دخول الزوج بالزوجة لیس بشرط للتوارث بینهما، و انما الشرط وجود العلاقة الزوجیة، و کفی الا فی زواج المریض، حیث أجمعوا بشهادة صاحب مفتاح الکرامة علی أنه اذا عقد علیها فی مرض موته، ثم توفی فی ذاک المرض بالذات قبل أن یدخله فلا مهر لها و لا میراث.
و تسأل: هل عدم دخول المریض یکشف عن بطلان العقد من الاساس، بحیث لا یترتب أی أثر من الآثار، فکما أنه لا مهر و لا میراث فکذلک لا عدة علیها، و لا یرث هو اذا ماتت هی فی مرضه، ثم مات بعدها فی ذلک المرض، بل و لا ینشر هذا العقد التحریم بینها و بین ابناء العاقد، أو ان العقد صحیح، و تلحقه جمیع الأحکام و الآثار ما عدا المهر و المیراث للدلیل الخاص.
و للفقهاء قولان: أحدهما ان الدخول شرط للزوم العقد، لا لصحته، ثانیهما ان الدخول شرط لصحته لا لزومه، فمع عدم الدخول یکون العقد باطلا، و علی هذا جماعة منهم صاحب الجواهر، و صاحب مفتاح الکرامة، و السید الحکیم. قال هذا السید فی منهاج الصالحین ج 2 فصل أقسام الطلاق طبعة سابعة: «الظاهر أن النکاح فی حال مرض الزوج اذا مات فیه قبل الدخول بمنزلة العدم، فلا عدة علیها بموته».
و قال صاحب الجواهر ما نصه بالحرف: «ان حصل الدخول علم صحة النکاح من أول الأمر، و الا انکشف فساده کذلک – أی من أول الأمر – و له الوطء بالعقد الصادر، و منه یعلم قوة القول بعدم الارث لو ماتت هی فی مرضه، ثم مات هو بعدها فی ذلک المرض، لانکشاف فساد العقد بعدم الدخول، و الموت فی المرض».
و قال صاحب مفتاح الکرامة: معاقد الاجماعات، و مناطیق الروایات، و فتاوی الفقهاء کما فی المبسوط و غیره علی أن النکاح بدون الدخول باطل.. و ان الدخول کاشف عن الصحة، و عدمه کاشف عن عدمها، کما هو الشأن فی عقد الفضولی بالنسبة الی الاجازة».
و نحن مع هؤلاء الاقطاب، نمیل الی بطلان العقد، لأنه قد ثبت فی الصحیح عن أهلالبیت علیهمالسلام وصف زواج المریض بلفظ «باطل» فقد سئل الامام الصادق علیهالسلام عن المریض، أله أن یطلق؟ قال: لا ولکن له أن یتزوج ان شاء، فان دخل بها ورثته، و ان لم یدخل بها فنکاحه باطل.. و هذه الروایة رواها عبید و ولده الموصوفین بالصدق و الوثاقة، و مثلها تماما روایة أخری رواها أبو ولاد.. و لفظ «نکاحة باطل» صریح فی البطلان، و القول بصحة العقد اجتهاد فی قبال النص.