ألّلهمّ اسقنا الغیث، وانشر علینا رحمتک بغیثک المغدق من السّحاب المنساق لنبات أرضک المونق فی جمیع الآفاق؛ وامنن علی عبادک بإیناع الثّمرة، و أحی بلادک ببلوغ الزّهرة، و أشهد ملائکتک الکرام السّفرة. بسقیٍ منک نافعٍ، دائمٍ غزره، واسع درره وابلٍ سریعٍ عاجلٍ. تحیی به ما قد مات، و تردّ به ما قد فات، و تخرج به ما هو آت؛ و توسّع به فی الأقوات؛ سحاباً متراکماً هینئاً مریئاً طبقاً مجلجلاً، غیر ملثّ ودقه، ولا خلّب برقه.
ألّلهمّ اسقنا غیثاً مغیثاً مریعاً ممرعاً عریضاً واسعاً غزیراً، تردّ به النّهیض، و تجبر به المهیض.
إذا قست الطبیعة والظروف علی الإنسان، و عجز العلم و شی الوسائل عن العلاج والمقاومة- اتجه بکله تلقائیاً إلی خالق الطبیعة و ناداه خاشعاً متشرعاً… حتی فرعون الذی ادعی الربوبیة اتجه إلی السماء حین أدرکه الغرق و قال: لا إله إلا الله و أنا من المسلمین… و فی ذات سنة منعت السماء ماءها عن الأرض و أهلها فاستسقی الإمام (ع) بهذا الدعاء و قال: (أللهم اسقنا الغیث وانشر علینا رحمتک بغیثک المغدق) الغیث: المطر. و أغدق المطر: کثر قطره (لنبات أرضک المونق) من الأناقة بمعنی الحسن والجمال (فی جمیع الآفاق): جمع أفق بمعنی الجهة والناحیة (و أشهد ملائکتک الکرام السفرة) أی الکتبة، قال سبحانه: «بأیدی سفرة کرام بررة- 16 عبس» و هم الذین یکتبون فی الصحف المطهرة، و طلب الإمام (ع) حضور هؤلاء السفرة لیسجلوا سحائب فضله و نعمه علی عباده (غزره) من الغزارة بمعنی الکثرة (طبقاً) طبق السحاب الجو: ملأه و غطاه (مجلجلا) الجلجلة: صوت الرعد (غیر ملث ودقه) غیر دائم مطره و إلا أفسد الأرض بعد اصلاحها و عن النبی (ص) أنه استسقی، ولما استمر المطر قال: اللهم حوالینا ولا علینا (مریعاً ممرعاً) خصیباً مخصباً (ترد به النهیض) أی النبات الناهض المرتفع (المهیض) الکسیر.