جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

تحرک العلویین نحو الثورة

زمان مطالعه: 2 دقیقه

بعد أن تأکّد المنصور عن طریق المعلومات التی کانت تصله من جواسیسه بأن السادة الحسنیین یخططون للثورة علیه، انتظر المنصور موسم الحجّ فلمّا حان الموسم سافر هو و حاشیته إلى بیت اللّه الحرام، و بعد انتهائه من‏

مناسک الحجّ رجع إلى یثرب و قد صحب معه عقبة بن مسلم الجاسوس الذی عیّنه المنصور لمراقبة تحرّک آل الحسن و کان قد أوصاه قبل سفره فقال له:

إذا لقینی بنو الحسن و فیهم عبد اللّه فأنا مکرمه و رافع محمله و داع بالغذاء فإذا فرغنا من طعامنا فلحظتک فامتثل بین یدیه فإنه سیصرف عنک بصره، فاستدر حتى ترمز ظهره بإبهام رجلک حتى یملأ عینه منک.

و لمّا انتهى المنصور إلى یثرب استقبله السادة الحسنیّون و فیهم عبد اللّه ابن الحسن، فأجلسه المنصور إلى جانبه و دعا بالغذاء فأصابوا منه فقام عقبة، و نفّذ ما عهد إلیه المنصور، و جلس أمامه ففزع منه عبد اللّه و قال للمنصور:

أقلنی أقالک اللّه …

فصاح به: لا أقالنی اللّه إن أقلتک(1)

و أمر أن یکبّل بالحدید و یزجّ فی السجن فکبّل مع جماعة من العلویین و حبس فی بیت مروان.

و أرادوا من عبد اللّه أن یخبر بمکان ولدیه: محمد ذی النفس الزکیّة و أخیه إبراهیم و إن لم یخبر بمکانهما فسوف یتعرّض للانتقام و القتل.

و قد عبّر عبد اللّه عن عمق هذه المأساة للحسن بن زید قائلا: یابن أخی، و اللّه لبلیّتی أعظم من بلیّة إبراهیم (علیه السّلام)؛ إن اللّه عزّ و جلّ أمر ابراهیم أن یذبّح ابنه، و هو للّه طاعة، فقال إبراهیم: إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِینُ(2) و إنکم جئتمونی فی أن آتی بابنی هذا الرجل فیقتلهما و هو للّه جلّ و عزّ معصیة …(3)

و بقی السادة الحسنیّون فی السجن لمدة ثلاث سنین، و فی سنة (142 ه) سافر المنصور مرّة أخرى إلى الحجّ لغرض تدارک الوضع فی المدینة و الوقوف أمام التصعید الثوری هناک، و بعد أن أنهى مناسکه اتّجه نحو الربذة التی تبعد ثلاثة أمیال عن المدینة و بعد وصوله إلیها أمر بإشخاص السادة الحسنیین و من معهم من العلویین إلیه و قد تکفّل عقبة بن مسلم بعملیة إخراجهم من السجن و السیر بهم نحو الربذة.

و بعد إخراجهم من السجن وضع الحدید فی أیدیهم و جی‏ء بهم إلى مسجد رسول اللّه (صلّى اللّه علیه و اله و سلّم) حیث ازدحم الناس علیهم و هم بین باک و متأسّف و الشرطة تشتمهم و قد طلبت من الناس أن یشتموهم.

لکن الذی حدث کان على العکس من ذلک إذ أخذ الناس یسبّون عقبة ابن مسلم و المنصور و یترحمون على العلویین …(4)


1) الکامل فی التاریخ: 4/ 371.

2) الصافات (37): 106.

3) مقاتل الطالبیین: 191- 194 تحقیق السید أحمد صقر.

4) مقاتل الطالبیین: 219- 220.