بسم اللّه الرحمن الرحیم
و به نستعین
الحمد للّه الواهب لمکارم الأخلاق و مرضیّ الأفعال لمن وفّقه لخلوص النیّة و حسن الأعمال، و الصلاة و السلام على نبیّنا محمّدٍ المحمود فی کلّ فعالٍ و على آله الّذین هم خیر آلٍ.
و بعد؛ فیقول العبد المحتاج إلى معالی الأخلاق البشریّة محمّد باقر بن السیّد محمّد من السادات الموسویّة: هذه هی اللمعة العشرون من لوامع الأنوار العرشیّة فی شرح الصحیفة السجّادیّة ـ علیه و على آبائه و أبنائه صنوف الآلآء و التحیّة ـ.
وَ کَانَ مِنْ دُعَائِهِ ـ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ـ فِی مَکَارِمِ الاَخْلاَقِ وَ مَرْضِیِّ الاَفْعَالِ.
«المکارم»: جمع مکرُمة ـ بضمّ الراء ـ، و هی اسمٌ من الکرم ـ: ضدّ اللؤم ـ ؛ أو بفتح الراء بمعنى: کریمة. و على الأوّل إضافتها إلى «الأخلاق» بمعنى: «من»، و على الثانی من إضافة الصفة إلى الموصوف ـ بتأویل جعلها نوعاً مضافاً إلى الجنس، ککرام الناس ـ.
و «الأخلاق»: جمع خُلق ـ بضمّ الخاء ـ. و هو ملکةٌ نفسانیّةٌ تصیر سبباً لصدور الفعل عن صاحب تلک الملکة بسهولةٍ من غیر فکرٍ و رویّةٍ؛ و هو قریبٌ من الغریزة ـ و هی ملکةٌ تصدر عنها صفاتٌ ذاتیّةٌ، إلّا أنّ للاعتبار مدخلاً فی الخُلق دون الغریزة ـ. و الملکة کیفیّةٌ نفسانیّةٌ بطیئة الزوال؛ و بالأخیر خرج الحال.
و سبب وجوده الطبیعة تارةً، فانّ بعض الأمزجة فی أصل الخلقة تقتضی استعداد صاحبها لحالٍ من الأحوال ـ کالخوف بأدنى سببٍ، و الضحک من أدنى تعجّبٍ ـ ؛
و العادة أخرى، کأن یفعل فعلاً بالفکر و الاختیار على سبیل التکلّف ثمّ من کثرة المداومة و الممارسة یأنس به إلى أن یصدر عنه بسهولةٍ و یصیر ملکةً له.
و «الأفعال»: جمع فعل، و هو الأثر الصادر عن الشیء أعمّ من أن یکون عن علمٍ و قصدٍ أم لا؛ بخلاف العلم، فانّه خاصٌّ بعالمٍ قاصدٍ؛ فکلّ عملٍ فعلٌ، دون العکس.