جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

اللمعة الخامسة عشرة فی شرح الدعاء الخامس عشر

زمان مطالعه: 10 دقیقه

بسم اللّه الرحمن الرحیم

و به نستعین

الحمد للّه على النعمة الّتی هی الصحّة من الأمراض الظاهریّة و الباطنیّة و السلامة عن الکروب والبلایا البدنیّة و النفسانیّة، و الصلاة و السلام على نبیّه الّذی هو أشرف بنی نوع الإنسانیّة و على آله الّذین هم أطبّاء الأمراض المزمنة الروحانیّة و الجسمانیّة.

و بعد؛ فهذه اللمعة الخامسة عشرة من لوامع الأنوار العرشیّة فی شرح الصحیفة السجّادیّة، إملاء المتوسّل إلى الحضرة الأحدیّة فی رفع أمراضه الکاسدة الجسدیّة و دفع أغراضه الفاسدة النفسیّة محمّد باقر بن السیّد محمّد من السادات الموسویّة ـ وقاهما اللّه تعالى من کلّ کربٍ و بلیّةٍ ـ.

وَ کَانَ مِنْ دُعَائِهِ ـ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ـ إِذَا مَرِضَ أَوْ نَزَلَ بِهِ کَرْبٌ أَوْ بَلِیَّةٌ.

«المرض»: خلاف الصحّة.

و «الکرب» هنا: الحزن، <یقال: کَرَبَه الأمر یَکرُبه ـ من باب قتل ـ: شقّ علیه و أهمّه، و: هو رجلٌ مکروبٌ أی: مهمومٌ؛ و الکُربة ـ بالضمّ ـ اسمٌ منه.

و «البلیّة»: البلاء، و هو الإصابة بالمکروه.

اللَّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ عَلَى مَا لَمْ أَزَلْ أَتَصَرَّفُ فِیهِ مِنْ سَلاَمَةِ بَدَنِی، وَ لَکَ الْحَمْدُ عَلَى مَا أَحْدَثْتَ بِی مِنْ عِلَّةٍ فِی جَسَدِی.

تقدیم «لک» فی الموضعین للحصر، أی: لک الحمد وحدک لاشریک لک.

و «لم أزل» أی: لم أبرح؛ یقال: مازال یفعل کذا مثل: مابرح ـ وزناً و معنىً ـ ؛ و المراد بها ملازمة الشیء و الحال الدائم>(1)

و «التصرّف» بمعنى: التقلّب، قال فی القاموس: «صرّفته فی الأمر تصریفاً فتصرّف: قلّبته فتقلّب»(2)

و لفظ «ما» موصولةٌ، أو موصوفةٌ، و ضمیر «فیه» راجعٌ إلیها.

و «من» بیانیّةٌ.

<و «السلامة» لغةً: الخلوص من الآفات(3)؛ واصطلاحاً: هیئةٌ یکون بها بدن الإنسان فی مزاجه و ترکیبه بحیث تصدر عنه الأفعال کلّها صحیحةً، فهی بهذا المعنى مرادفةٌ للصحّة>(4) و المعنى: أتصرّف فی ذلک الحال فی أموری و اشتغالی، و ذلک الحال هو سلامة بدنی(5)

و «الحدوث»: هو الوجود بعد أن لم یکن. و قیل: «حَدَثَ الشیء حُدُوثاً ـ من باب قعد ـ: تجدّد وجوده بعد أن لم یکن، فهو حادثٌ و حدیثٌ؛ و منه یقال: حدث به عیبٌ: إذا تجدّد و کان معدوماً»(6) و یتعدّی بالألف، فیقال: أحدثته.

و التحقیق انّ الحدوث یقال على وجهین:

أحدهما بالقیاس؛

و الثانی لابالقیاس؛

فالأوّل کما یقال فی الحدوث: «إنّ ما مضى من زمان وجود زیدٍ أقلٌّ ممّا مضى من وجود عمروٍ»، و هذا أمرٌ إضافیٌّ عرفیٌّ؛

و أمّا الثانی فیطلق على معنیین:

أحدهما: الزمان، و هو حصول الشیء بعد أن لم یکن بعدیّةً لایجامع البعد القبل فی الحصول، فله بدءٌ زمانیٌ؛

