ان وجود الامام جعفر الصادق کان قبل أن یصبح للمدارس الفقهیة منهاج خاص لکل واحد منها فی الاستنباط و الاجتهاد یمیزها عن غیرها.
و نظرا لذلک لم یکن علم أصول الفقه ممیزا و لم تفرد له مؤلفات خاصة و لم یصل الی المستوی الذی وصل الیه فیما بعد حیث أصبح علما مستقلا یسیر الفقهاء فی استنباط الأحکام وفق قواعده، و هذا لا یعنی أن الامام جعفر الصادق و غیره من الفقهاء من الصحابة و التابعین لم یکن لهم معرفة تامة بتلک القواعد و الضوابط.
فالمتتبع لفقه الامام جعفر الصادق و المطلع علیه یری أنه قد اعتمد فیه المصادر المتبعة لاستنباط الأحکام و خصوصا الکتاب و السنة المصدرین الرئیسین، و کذلک اعتمد علی غیرهما من المصادر التشریعیة التی سار علیها الفقهاء فی استنباط الأحکام. فنراه قد اعتمد علی الاجماع و القیاس و غیرها من المصادر. و ذلک من خلال مسائله الفقهیة التی جمعتها من مصادرها و مظانها الأصلیة.
و من أجل اتمام الفائدة سأتکلم باختصار عن مصادر الأحکام فی عصر الرسول صلی الله علیه و سلم و عصر الصحابة و عصر التابعین حتی عصر الامام جعفر الصادق.