص 301، «وسائل الشیعة» ج 5 ص 395الحدیث 6899.

2) المصدر: و عندی فی هذا القیل شیءٌ.

3) قارن: «نور الأنوار» ص 119.

4) قارن: «ریاض السالکین» ج 3 ص 282.

5) راجع: «غرر الحکم» ص 93 الحکمة 1616 / 1618، «الکافی» ج 8 ص 22 الحدیث 4.

6) راجع: «الکافی» ج 2 ص 84 الحدیث 2، «وسائل الشیعة» ج 1 ص 50 الحدیث 95،«مستدرک الوسائل» ج 1 ص 95 الحدیث 74، «عوالى اللئالی» ج 1 ص 406 الحدیث 67.

7) راجع: «بحار الأنوار» ج 67 ص 190، «مفتاح الفلاح» ص 45.

8) راجع: «ریاض السالکین» ج 3 ص 284.

9) راجع: «الکافی» ج 2 ص 84 الحدیث 2، «وسائل الشیعة» ج 1 ص 50 الحدیث 95،«مستدرک الوسائل» ج 1 ص 95 الحدیث 74، «علل الشرائع» ج 2 ص 524 الحدیث 2،«عوالی اللئالی» ج 1 ص 406 الحدیث 68.

10) المصدر: و إذا.

11) راجع: «عوالی اللئالی» ج 1 ص 407 الحدیث 69.

12) إشارةٌ إلى قول الصادق – علیه السلام ـ: «إذا همّ بسیّئةٍ لم یکتب علیه»، راجع: «الخصال»ج 2 ص 418 الحدیث 11، «بحار الأنوار» ج 68 ص 246.

13) له ـ رحمه اللّه ـ رسالةٌ مفردةٌ أسماها «مسألةٌ فی قول النبیّ ـ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم ـ: نیّةالمؤمن خیرٌ من عمله» بحث فیها عنه، و هذان الجوابان مذکوران فیها، راجع: «رسائل الشریف المرتضى» ج 3 ص 233 ثمّ 237.

14) قال ابن أبی جمهور: «و روی عن أبی عبداللّه الصادق – علیه السلام ـ و قد سأله أبوعمرالشامی عن الغزو مع غیر الإمام فأجابه – علیه السلام ـ بقوله…»، راجع: «عوالی اللئالی»ج 1 ص 407 الحدیث 70، و فی «الکافی» و «التهذیب» عن أبی عمرة السلمی، راجع:«الکافی» ج 5 ص 20 الحدیث 1، «تهذیب الأحکام» ج 6 ص 135 الحدیث 4، و فی«البحار» و «الوسائل» عن أبی عروة السملی، راجع: «وسائل الشیعة» ج 1 ص 48 الحدیث87، «بحار الأنوار» ج 67 ص 209.

15) لم أعثر علیه، و لتفصیله انظر التعلیقة السالفة.

16) راجع: «رسائل الشریف المرتضی» ج 3 ص 239.

17) کذا فی النسختین.

18) کریمة 72 الإسراء.

19) راجع: «دیوان المتنبّی» ص 36.

20) راجع: «رسائل الشریف المرتضى» ج 3 ص 238.

21) راجع: نفس المصدر.

22) البیت للمرتضى نفسه، راجع: نفس المصدر أیضاً.

23) راجع: «إحیاء علوم الدین» ج 4 ص 366.

24) راجع: «القواعد و الفوائد» ج 1 ص 112.

25) کریمتان 8 / 7 الزلزلة.

26) کریمة 14 طه.

27) راجع: «غرر الحکم» ص 93 الحکمة 1616، «الکافی» ج 8 ص 22 الحدیث 4.

28) راجع: «الأربعون حدیثاً» ص 449، مع تغییرٍ فی الألفاظ.

29) راجع: «المحجّة البیضاء» ج 8 ص 110.

30) راجع: «علل الشرائع» ج 2 ص 524 الحدیث 1، و انظر: «بحار الأنوار» ج 67 ص 190.

31) المصدر: فتغلبه.

32) راجع: «علل الشرائع» ج 2 ص 524 الحدیث 2، و انظر: «وسائل الشیعة» ج 1 ص 54الحدیث 109، «بحار الأنوار» ج 67 ص 190.

33) قال المحقّق الشیخ علیّ بن الشیخ محمّد بن الشیخ حسن بن الشیخ زین الملّة و الدین الشهیدالشهید ـ طیّب اللّه رمسهم ـ: «انّه خطر لی وجهٌ أراه بمثل هذا الکلام أنسب و أربط، و هووجهٌ لطیفٌ و به یندفع کلّ ما یرد على ما تقدّم نقله؛ و هو: انّ خیراً و شرّاً منصوبان…»؛ راجع:«الدرّ المنثور» ج 1 ص 358.

34) إشارةٌ إلى ما روی من قوله ـ سبحانه و تعالى ـ لنبیّه: «و کانت الأمم السالفة إذا نوى أحدهم حسنةً لم تکتب له و إذا همّ بسیّئةٍ کتبتها علیه و إن لم یعملها، و قد رفعتها عن أمّتک، فإذا همّأحدهم بسیّئةٍ لم یعملها لم تکتب علیه»، راجع: «إرشاد القلوب» ج 2 ص 418.

35) راجع: «الکافی» ج 2 ص 85 الحدیث 5. و انظر: «وسائل الشیعة» ج 1 ص 50 الحدیث 96،«بحار الأنوار» ج 8 ص 347، «تفسیر العیّاشی» ج 2 ص 316 الحدیث 158، «علل الشرائع» ج 2 ص 523 الحدیث 1.

36) کریمة 84 الإسراء.