و ثانیهما: الغیر الزمانی، و یسمّى بالحدوث الذاتیّ. فالحدوث الذاتیّ مایکون وجود الشیء مستنداً إلى غیره و إن لم یکن له بدءٌ زمانیٌّ. فالحادث الذاتیّ ما لایقتضی ذاته وجوده و لاعدمه، فیکون ممکن الوجود. فالحادث الذاتیّ بکلا المعنیین یحتاج إلى سببٍ مؤثّرٍ فی وجوده، لأنّ منشأ الافتقار إلى السبب إنّما هو ذاته بصفة الإمکان. و ذلک لایختصّ بزمان حدوثه دون زمانٍ آخر، کما توهّمه أکثر علماء العامّة و زعموا أنّ الشیء إذا حصل عن موجده استغنى عنه فی البقاء ـ و إلّا یلزم تحصیل الحاصل ـ، حتّى أنّهم تجاسروا فی القول بأنّه لو جاز العدم على الباری لما ضرّ عدمه وجود العالم(7) ـ تعالى عن ذلک علوّاً کبیراً! ـ.

<و «العلّة» هنا عبارةٌ عن کیفیّةٍ تحلّ بالمحلّ فیتغیّر به حال المحلّ، و منه سمّی المرض علّةً ـ لأنّه بحلوله یتغیّر حال الشخص من القوّة إلى الضعف ـ.

و «البدن» و «الجسد» قیل: «هما مترادفان بمعنى جسم الإنسان»؛ و قال فی البارع: «لایقال الجسد إلّا للحیوان العاقل ـ و هو الإنسان و الملائکة و الجنّ ـ، و لایقال لغیره: جسدٌ»(8)>(4)

و لمّا کان المرض عنده – علیه السلام ـ من النعم العظیمة أورد «الحمد للّه»، الّذی هنا المراد به الشکر بازائه.

فَمَا أَدْرِی ـ یَا إِلَهِی! ـ أَیُّ الْحَالَیْنِ أَحَقُّ بِالشُّکْرِ لَکَ؟ وَ أَیُّ الْوَقْتَیْنِ أَوْلَى بِالْحَمْدِ لَکَ؟

«الفاء» للترتیب الذکریّ.

<و «دَرَى» دریاً ـ من باب رمى ـ و درایةً: علمه.

و «أیّ»: اسم استفهامٍ، و هو مبتدءٌ و «أحقّ» خبره؛ و الجملة فی محلّ النصب مفعولاً لـ «أدری»>(9)

و هذا تمییزٌ بین الصحّة و المرض بحیث الکیفیّة، و قوله – علیه السلام ـ: «و أیّ الوقتین ـ… إلى آخره ـ» فرقٌ و تمییزٌ بینهما بحسب الزمان. و هذا التردّد و الاستفسار لتعلیم الخلق و التسلیة لهم على طریق المماشاة؛ لأنّهم لایصدّقون أوّلاً بخیریّة حال المرض ـ لألفهم بالصحّة و حبّهم إیّاها ـ حتّى لایجزموا بخیریّة حال الصحّة فقط؛ و إلّا فعند المعصوم ظاهرٌ أنّ المرض لطفٌ، کما انّ الصحّة لطفٌ؛ بل من وصل إلى مقام الرضا و التسلیم کلیهما عنده سواءٌ ـ کما قیل:

عاشقم بر قهر و بر لطفش به جد++

بوالعجب من عاشق این هر دو ضد!(10) ـ

فکیف عند المعصوم!.

ثمّ بیّن الحالین بقوله:

أَ وَقْتُ الصِّحَّةِ الَّتِی هَنَّأْتَنِی فِیهَا طَیِّبَاتِ رِزْقِکَ، وَ نَشَّطْتَنِی بِهَا لاِبْتِغَاءِ

مَرْضَاتِکَ وَ فَضْلِکَ، وَ قَوَّیْتَنِی مَعَهَا عَلَى مَا وَفَّقْتَنِی لَهُ مِنْ طَاعَتِکَ؟؛ أَمْ وَقْتُ الْعِلَّةِ الَّتِی مَحَّصْتَنِی بِهَا، وَ النِّعَمِ الَّتِی أَتْحَفْتَنِی بِهَا.

<و «هنّأنی» الطعام یهنّؤنی ـ من باب نفع ـ: ساغ و لذّ، و هنّأه ـ بالتشدید ـ: سوّغه؛ أی: جعلتنی هنیئاً مریئاً سائغاً فیها ـ أی: فی الصحّة ـ.

