(واعصمنی من أن أظن بذی عدم خساسة…) و من احتقر فقیراً لفقره فهو الخسیس الحقیر، لأن الفضیلة لا تقاس بالبطون و اللیرات و لا بالجدود و الآباء و لا بقاذفات القنابل و مدمرات المنازل علی رؤوس أهلها المساکین (فإن الشریف من شرفته طاعتک، و العزیز من أعزته عبادتک و ما عبد اللّه عابد، و لا أطاعه طائع بمثل کف أذاه عن الناس… أللهم إلا من أسدی لأخیه معروفاً أو نفسّ عنه کربة أو قضی له حاجة… و هذا هو الساکن و المقیم فی ظل العرش العظیم و کنف العز القدیم یوم لا عرش إلا عرشه و لا عز إلا عزه.
(و متعنا بثروة لا تنفد) و کل ثروة نافدة بائدة إلا ثروة العمل الصالح النافع بدلیل قوله تعالی: «فأما الزبد فیذهب جفاء و أما ینفع الناس فیمکث فی الأرض- 17 الرعد» (و أیدنا بعز لا یفقد) و لا عز لجاه أو مال، و لا لجبة و لحیة، و لا لجنس و عرق، بل للإخلاص و المصدق و الجهاد و کلمة الحق ضد الطغیان و العدوان.
(و اسرحنا فی ملک الأبد) أی فی أرضک و ملکک بدلیل قول الإمام (ع) بلا فاصل: (إنک الواحد الأحد…) و قوله فی الدعاء السادس: «و خلق لهم النهار مبصراً لیبتغوا من فضله، و لیتسببوا من رزقه، و یسرحوا فی أرضه». و علیه یکون المعنی مدّنا یا إلهی بالقوة و المعونة کی ننتشر فی أرضک، و نبتغی من فضلک امتثالاً لأمرک و قولک: «فانتشروا فی الأرض و ابتغوا من فضل اللّه و اذکروا اللّه کثیراً لعلکم تفلحون- 10 الجمعة».