جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

لا مفر من التعاون

زمان مطالعه: 2 دقیقه

(ولا تجعل لفاجر ولا کافر علیّ منة) أی نعمة. لقد جبلت القلوب علی حب من أحسن إلیها و بغض من أساء، ولا أحد یستطیع أن یکره قلباً علی حب من أساء إلیه أو بغض من أحسن. و فی الحدیث: «القلب بین إصبعین من أصابع الله» أی لا سلطان علیه إلا لخالقه حتی صاحبه ینقاد لأمره وزجره، ولا ینقاد هو لحامله. و هنا یکمن السر فی دعاء الإمام (ع) حیث یخشی أن یکون بقلبه و هواه مع من ضل سواء السبیل إن کان له علیه من فضل.

(بل اجعل سکون قلبی) من السکینة بمعنی الإطمئتان (و انس نفسی) ألفتها و راحتها (واستغنائی و کفایتی بک و بخیار خلقک) کفایتی تفسیراً لاستغنائی. و ما من شک أن فی مقدور الإنسان الفرد أن یعیش وحیداً و بعید عن الناس بآرائه و معتقداته، ولا أحد یستطیع العیش مستقلا و مستغنیاً عن غیره فی حیاته الشخصیة و حاجاته الجزئیة… فالتعاون و تبادل المصالح بین أفراد الجماعة قانون تکاملی و حتمی لحیاة الإنسان. قال أرسطو: «لا غنی لأحد عن القصاب والخباز والحذاء، و بائع أنواع السلع الضروریة، و أی شخص لا یحتاج إلی غیره من الناس فهو إما إله و إما وحش». ولذا لم یسأل

الإمام (ع) الغنی والکفایة عن جمیع الناس، بل سأل الکفایة بالأخیار عن الأشرار. و کل طیب و بریء من ولد آدم یود من أعماقه أن یعیش فی مجتمع صالح تسوده العدالة والمساواة فی جمیع الحقوق والواجبات… لا یعرف کذباً ولا غشاً ولا احتکاراً و استغلالا ولا سلباً و لصوصیة.

(أللهم صل علی محمد و آل محمد، واجعلنی لهم قریناً…): موصولا بالنبی و آله واقعاً لا ظاهراً فقط، و تقدم قول ألصق الناس بمحمد (ص) و أقربهم نسباً له و أولاهم به: «ولی محمد من أطاع الله و إن بعدت لحمته، و عدو محمد من عصی الله و إن قربت قرابته» و تواتر عن أهل البیت (ع): «والله ما شیعتنا إلا من اتقی الله» و معنی هذا أن الرابطة الجامعة بین النبی و آله وشیعتهم هی التقوی و کفی. و لیس العمامة السوداء أو الخضراء ولا المرجعیه والرسالة العملیة.