و «طیّبات الرزق»: مستلذّاته، و بذا فسّر قوله ـ تعالى ـ: (کُلُوا مِنْ طَیِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاکُمْ)(11) و قیل: «المباح: الحلال»؛ و قیل: «المباح: الّذی یستلذّ أکله»>(12)

و «نشّطتنی» ـ بالتشدید ـ: من النشاط؛ و فی نسخة ابن ادریس: «بسطتنی» ـ من البسط الّذی هو مقابلٌ للقبض ـ.

و «بها» ـ و فی نسخةٍ «فیها»، و على التقدیرین ـ الضمیر یرجع إلى «الحالة»، أو «التهنئة».

و «الابتغاء»: الطلب.

و «المرضات»: الرضوان ـ کالمغفرة بمعنى: الغفران ـ.

و «الفضل»: الرضا و القرب، أو <بمعنى: الخیر و الرزق؛ و به فسّر قوله ـ تعالى ـ: (وَ ابْتَغُوا مِن فَضلِ اللَّهِ)(13)، أی: اطلبوا الرزق فی الشراء و البیع. و عن الحسن و سعید بن جبیر: «المراد من «الابتغاء من فضل اللّه»: طلب العلم»(14)؛

و فی المجمع(15) عن الصادق – علیه السلام ـ انّه قال: «انّی لأرکب فی الحاجة الّتی کفاها

اللّه، ما أرکب فیها إلّا التماس أن یرانی اللّه أضحی فی طلب الحلال، أما تسمع قول اللّه ـ عزّاسمه ـ: (فَإِذَا قُضِیَتِ الصَّلاَةُ فَانْتَشِرُوا فِی الاَرضِ وَ ابْتَغُوا مِن فَضلِ اللَّهِ)»؛

و بروایة أنس عن النبیّ ـ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم ـ: «(وَ ابْتَغُوا مِن فَضلِ اللَّهِ)

لیس بطلب دنیا، و لکن عیادة مریضٍ و حضور جنازةٍ و زیارة أخٍ فی اللّه»(16)

و قال بعض أهل اللبّ(17) : «إنّ فی الأمر بالانتشار فی الأرض و ابتغاء الفضل بعد قضاء الصلاة اشارةٌ إلى الرجوع و المعاشرة مع الخلق ـ بالارشاد و التعلیم ـ و الانتشار فی أرض الحقائق و نشر الفضائل فی أراضی قلوب المستعدّین و افاضة الصور الکمالیّة على قوّة قابلیّاتهم بعد العزلة عنهم و الانزعاج و التوحّش عن صحبتهم و التخلّی مع اللّه و الوقوف بین یدیه بالصلاة الحقیقیّة، فانّ السالک فی أوائل سلوکه و انزعاجه عن الخلق لایحتمل الهمس من الخفیف؛

و أمّا بعد الوصول فإمّا له استغراقٌ فی الحقّ و اشتغالٌ به عن کلّ شیءٍ و سیرٌ فیه و وقوفٌ مع الجمع ـ فیکون أیضاً محجوباً بالحقّ عن الخلق، بل بالذات عن الصفات! ـ،

و إمّا سعةٌ للجانبین و انشراح صدرٍ للطرفین. فـ «الانتشار فی الأرض» هو السیاحة فی أرض الحقائق و إیفاء حقوق الحقائق بالمحبّة الأفعالیّة ـ الناشئة من محبّة الذات و محبّة الصفات و الأسماء ـ، فیرى ذاته ـ تعالى ـ فی مرایا الصفات و صفاته فی مظاهر الأسماء؛ فیقول بلسان حاله و مقاله: «ما رأیت شیئاً إلّا و رأیت اللّه فیه» ـ أو: «معه»(18) ـ ؛ فیحبّ الخلائق بمحبّة خلّاقهم؛ و «یبتغی من فضل» اللّه بطلب حظوظ التجلّیّات الصفاتیّة و الأسمائیّة و یرجع من سماء القدس إلى أرض النفس لتوفیة حظوظهما بالحقّ و یهبط من جنّة المعارف الإلهیّة إلى عالم البدن لتوفیة حظوظ النفس الّتی بمنزلة زوجة العقل فی جنّة الصفات، (هُوَ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفسٍ وَاحِدَةٍ وَ جَعَلَ مِنهَا زَوجَهَا لِیَسکُنَ إِلَیهَا)(19) کما انّ

