زمان مطالعه: < 1 دقیقه
و بعد أن کبر الامام زینالعابدین علیهالسلام علم بموت أمه، و أدرک أن ما أسدته الیه هذه المربیة الصالحة من ألوان البر و الاحسان انما کان خدمة له و تقربا الی الله، فقابل (ع) ذلک المعروف بکل ما تمکن علیه من أنواع الاحسان و قد بلغ من جمیل بره بها أنه امتنع أن یواکلها فلامه الناس، و أخذوا یسألونه بالحاح قائلین:
«أنت أبر الناس، و أوصلهم رحما فلماذا لا تؤاکل أمک؟…».
فأجابهم جواب من لم تشهد الدنیا مثل أدبه و کماله قائلا:
«أخشی أن تسبق یدی الی ما سبقت عینها الیها(1) فأکون قد عققتها…»(2)
أیة انسانیة تضارع هذه الانسانیة؟ و أی نفس ملائکیة هذه النفس؟ و حسبه أنه ابنالحسین الذی ملأ الدنیا بشرفه و کماله.
1) شذرات الذهب 1 / 105 الکامل للمبرد 1 / 302.
2) عیون الأخبار لابن قتیبة 3 / 97.