اختلف الفقهاء فی المال الضائع فی الحرم – أی مکة المکرمة – هل یجوز التقاطه؟ و أصلح الأقوال القول الذی فصل بین التقاطه بنیة التملک و بین التقاطه بنیة الانشاد و البحث عن صاحبه، فمنع الأول و أباح الثانی، لقول الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم: «لا تحل لقطتها – أی مکة – الا لمنشد» أی لمن یعرف عنها، و ینشد صاحبها. و سأل الفضل بن یسار الامام الصادق علیهالسلام عن الرجل یجد اللقطة فی الحرم؟ قال: لا یمسها، و أما أنت فلا بأس، لأنک تعرفها.
فتعلیل الامام بقوله: لأنک تعرفها یدل علی أن کل من أراد أخذها بنیة الانشاد و التعریف جاز له ذلک، حتی ولو کان المال کثیرا.. و اذا أخذ المال من الحرم بقصد التملک فعلیه أن یعرفه حولا کاملا، فان لم یعرف له صاحبا تصدق به، فاذا جاء صاحبه بعد التصدق دفع الیه البدل من المثل أو القیمة، فقد سئل الامام علیهالسلام عمن وجد دینارا فی الحرم فأخذه؟ قال: بئس ما صنع، ما کان ینبغی له أن یأخذه. قل السائل: قد ابتلی بذلک. قال الامام علیهالسلام: یعرفه سنة. قال السائل: قد عرفه، فلم یجد له ناعتا. قال الامام علیهالسلام: یرجع الی بلده فیتصدق به علی أهلبیت من المسلمین، فان جاء طالبه فهو له ضامن.
أما لقطة غیر الحرم فتجوز علی کراهیة، قال الامام الصادق علیهالسلام: أفضل ما یستعمله الانسان فی اللقطة اذا وجدها أن لا یأخذها، و لا یتعرض لها، فلو أن الناس ترکوا ما یجدونه لجاء صاحبه فأخذه.