حوّا زوجة آدم فی جنّة الأفعال ـ: (یَا آدَمُ اسْکُنْ أَنتَ وَ زَوجُکَ الْجَنَّةَ)(20) ـ کذلک الرجال

البالغون لهم أن یتصرّفوا فی الدنیا و زینتها و الشهوات النفسانیّة و لذّتها عند بلوغهم بنور المعرفة و التقوى إلى مرتبة (لاَتُلْهِیهِمْ تِجَارَةٌ وَ لاَبَیعٌ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ)(21) بقوّةٍ ربّانیّةٍ و بصیرةٍ روحانیّةٍ، لابشهوةٍ حیوانیّةٍ و لذّةٍ نفسانیّةٍ؛ (قَدْ عَلِمَ کُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ)(22) و یکون لهم ذلک ممدّاً فی العبودیّة و مجدّاً فی سلوک طریق الربوبیّة ـ کما قال تعالى: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِینَةَ اللَّهِ الَّتِی أَخرَجَ لِعِبَادِهِ وَ الطَّیِّبَاتِ مِنَ الرِّزقِ) ـ»(23)

قوله – علیه السلام ـ: «و قوّیتنی» أی: صیّرتنی قویّاً معها ـ أی: مع المذکورات من تهنئة طیّبات الرزق و النشاط فی طلب المعبود بالحقّ، أو مع الصحّة ـ.

قوله – علیه السلام ـ: «على ما وفّقتنی ـ… إلى آخره ـ» یحتمل أن یکون «على» متعلّقاً بـ «وفّقتنی» ـ الّذی بعده ـ و بـ «قوّیتنی» ـ الّذی قبله ـ بتضمین الغلبة و التسلیط.

و الضمیر المجرور راجعٌ إلى الموصول.

و «من» بیانٌ لـ «ما».

و «أم» متّصلةٌ بوقوعها بعد همزة الاستفهام.

و «التمحیص»: التخلیص من الذنوب؛ یقال: محص الذهب بالنار: خلّصه ممّا یشوبه. فـ «التخلیص من الذنوب» مجازٌ. و یأتی بمعنى: الابتلاء و الاختبار أیضاً، والمقام لایأباه>(24)؛

أی: خلّصتنی بالمرض عن شوائب الذنوب و کدورات المعاصی؛ لما وقع فی الحدیث: «إنّ حمّی یومٍ کفّارة سنةٍ، إنّ أثرها یبقى فی البدن سنةً»(25)؛

و عن النبیّ ـ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم ـ: «ما من مسلمٍ عرض له مرضٌ إلّا حطّ اللّه به خطایاه کما تحطّ الشجرة ورقها»؛

و فی خبرٍ: «ما تزال الأوصاب و المصائب بالعبد حتّى تترکه کالفضّة المصفاة»؛

و فی آخر: «إنّ المریض یخرج من مرضه نقیّاً من الذنوب کیومٍ ولدته أمّه، و تتساقط عنه خطایاه کما یتساقط الورق من الشجر فی الخریف»(26)

قال بعض العلماء: «تمحیص الذنوب بالمرض باعتبار أمرین:

أحدهما: إنّ المریض تنکسر شهوته و غضبه ـ اللّذان هما مبدءان للذنوب و المعاصی و مادّتان لهما ـ ؛

و الثانی: إنّ من شأن المرض أن یرجع الإنسان فیه إلى ربّه بالتوبة و الندم على المعصیة و العزم على ترک مثلها، کما قال ـ تعالى ـ: (وَ إِذَا مَسَّ الاِنسَانَ الضُرّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَو قَاعِداً أَو قَائِماً)(27) ـ… الآیة ـ. فما کان من السیّئات و الذنوب حالاتٌ غیر متمکّنةٍ من جوهر النفس فانّه یسرع زوالها منها، و ما صار ملکةً فربّما یزول على طول المرض و دوام الانابة إلى اللّه ـ تعالى ـ»؛ انتهى.

و «النعم» هی عطف بیانٍ للـ «علّة»، لأنّها نعمةٌ و أیّ نعمةٍ!، و تحفةٌ و أیّ تحفةٍ! ـ کما بیّنها علیه السلام بقوله: «تخفیفاً و تطهیراً و تنبیهاً و تذکیراً» ـ.

