جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

ثورة محمد بن عبد الله (ذی النفس الزکیة)

زمان مطالعه: < 1 دقیقه

إن محمد بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن علی الملقّب بذی النفس الزکیة قد رشّح باتّفاق الهاشمیین للخلافة، و کان المنصور یسیر بخدمته و یسوّی علیه ثیابه و یمسک له دابته تقرّبا إلیه، و قد بایعه مع أخیه السفّاح مرّتین. و بعد اختلاس العبّاسیین للحکم و استبدادهم و شیاع ظلمهم تألّم محمد

فأخذ یدعو الناس إلى نفسه فاستجاب له الناس و ظلّ مختفیا مع أخیه إبراهیم، و قد انتشرت دعاتهم فی البلاد الإسلامیة داعیة المسلمین إلى بیعة محمد هذا.

و لمّا انتهت الأنباء بشهادة عبد اللّه و سائر السادة الذین کانوا معه الى محمد؛ أعلن محمّد ثورته فی المدینة و بایعه الناس و حتى الفقهاء منهم و قد استبشروا ببیعته، و حینما انتشر الأمر سارع أهالی الیمن و مکة إلى بیعته و قام خطیبا فیهم فقال:

اما بعد: أیها الناس فإنه کان من أمر هذا الطاغیة عدوّ اللّه أبی جعفر ما لم یخف علیکم من بنائه القبّة الخضراء التی بناها معاندا للّه فی ملکه تصغیرا للکعبة الحرام، و إنما اخذ فرعون حین قال: أنا ربکم الأعلى، و إن أحق الناس بالقیام بهذا الدین أبناء المهاجرین و الأنصار المواسین.

اللّهم إنهم قد أحلّوا حرامک و حرّموا حلالک و آمنوا من أخفت و أخافوا من آمنت، اللّهم فاحصهم عددا، و اقتلهم بددا و لا تغادر منهم أحدا(1)

و لمّا علم المنصور بالثورة وجّه جیشا یقدّر بأربعة آلاف فارس بقیادة عیسى بن موسى، و بعد أن اندلعت الحرب بین الفریقین- خارج المدینة- رغبة من محمد و حفاظا على سکّانها من عبث جیش المنصور و اصیب محمد بن عبد اللّه بجراح خطیرة بسبب تفرّق جنده، و برک إلى الأرض، فبادر الأثیم حمید بن قحطبة فاحتزّ رأسه الشریف(2)


1) تاریخ الامم و الملوک: 6/ 188- 189.

2) الیعقوبی: 2/ 376 و المسعودی: 3/ 294- 296 و عن الطبری فی الکامل فی التاریخ: 5/ 549.