و فیها فرعان:
الفرع الأول: صید الکلاب:
و الأصل فیه قوله تعالی: «و ما علمتم من الجوارح مکلبین تعلمونهن مما علمکم الله»(1) و مذهب الامام جعفر الصادق: أن الآیة خاصة بذوات الأنیاب من الکلاب و الفهود و نحوها.
نقل ذلک عنه: صاحب البحر الزخار و غیره(2)
روی ذلک عن: ابن عمر و الضحاک و السدی و الحسن البصری
و مجاهد و النخعی و اسحاق و زید بن علی و الناصر و الیه ذهب أحمد(3)
و الحجة لهم:
قوله تعالی: «و ما علمتم من الجوارح مکلبین».
وجه الدلالة:
فقوله (مکلبین) یدل هذا الحکم فی ظاهره أنه خاص بالکلب و ما یجری مجراه من ذوات الأنیاب(4)
الفرع الثانی: و أما جوارح الطیر:
فیری الامام جعفر الصادق: أنه یحرم ما قتلته.
نقل ذلک عنه صاحب البحر الزخار(5)
و روی ذلک عن: ابنعمر وطاوس و روایة عن الباقر و روایة عن زید بن علی و الناصر و القاسمیة(6)
و الوجه فی هذا المذهب: أن الأصل تحریم غیر المذکی الا لدلیل و لا دلیل هنا علی جوارح الطیر، اذ لا یقبل التعلیم، فلا یقف للزجر، و لا یعدو للأمر، و اذ التعلیم انما یکون بالضرب و لا یتأتی فیها(7)
و قال جمهور العلماء: ان الاصطیاد جائز بکل ما علم من جوارح السباع کالأسد و نحوه، و من جوارح الطیر کالصقر و نحوه.
و الیه ذهب الأئمة الأربعة رضی الله عنهم(8)
1) سورة المائدة: آیة 5.
2) البحر الزخار: 5 / 298، الروض النضیر: 3 / 194، 195.
3) المصدران السابقان، المحلی: 7 / 473، الطبری، 6 / 58.
4) النیسابوری هامش الطبری: 6 / 59.
5) البحر الزخار: 5 / 298.
6) المصدر السابق.
7) البحر الزخار لمذاهب علماء الأنصار للأمام المهدی: 5 / 298.
8) ینظر المصادر السابقة، بدایة المجتهد: 1 / 494، المغنی: 10 / 10، المجموع: 9 / 59، المنتقی: 3 / 123، الهدایة: 4 / 85، مغنی المحتاج: 4 / 475، ابنکثیر: 2 / 10، الجصاص: 2 / 385، القرطبی: 6 / 47، حلیة العلماء: 3 / 437، تفسیر ابن العربی: 547.