فقوله: «بها» متعلّقٌ بـ «اتحفتنی»؛ و الضمیر یرجع إلى «النعم». و لایحتاج إلى کون العائد إلى العلّة محذوفاً ـ کما توهّم! ـ، بل «النعم» وضع فی تلک الجملة موضع «العلّة».

و «التُحفة» ـ بالضمّ ـ هی البرّ و اللطف.

تَخْفِیفاً لِمَا ثَقُلَ بِهِ عَلَى ظَهْرِی مِنَ الْخَطِیئَاتِ، وَ تَطْهِیراً لِمَا انْغَمَسْتُ فِیهِ

مِنَ السَّیِّئَاتِ، وَ تَنْبِیهاً لِتَنَاوُلِ التَّوْبَةِ، وَ تَذْکِیراً لِمحْوِ الْحَوْبَةِ بِقَدِیمِ النِّعْمَةِ.

«تخفیفا»: مفعولٌ له لقوله «محّصتنی»، أی: ابتلیتنی بالعلّة تخفیفاً؛ <و یحتمل النصب على المصدریّة، أی: تخفّف تخفیفاً>(28)

«من الخطیئات» بیانٌ لـ «ما ثقل»؛ و المعنى: إنّ المرض نعمةٌ یخفّ بها عن الظهر ثقل الذنوب؛ أو المعنى: تخفیفاً لما ثقل بسبب وجوده على ظهری ـ إذ المعدوم لاثقل له ـ. و قیل: «علیَّ مشدّدٌ، و «ظهری» فاعل «ثقل»، و لفظ «به» ـ الموجود فی أکثر النسخ ـ هو العائد بـ «ما»، و على تقدیر عدمه یکون مقدّراً».

و قال شیخنا البهائی ـ رحمه اللّه ـ: «لیس لفظ «على» فی نسخة جدّی ـ الّتی هی أمّ النسخ ـ، لکن هذا إذاً وقع لفظ «به» بعد لفظ «ثقل». فالحاصل انّه لایجوز الجمع بین لفظ «به» و «على»(29)

<و «اللام» فی قوله - علیه السلام ـ: «لما ثقل»: إمّا للتعلیل ـ کما ذکر ـ، و إمّا أن تکون مقوّیةً للعامل ـ لکونه فرعاً فی العمل، مثل ضربی لزیدٍ حسنٌ ـ.

و جملة الصلة من قوله – علیه السلام ـ: «ثقل على ظهری» استعارةٌ تمثیلیّةٌ؛ مثّل حاله فی تحمّل الخطیئات بحال من حمل على ظهره أعباءً ثقلیةً فثقلت علیه؛ و التخفیف من ترشیح الاستعارة.

و «اللام» فی قوله: «لما انغمست» أیضاً محتملةٌ للتعلیل ـ أی: تطهیراً لی لأجل ما انغمست فیه ـ، و أن تکون بمعنى: من>(30)؛ و أمّا التقویة فبعیدةٌ، لأنّ التطهیر لایکون لما انغمس فیه إن أرید الإزالة.

و «انغمست» أی: انغمرت و تغطّیت؛ یقال: غمسه فی الماء ـ أی: غمره ـ فانغمس، فالانغماس و الارتماس بمعنىً. و قیل: «الارتماس هو أن لایطیل اللبث، و الانغماس على خلافه. فاستعیر لارتکاب الذنوب و السیّئات بجامع التوغّل فی التلبّس، و هی استعارةٌ تبعیّةٌ تصریحیّةٌ»(31)؛ و المعنى: إنّ المرض تحفةٌ بها تطهر البدن من قاذورات الذنوب ـ الّتی ینغمس و یغاص فیهاـ.

و قوله – علیه السلام ـ: «و تنبیهاً لتناول التوبة» أی: تنبیهاً لی لأجل أخذ التوبة ـ على أن یکون اللام بمعنى «على» ـ.

و «الحَوبة» ـ بالفتح ـ: الإثم ـ قال اللّه تعالى: (إِنَّهُ کَانَ حَوباً کَبِیراً)(32)، أی: إثماً عظیماً ـ من حَابَ حَوباً ـ من باب قال ـ: إذا اکتسب الإثم؛ و الاسم: الحُوب ـ بالضمّ ـ. و قیل: «المضموم و المفتوح لغتان، فالضمّ لغة الحجاز،و الفتح لغة تمیم».

