9- قال رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم: اذا کان یوم القیامة نادی مناد: أین أعوان الظلمة، و من لاق لهم دواة، أو ربط کیسا، أو مد لهم مدة قلم فاحشروه معهم(1)
فنظرة الاسلام الی الظلم نظرة ثاقبة، فلقد استطاع من خلال برامج و أسالیب معینة أن یقضی علی الظلم من الأساس، لهذا سلح الأنبیاء و الرسل بأسلحة معینة، تارة بالقوة الصارمة من خلال الحروب و الغزوات، و أخری بالکلمة الصارخة فی وجه المعتدی الأثیم، کما قام بذلک کوکبة من الأنبیاء و الرسل، و لنأخذ موسی علیهالسلام مع فرعون؛ و نری کیف تمت حلبة الصراع بین الحق و الباطل، و بین الظلم و خصمه، و کیف انتصر موسی علی فرعون، فأول کلمة قالها له: انی رسول من رب العالمین: «و قال موسی یا فرعون انی رسول من رب العالمین» اتخذ معه أسلوب الکلمة الصادقة و الموعظة. ولکن هذا الأسلوب لم ینفع مع فرعون فاستکبر و کان من المجرمین یقول سبحانه: ثم بعثنا من بعدهم موسی و هارون الی فرعون و ملأه بآیاتنا فاستکبروا
و کانوا قوما مجرمین(1)
و هنا اتخذ موسی علیهالسلام أسلوبا آخر أشد وقعا و هو المعجز الذی یکون فی حالة التحدی، (فلما جاءهم الحق من عندنا قالوا ان هذا لسحر مبین (76) قال موسی أتقولون للحق لما جاءکم أسحر هذا و لا یفلح الساحرون)..
و لم یتوقف لحظة واحدة عن محاربة الظلم و الظالمین، و انما اتخذ موسی أسالیب أخری کلها تصب فی نهر السلم.. و کانت النهایة انتصار موسی علی الظالم فرعون و أعوانه، یقول سبحانه: (و اذ نجیناکم من آل فرعون یسومونکم سوء العذاب یذبحون أبناءکم و یستحیون نساءکم)(2)
و کانت هذه هی العاقبة لکل ظالم.. (فظلموا بها فانظر کیف کان عاقبة المفسدین)..
الأئمة سلام الله علیهم کذلک نهجوا نهج الأنبیاء و الرسل فی محاربة الظلم و الاضطهاد، و لم یتوقفوا ذرة واحدة من ذرات الزمن الا و هم یلعبون أدوارا لها تأثیراتها فی وقف سیل الظلم الجارف.
1) الوسائل: 12 / 130 ح 11.
2) البقرة: 49.