بین الجرحین

اذا جرح انسان آخر اقتص منه مثلا بمثل، لقوله تعالی: (و الجروح قصاص) و القصاص هو المماثلة.. هذا مع توافر الشروط لقصاص القتل، و یزید علیها:

أولا: أن یکون الجرح فی اللحم لا فی العظم، فاذا کان فی العظم امتنع القصاص، و تعین الارش لعدم الوثوق بالمماثلة، و معنی الارش هنا تقدیر العضو قبل الجنایة علیه و بعدها، و هو المعبر عنه بتدارک العطل و الضرر، و المرجع فی تقدیره أهل الخبرة، و یمسی هذا الارش، أو من یقدره بالحکومة.

ثانیا: أن یکون الجرح الذی هو قصاص عن غیره فی محل الجرح الآخر، و فی مساحته طولا و عرضا، لا عمقا علی حد تعبیر الفقهاء.

ثالثا: أن لا یستدعی القصاص فی الجراح التعرض لهلاک نفس المقتص منه، أو تعطیل عضو آخر من أعضائه، أو کسر عظم، فان استدعی شیئا من ذلک ففیه الحکومة.