جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

وفاة أمه

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

و أول نکبة داهمته و هو فی المرحلة الأولی من طفولته وفاة امه، فقد

اصابتها بعد ولادتها حمی النفاس، و ضلت ملازمة لها، و قد اجتهد الامام الحسین (ع) فی أن یطفی‏ء عنها وقدة الحمی و جذوتها فلم یستطع، و اشتد بها الحال، وفتک بها المرض فتکا ذریعا و ذبلت نضارتها، و عادت کأنها جثمان فارقته الحیاة، و کانت تلقی نظرات مشفوعة بالالم و الحسرات علی طفلها الرقیق الذی لم ینتهل من نمیر عطفها و حنانها.

و اشتدت بها الحمی، و انتابتها الام مبرحة، و بقیت أیاما تعانی من شدة الأسقام حتی صعدت روحها الی السماء کأسمی روح صعدت الی الله(1) و قد انطوت بموتها صفحة ناصعة من صفحات الفضیلة و العفة و الحیاء، و کل ما تعتز به المرأة من أدب و کمال… و قد رزئت الأسرة النبویة بوفاة هذه السیدة الجلیلة التی کانت تمثل الشرف و الفضیلة، و قد جری لها تشییع حاشد ضم الامام الحسین و خیار المسلمین و جماهیر کثیرة من المسلمین، و قد واری جثمانها الشریف فی الکوفة و قد تألم الامام الحسین لفقد هذه السیدة التی عاشت بینهم أیاما کأیام الزهور فلم یطل منها العهد.

لقد نکب الامام زین‏العابدین علیه‏السلام بوالدته و هو فی أول مرحلة من مراحل طفولته، و کان ذلک ایذانا لتتابع المحن و الخطوب علیه التی لم تجر علی أی انسان سواه.


1) اثبات الوصیة للمسعودی (ص 143) الامام زین‏العابدین (ص 18).