من طلق زوجته ثلاث مرات فلا تحل له، حتی تنکح زوجا غیر نکاحا صحیحا، و یدخل بها المحلل حقیقة، لقوله تعالی فی الآیة 230 من سورة البقرة: (فان طلقها فلا تحل له من بعد، حتی تنکح زوجا غیره فان طلقها فلا جناج علیهما أن یتراجعا).
و قال الامام الصادق علیهالسلام: المطلقة التطلیقة الثالثة لا تحل له، حتی تنکح زوجا غیره، و یذوق عسیلتها.
و یشترط أن یکون المحلل بالغا، و ان یکون الزواج دائما، و ان یدخل، فقد سئل الامام علیهالسلام عن رجل طلق امرأته الطلاق الذی لا تحل له، حتی تنکح زوجا غیره، فتزوجها غلام لم یحتلم؟قال: لا، حتی یبلغ.. و أیضا سئل عن امرأة طلقت ثلاثا، ثم تزوجت متعة، أتحل للأول؟ قال: لا. فان الله یقول: فان طلقها – أی الثانی – فلا جناح علیهما أن یتراجعا، و المتعة، لیس فیها طلاق.. أما شرط الدخول فیدل علیه قول الامام علیهالسلام فی الروایة السابقة: «و یذوق عسیلتها».
و اذا حللها بالشروط الثلاثة، ثم فارقها بموت أو طلاق، و انقضت عدتها جاز للأول أن یعقد علیها ثانیة، فاذا عاد و طلق ثلاثا تحرم علیه، حتی تنکح زوجا غیره، و هکذا تحرم بعد کل طلاق ثالث، و تحل بنکاح المحلل، و ان طلقت مئة مرة، الا فی صورة واحدة، و هی ما اذا طلقت تسع مرات للعدة، و تزوجت مرتین فانها ترحم مؤبدا. و معنی طلاق العدة أن یطلقها، ثم یراجعها، و یطأها، ثم یطلقها فی طهر آخر، ثم یراجعها و یطأها، ثم یطلقها، و یحللها المحلل، ثم یتزوجها الاول بعقد جدید، و یطلقها ثلاثا للعدة، کما فعل أولا، ثم یتزوجها الأول، فاذا طلقها ثلاثا، و تم طلاق العدة تسع مرات حرمت علیه أبدا، قال صاحب الجواهر:
«الاجماع علی ذلک»، ثم ذکر روایات عن أهلالبیت علیهمالسلام منها قول الامام الصادق علیهالسلام: و الذی یطلق الطلاق الذی لا تحل له، حتی تنکح زوجا غیره ثلاث مرات و تزوج ثلاث مرات لا تحل له أبدا.
و اذا لم یکن الطلاق للعدة، کما اذا طلق، ثم رجع فی العدة، ثم طلق قبل أن یطأ، أو طلق و اعتدت و بعد الانتهاء من العدة تزوجها، ثم طلقها لم تحرم مؤیدا، بل تحل بمحلل، و ان بلغت التطلیقات ما لا یبلغه الاحصاء.