النحل

و قال علیه‏السلام: انظر الی النحل(1) و احتشاده(2) فی صنعة العسل، و تهیئة البیوت المسدسة، و ما تری فی ذلک اجتماعه من دقائق الفطنة، فانک اذا تأملت العمل رأیته عجیبا لطیفا، و اذا رأیت المعمول وجدته عظیما شریفا موقعه من الناس، و اذا رجعت الی الفاعل ألفیته غبیا(3) جاهلا بنفسه فضلا عما سوی ذلک، ففی هذا أوضح الدلالة علی أن الصواب و الحکمة فی هذه الصنعة لیس للنحل، بل هی للذی طبعه علیها، و سخره فیها لمصلحة الناس.(4)

1) النحل: ذباب العسل، واحدته النحل. لسان العرب 649:11.

2) یقال: احتشد القوم لفلان، اذا أردت أنهم تجمعوا له و تأهبوا. لسان العرب 150:3.

3) غبی الشی‏ء…: لم یفطن له. لسان العرب 114:15.

4) توحید المفضل: 122؛ بحارالأنوار 108:3؛ و 68:61.