سبق أن معنی اللقطة لغة و عرفا کل مال ضائع أخذ، و لا ید لأحد علیه، و ان الفقهاء توسعوا فیها، و عمموا اللقطة الی التقاط الآدمی المعبر عنه باللقیط، و قسموها الیه، و الی لقطة الحیوان، و لقطة المال، و تقدم الکلام عن اللقیط، و لقطة الحیوان، و نتکلم فی هذا الفصل عن لقطة المال.
و بدیهة أن اللقطة لا تتحقق الا بالأخذ و الالتقاط، فلو أن انسانا رأی مالا ضائعا، فأخبر به آخر، فالتقطه کان هو الملتقط دون الرائی المخبر.
و الفرق بین اللقطة، و بین المال المجهول المالک ان اسم الضیاع ینطبق علی الأولی دون الثانی.. و یتفرع علی هذا أنک اذا رأیت شیئا فظننته لک، و بعد أن أخذته تبین أنه لغیرک، فان عرفت صاحبه رددته الیه، و ان لم تعرفه، فان صدق علیه اسم الضائع، کما لو رأیته فی الطریق أو فی فلاة فهو لقطة، و اذا لم یصدق علیه اسم الضائع، کما اذا کنت جالسا الی رجل تجهل هویته، و أمامه «علبة» سجائر – مثلا – فأخذتها ظانا أنها لک، ثم تبین أنها للجلیس المجهول لدیک، اذا کان کذلک فالعلبة من المال المجهول المالک، لا من اللقطة.