جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

و من کلام له: فی وصف الدنیا المذمومة و خسران من اغتر بها

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

ان هذه الدنیا و ان امتعت ببهجتها و غرت بزبرجها فان آخرها لا یعدو أن یکون کآخر الربیع الذی یروق بخضرته ثم یهیج(1) عند انتهاء مدته، و علی من نصح لنفسه و عرف ما علیه و له أن ینظر الیها نظر من عقل عن ربه جل و علا و حذر سوء منقلبه، فان هذه الدنیا خدعت قوما فارقوها أسرع ما کانوا الیها و اکثر ما کانوا اغتباطا بها، طرفتهم آجالهم بیاتا و هم نائمون او ضحی و هم یلعبون، فکیف اخرجوا

عنها و الی ما صاروا بعدها اعقبتهم الألم و اورثتهم الندم و جرعتهم مر المذاق و غصصتهم بکأس الفراق.

فیا ویح من رضی عنها او أقر عینا، أما رأی مصرع ابائه، و من سلف من اعدائه و اولیائه اطول بها حیرة و اقبح بها کرة و اخسر بها صفقة و اکبر بها ترحه(2)، اذا عاین المغرور بها اجله و قطع بالأمانی أمله، و لیعمل علی انه اعطی اطول الأعمار و امدها و بلغ فیها جمیع الآمال، هل قصاراه(3) الا الهرم و غایته الا الوخم.(4)

نسأل الله لنا و لک عملا صالحا بطاعته و مآبا الی رحمته و نزوعا عن معصیته و بصیرة فی حقه فانما ذلک له و به.


1) هاج النبت: یبس.

2) الحزن و الهم.

3) القصر بالسکون و القصار بالفتح و الضم و القصاری بالضم: الجهد و الغایة.

4) الوخم: بالفتح مصدر: داء کالباسور، تعفن الهواء المورث للامراض و یستعار للضرر.