جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

دین الله لا یصاب بهذه العقول

زمان مطالعه: 3 دقیقه

و هل یقتص من الرجل للمرأة مثلا بمثل اذا هو جنی علیها؟

و یستدعی الجواب التفصیل التالی:

1- أن یقتلها عمدا، فانه یقتل بها، علی شریطة أن یعطی ولیها لورثة الرجل القاتل نصف دیة الرجل، کما تقدم فی فصل القصاص «فقرة: الرجل و المرأة». و اذا قتلها خطأ أعطی ولیها نصف دیتها. و یأتی التفصیل فی باب الدیات.

2- أن یقطع منها اصبعا، أو اثنتین، أو ثلاثا عمدا، فانها تستوفی منه،

و تقطع ثلاثا من أصابعه قصاصا مثلا بمثل، و لا ترد علیه شیئا من المال، و ان شاءا أن یصطلحا علی مبلغ من المال فلهما ذلک، و ان قطع أصابعها الثلاث خطأ فلا قطع، و لها دیة ثلاث أصابع کاملة، تماما کما لو قطعت هی منه ثلاث أصابع من دون تفاوت، لا فی القصاص، و لا فی مقدار الدیة.

3- ان یقطع منها أربع أصابع عمدا، فان لها، و الحال هذی، أن تقطع منه أربع أصابع مثلها، علی شریطة أن ترد علیه دیة اصبعین، و هی عشرون من الابل کما یأتی فی باب الدیات، و لها أن تتفق معه علی مبلغ من المال عوضا عن أصابعها الأربع. و اذا قطع أصابعها الأربع خطأ أعطاها دیة اصبعین فقط، و اذا قطعت هی منه أربع أصابع عمدا فله أن یقطع منها مثلها قصاصا، و اذا قطعتها منه خطأ أخذ منها دیة أربع أصابع بالتمام.

و هنا سؤال یفرض نفسه، و یتبادر الی کل ذهن: کیف تساوت المرأة مع الرجل اذا قطع منها اصبعین، أو اثنتین، أو ثلاثا مثلا بمثل قصاصا و دیة، عمدا و خطأ من غیر تفاوت، و افترقت عنه اذا قطع منها أربعا فتأخذ منه دیة اصبعین فی قطع الخطأ.. و اذا قطعها عمدا تقطع هی منه أربعا بعد أن ترد علیه دیة اصبعین.. مع العلم انها اذا قطعت هی منه أربعا خطأ دفعت له دیة الأربع کاملة، و اذا قطعتها عمدا اقتص منها مثلا بمثل من غیر رد.. بل أعظم من هذا أن تأخذ منه عن دیة الثلاث خطأ دیة ثلاث اصابع، و عن دیة الأربع دیة اصبعین!!

الجواب: ان السر فی ذلک لا یکمن فی هذه العقول – أی عقولنا نحن – و انما یکمن فی قاعدتین شرعیتین ثبتا بالنص صراحة، و اجمع الفقهاء علی العمل بهما: القاعدة الأولی: ان دیة المرأة فی قتل النفس علی النصف من دیة الرجل، فاذا قتلته هی دفعت لولیه دیة کاملة، و اذا قتلها هو دفع لولیها نصف

الدیة، و انها تقتل به بلا شرط فی قتل العمد، و لا یقتل بها الا بشرط أن ترد الی ورثته نصف الدیة. و هذه القاعدة – کما رأیت – فرقت بین الرجل و المرأة فی قتل النفس دیة و قصاصا من حیث الشروط وعدمه.

القاعدة الثانید: ان الرجل و المرأة یتساویان قصاصا و دیة. و فی العمد و الخطأ فیما هو دون قتل النفس، أی فی الجرح و القطع، الا اذا بلغت دیة الجرح و القتل ثلث دیة الرجل فأکثر، فاذا بلغت دیتهما الثلث رجعت دیة جرحها و عضوها الی نصف دیة جرح الرجل و عضوه، و تصیر هی کنصف الرجل، حتی ان دیة الأربع أصابع کدیة الاصبعین بعد أن کانت تماما کالرجل قبل أن تبلغ دیة الجرح الثلث.. و علی هذا فاذا جرحها الرجل، أو قطعها عمدا، و أرادت الاقتصاص ینظر: فان کانت دیة الجرح و القطع دون دیة ثلث دیة الرجل اقتصت منه بلا قید و شرط، و ان کانت الدیة بمقدار الثلث اقتصت بشرط ان ترد علیه نصف دیة الجرح أن القطع.. و اذا جرحها أو قطعها خطأ ینظر کذلک فان کانت الدیة دون الثلث اخذتها منه تماما کما یأخذ الرجل منها، و ان کان الجرح و القطع بمقدار الثلث فلیس لها الا نصف دیة العضو و الجرح.

مثلا: اذا قطع هو منها أربع أصابع عمدا فلیس لها أن تقطع منه أربعا الا اذا ردت علیه دیة اصبعین، لأن دیة الأبع الأکثر من ثلث دیة الرجل، کما یأتی، و اذا قطع الأربع منها خطأ فلیس لها الا دیة اصبعین.. و کذا اذا قطع یدها عمدا، فانها تقطع یده علی أن ترد علیه نصف دیة الید، لأن دیتها أکثر من ثلث دیة النفس، و هکذا بالنسبة الی العین و الاذن، و ما أشبه، و السر الأول و الأخیر هو النصف فقط لا غیر.

قال الامام الصادق علیه‏السلام: المرأة و الرجل سواء الی أن تبلغ ثلث الدیة، فاذا

بلغت ذلک تضاعف جراح الرجل علی جراح المرأة ضعفین.. و فی روایة ثانیة عن ابان بن تغلب: قلت للامام الصادق علیه‏السلام: ما تقول فی رجل قطع اصبعا من أصابع المرأة، کم فیها؟ قال: عشر من الابل. قال ابان: قطع اثنتین؟ قال الامام: عشرون. قال ابان: قطع ثلاثا؟ قال الامام: ثلاثون. قال ابان: قطع اربعا؟ قال الامام: عشرون.. و هنا قال أبان: یا سبحان الله! یقطع ثلاثا، فیکون علیه ثلاثون! و یقطع اربعا، فیکون علیه عشرون!! فقال الامام مهلا یا ابان.. ان هذا حکم رسول‏الله صلی الله علیه و آله و سلم.. ان المرأة تقابل الرجل الی ثلث الدیة، فاذا بلغت الثلث رجعت الی النصف.. یا ابان انک أخذتنی بالقیاس.. و السنة اذا قیست محق الدین.

ان قول الامام: هذا حکم رسول‏الله صلی الله علیه و آله و سلم، و اذا قیست السنة محق الدین – ان قوله هذا صریح فی أن عقولنا لا تدرک لهذا الحکم سرا و أنه تعبدی محض.