37) راجع: «الحکمة المتعالیة» ج 9 ص 290. و بین المنقول فی المتن و الموجود فیه اختلافاتٌ زیادةًو نقصاً بحیث یمکن الذهاب إلى احتمال انّ العبارة توجد فی غیره من آثار صدرالمتألّهین حرفیّاًکما انّه لایبعد ان تکون هذه الإختلافات ناشئةً من النسخة المنقول عنها، أو حدثت فی اثناءالنقل.

38) کریمة 29 ق.

39) کریمة 225 البقرة.

40) القطعة الأولى من العبارة هذه توجد فی «الحکمة المتعالیة» ج 9 ص 295، و انظر إلى الإحتمالین المذکورین فی التعلیقة السالفة، فانّه لایبعد الذهاب إلیهما هیهنا أیضاً.

41) کریمة 28 الأنعام.

42) راجع: «وسائل الشیعة» ج 10 ص 13 الحدیث 12713، «تهذیب الأحکام» ج 1 ص 83الحدیث 67، «بحار الأنوار» ج 67 ص 210.

43) فانظر مثلاً: «بحار الأنوار» ج 64 ص 104.

44) کریمتان 7 هود / 2 الملک.

45) راجع: «الکافی» ج 2 ص 16 الحدیث 4، «بحار الأنوار» ج 67 ص 250.

46) لم أهتد إلى مراده.

47) قال: «… الوافر: الکثیر، یقال: وفره یفره کوعده یعده»، راجع: «النهایة» ج 5 ص 210.

48) النهایة: + فراهةً.

49) راجع: «النهایة» ج 3 ص 441.

50) المصدر: قرّروه.

51) راجع: «ریاض السالکین» ج 3 ص 289.

52) قارن: «ریاض السالکین» ج 3 ص 291.

53) و انظر: «نور الأنوار» ص 120.

54) قارن: «ریاض السالکین» ج 3 ص 292.

55) قارن: نفس المصدر أیضاً.

56) کریمة 93 النحل.

57) المصدر: ـ أو الظرفیّة المجازیّة.

58) المصدر: ـ أو ابذل.

59) کریمة 56 الذاریات.

60) قارن: «نور الأنوار» ص 122.

61) لم أعثر علیه، لا فی مصادرنا و لا فی مصادر العامّة.

62) هذا قول محدّث الجزائریّ، راجع: «نور الأنوار» ص 122.

63) کریمة 131 طه.

64) کریمة 132 طه.

65) لم أعثر على کلام الواسطی فی کتب المفسّرین، فانظر مثلاً: «التفسیر الکبیر» ج 22 ص 134،«تفسیر القرطبی» ج 11 ص 260، و لا فی آثار العرفاء کـ «الفتوحات المکّیّة».

66) راجع: «بحار الأنوار» ج 70 ص 89، «تفسیر القمّی» ج 1 ص 381، «الخصال» ج 1 ص 64الحدیث 95، و انظر أیضاً: «الکافی» ج 2 ص 315 الحدیث 5، «اعلام الدین» ص 294،«تحف العقول» ص 51.

67) لم أعثر علیه بنصّه، و فی معناه ما یوجد کثیراً.

68) المصدر: مدرعتی هذه.

69) لم أعثر علیه بتمامه، و صدره یوجد فی «نهج البلاغة» الخطبة 160 ص 227، «غرر الحکم»ص 119 الحکمة 2084، «عوالی اللئالی» ج 4 ص 130 الحدیث 224.

70) راجع: «الکافی» ج 8 ص 168 الحدیث 189، و انظر: «بحار الأنوار» ج 16 ص 279،«مشکاة الأنوار» ص 66.

71) المصدر: ـ و.

72) المصدر: لرسوله.

73) کریمة 55 التوبة.

74) قارن: «ریاض السالکین» ج 3 ص 295.

75) قارن: «شرح الصحیفة» ص 200.

76) قارن: «ریاض السالکین» ج 3 ص 296.

77) راجع: «الکافی» ج 2 ص 313 الحدیث 3، و انظر أیضاً: «وسائل الشیعة» ج 1 ص 100الحدیث 238، «بحار الأنوار» ج 69 ص 317، «معانی الأخبار» ص 243 الحدیث 1.

78) لم أعثر علیه.

79) المصدر: فطوبى.

80) راجع: «الکافی» ج 1 ص 154 الحدیث 2، «بحار الأنوار» ج 5 ص 160، «المحاسن» ج 1 ص283 الحدیث 415.

81) کریمة 264 البقرة.

82) لم أعثر علیه، و ورد: «انّ اللّه یحبّ معالی الأمور و یکره سفسافها»، راجع: «وسائل الشیعة»ج 17 ص 73 الحدیث 22020، «بحار الأنوار» ج 47 ص 323، «عوالی اللئالی» ج 1 ص67 الحدیث 117.

83) مستدرک الوسائل: انّ صاحب الخلق.

84) راجع: «مستدرک الوسائل» ج 8 ص 442 الحدیث 9940 نقلاً عن «کتاب محمّد بن المثنّى الحضرمی»، و لم أعثر علیه فی غیره.

85) الکافی: تقوى اللّه.

86) راجع: «الکافی» ج 2 ص 100 الحدیث 6، «وسائل الشیعة» ج 12 ص 150 الحدیث15911، «بحار الأنوار» ج 68 ص 375، «مشکاة الأنوار» ص 221.

87) راجع: «الکافی» ج 2 ص 99 الحدیث 1، «وسائل الشیعة» ج 12 ص 148 الحدیث15904، «مستدرک الوسائل» ج 8 ص 447 الحدیث 9955، «بحار الأنوار» ج 75 ص309، «إرشاد القلوب» ج 1 ص 133.

88) قارن: «ریاض السالکین» ج 3 ص 299.