جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

منافع المغصوب

زمان مطالعه: 2 دقیقه

المنافع المباحة کلها للمالک، لأنها نماء ملکه، و أیضا کلها مضمونة علی الغاصب، لأن یده ید ضمان، فعلیه أن یغرم ما یفوت بسببها، سواء أکانت المنفعة عینا کاللبن و الشعر و الصوف و الثمر و الولد، أو غیرها کالسکن و اللباس و الرکوب، و سواء استوفاها الغاصب، أو لم یستوف منها شیئا، بل ذهبت المنفعة سدی. قال صاحب الجواهر: «الاجماع علی ذلک، بل و علی عدم الفرق فی المنافع بین الفوات و التفویت». و المراد بالفوات ذهاب المنافع من غیر استیفاء، و بالتفویت استیفاؤها.

و اذا غصب حیوانا هزیلا فعلفه، حتی سمن، ثم هزل، و عاد الی ما کان فعلی الغاصب ضمانه سمینا، تماما کما لو غصبه سمینا فهزل عنده. و کذلک اذا غصب شجرة ذابلة، فسقاها، و بذل الجهود حتی نمت و اینعت، ثم عادت الی ما کانت علیه حین الغصب فانه یضمنها نامیة یانعة، لأن الصفات تتبع العین، سواء أحدثت عند المالک أو الغاصب و ما یفوت منها فی ید الغاصب فعلیه ضمانه.

و اذا غصب أرضا فزرعها، أو غرسها أو بنی فیها، فالزرع و الغرس و نماؤهما للغاصب، ان کان البذر و الغرس و مواد البناء منه، و علیه أجرة المثل لصاحب الأرض، و ازالة کل ما یحدث فی الأرض بسبب الزرع و الغرس و البناء. و اذا طلب المالک من الغاصب أن یبیعه الزرع أو الغرس فلا یجبر الغاصب علی القبول. فقد سئل الامام الصادق علیه‏السلام عن رجل زرع أرض رجل بغیر اذنه، حتی اذا بلغ الزرع جاء صاحب الأرض فقال: زرعت أرضی بغیر اذنی، فزرعک لی، و علی ما أنفقت، أله ذلک أم لا؟ فقال الامام علیه‏السلام: للزارع زرعه، و لصاحب الأرض کراء أرضه.

و تجدر الاشارة الی أن للمالک أن یجبر الغاصب علی ازالة الزرع قبل أن ینضج – و ان تضرر ضررا جسیما – لأنه هو الذی سبب الاضرار لنفسه.. هذا، بالاضافة الی أجرة المثل مدة بقاء الزرع فی الأرض کما أشرنا.

و اذا حفر الغاصب فی الأرض بئرا، و حین استرجع المالک الأرض أراد الغاصب أن یطم البئر، و یرجع الارض کما کانت، فهل للمالک منعه من ذلک، و ابقاء البئر من غیر طم؟

الجواب: أجل، له ذلک، لأن الطم یستلزم التصرف فی ملک الغیر، و لا یجوز لأحد أن یتصرف فی ملک غیره الا باذنه.. أجل، اذا تضرر انسان بسبب البئر، و الحال هذی، فلا مسؤولیة علی الغاصب.

و قال صاحب الجواهر: للمالک أن یمنعه من طم البئر، و مع ذلک یبقی الضمان علی الغاصب اذا حدث شی‏ء بسببها، لأن الحفر کان عدوانا من الغاصب، و العدوان سبب الضمان.

و یلاحظ بأن العدوان قد ارتفع برضا المالک بالبقاء، و علیه ترتفع المسؤولیة عن الغاصب، تماما کما لو کان المالک هو الذی حفر البئر.. وعلی أیة حال، فانی لا أتعقل الجمع بین منع الغاصب من الطم تحفظا من درک الضمان، و بین بقاء الضمان.