و نعود إلی قول الإمام (ع) و دعائه الذی یدل بظاهره أن البلاء بالکامل من الله لا من سواه، و أنه تعالی هو الکاشف له. ولا تساّل حول الصارف والکاشف. بل عن الصانع والواضع علماً بأنه یتنافی مع ظاهر الآیة 30 من
الشوری: «و ما أصابکم من مصیبة فبما کسبت أیدیکم».
الجواب: المراد بالمصیبة فی هذه الآیة بعض المصائب کالفتنة والفقر والظلم لأن هذه و أمثالها من صنع الأرض لا من صنع السماء و من الأوضاع والأنظمة الجائرة الفاسدة لا من دین الله و شریعته، قال سبحانه: «ولو أنهم أقاموا التوراة والانجیل و ما أنزل إلیهم من ربهم لأکلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم- 66 المائدة». و فی الوسائل عن الإمام الصادق (ع) باب الزکاة: «إن الناس ما افتقروا ولا احتاجوا ولا جاعوا ولا عروا إلا بذنوب الأغنیاء».
هذا، إلی أن کل ما فی الوجود بشتی أصنافه و أنواعه تسوغ نسبته إلی حول الله و قوته مباشرة و بلا سبب إلا مشیئته وحدها کخلق الشیء من لا شیء، أو بسبق سبب أو أکثر کالخصب والجدب والصحة والوباء و أفعال الإنسان و أقواله، لأنه سبحانه هو خالق لسانه الذی نطق به و یده التی بها یعطی و یأخذ و یضع و یرفع.