الاحصان فی اللغة المنع، و المراد به هنا أن یکون الانسان البالغ العاقل متزوجا بالعقد الدائم، و ان یطأ فی القبل، و ان یتهیأ للزوج الوطء متی یشاء، فاذا لم یکن متزوجا او کان، ولکن لم یحصل و طء، أو حصل، ثم غاب عنها أو غابت عنه، أو امتنعت عنه لسبب من الأسباب فلا یترتب علیه حکم الاحصان.
و لا تکون المرأة محصنة الا بهذه الشروط، ما عدا التمکن من الوطء فانه یعتبر فی حق الزوج خاصة دون الزوجة، کما جاء فی اللمعة و شرحها للشهیدین، سئل الامام الباقر أبوالامام جعفر الصادق علیهماالسلام عن معنی المحصن؟ فقال: من کان له فرج یغدو علیه، و یروح فهو محصن.. و سئل الامام الصادق علیهالسلام عن رجل یتزوج المتعة، أتحصنه؟ قال: لا، انما ذاک علی الشیء الدائم عنده.. و فی روایة أخری: لا یکون محصنا حتی یکون عنده امرأة یغلق علیها بابه.. و فی روایة رابعة: أن الامام الصادق علیهالسلام سئل عن قول الله عزوجل: (و المحصنات من
النساء)؟ فقال: هن ذوات الازواج. قال السائل: و المحصنات من الذین أوتوا الکتاب من قبلکم: قال: هن العفائف.
و المطلقة الرجعیة بحکم الزوجة ما دامت فی العدة، لبقاء العصمة بینها و بین المطلق بخلاف الطلاق البائن، لانقطاع العصمة به.
و اذا زنی الرجل المحصن أو المرأة المحصنة فیعاقبان بالرجم، قال صاحب الجواهر: «الاجماع علی ذلک، و اذا کان الزانی المحصن شیخا أو شیخة جلد، ثم رجم، بلا خلاف محقق معتد به، بل الاجماع علیه، لقول الامام علیهالسلام: اذا زنی الشیخ و العجوز جلدا، ثم رجما عقوبة لهما، و اذا زنی الصغیر من الرجال رجم و لم یجلد اذا کان أحصن، واذا زنی الشاب الحدث السن جلد، و نفی سنة من مصره. و قال الامام فی روایة ثانیة: الرجم حد الله الأکبر، و الجلد حد الله الأصغر، فاذا زنی الرجل المحصن رجم، و لم یجلد».
و اذا زنی البالغ بالبالغة، أو زنی البالغ بغیر البالغة عوقب غیر البالغ بالتعزیر لا بالحد. و عوقب البالغ بحد الجلد المنصوص علیه شرعا، محصنا کان أو غیر محصن. فقد سئل الامام الصادق علیهالسلام عن غلام صغیر لم یدرک عشر سنین زنی بامرأة؟ قال: یجلد الغلام دون الحد: و تجلد المرأة الحد کاملا. قال السائل: فان کانت محصنة؟ قال: لا ترجم، لأن الذی نکحها لیس بمدرک، و لو کان مدرکا رجمت.. و فی روایة ثانیة: أنه سئل عن غلام یبلغ الحلم وقع علی امرأة، أی شیء یصنع بهما؟ قال: یضرب الغلام دون الحد، و یقام علی المرأة الحد. قال السائل: جاریة لم تبلغ وجدت مع رجل یفجر بها؟ قال: تضرب الجاریة دون الحد، و یقام الرجل الحد.