و قوله – علیه السلام ـ: «بقدیم النعمة» إمّا متعلّقٌ بـ «الحوبة» ـ أی: الحوبة بکفران النعمة القدیمة ـ، أو بـ «التذکیر» ـ أی: تذکیراً بقدیم النعمة لأجل ازالة الخطیئة ـ.

و المراد بـ «قدیم النعمة» إمّا العافیة المتقدّمة على المرض ـ إذ الشیء یعرف بضدّه، و فی الحدیث: «نعمتان مجهولتان: الصحّة و الأمان»(33) ـ ؛ و إمّا المذکورات، أی: کلّ تلک الألطاف ـ من تذکیر التوبة و ازالة الإثم و غیر ذلک ـ من نعمک القدیمة و عنایات الأزلیّة فی شأنی. و فی بعض النسخ القدیمة: «النعمة بمحو الحوبة»، و على هذا یجوز أن یکون المراد بـ «قدیم النعمة»: السابقة الحسنى الأزلیّة.

وَ فِی خِلاَلِ ذَلِکَ مَا کَتَبَ لِیَ الْکَاتِبَانِ مِنْ زَکِیِّ الأَعْمَالِ مَا لاَ قَلْبٌ فَکَّرَ

فِیهِ، وَ لاَ لِسَانٌ نَطَقَ بِهِ، وَ لاَ جَارِحَةٌ تَکَلَّفَتْهُ.

«الواو» للحال.

و «الخِلال» ـ بکسر الخاء ـ بمعنى: البین؛ قال الفارابیّ فی دیوان الأدب فی باب فِعال ـ بکسر الفاء ـ: «یقال: خلال ذلک أی: بین ذلک»(34) و الخلال جمع خَل ـ بفتحتین، مثل جبل و جبال ـ، و هو الفرجة بین الشیئین، أی: و فی أثناء المرض مع اشتماله على الفوائد العظیمة السابقة الّتی یکتبها کرام الکاتبین لی حسناتٍ و طاعاتٍ و أعمالاً زکیّةً لایفی القلب بفکر مقدارها و لایخرج اللسان عن عهدة تقریر ثوابها و لایتحمّل الجارحة متاعب حسابها. فقوله – علیه السلام ـ: «من زکیّ الأعمال» بیانٌ لـ «ما» بعده.

أو معنى: «ما لاقلبٌ فکّر فیه ـ.. إلى آخره ـ»: ما لم یصدر عنّی من الطاعات أصلاً ـ لابنیّةٍ و لاقولاً و لاعملاً ـ.

و «الزکیّ» إمّا من: «زکى» بمعنى: طهر ـ کقوله تعالى: (مَا زَکَى مِنْکُمْ مِنْ أَحَدٍ)(35) أی: ما طهر؛ و قوله: (نَفْساً زَکِیَّةً)(36) أی: طاهرة ـ ؛ أو من «زکى» الرجل یزکو: إذا صلح، وزکّیته ـ بالتشدید ـ نسبته إلى الزکاء ـ و هو الصلاح ـ، فهو زکیٌّ.

و «ما» فی «ما لاقلبٌ»: بدلٌ من «ما» الّتی قبلها.

و «لا» إمّا لنفی الجنس و ما بعدها مرفوعٌ بالابتداء ـ على أنّها ملغاةٌ بتکرّرهاـ.

و «لا» الثانیة و الثالثة إمّا زائدتان، أو ملغاتان کالأولى، و ما بعد کلٍّ منهما مبتدءٌ معطوفٌ على مبتدءٍ؛ أو عاملتان کالاولى عمل لیس فی المواضع الثلاثة، فما بعد کلّ منهما مرفوعٌ بها. و لک جعل الأولى عاملةً عمل «لیس» و الثانیة و الثالثة زائدتان، أو مهملتان، بالعکس و التفریق. فالحکم بتعیّن کون «لا» عاملةً عمل لیس، لیس بشیءٍ ـ کما قاله

بعضٌ(37) ـ.

<و قد ورد بمضمون هذه العبارة أحادیث کثیرة، و فی الکافی(38) بسندٍ صحیحٍ عن عبداللّه بن سنان عن أبی عبداللّه - علیه السلام ـ قال: «قال رسول اللّه ـ صلّى اللّه علیه و آله و سلّم ـ: یقول اللّه ـ عزّ و جلّ ـ للملک الموکّل بالمؤمن إذا مرض: أکتب له ما کنت تکتب له فی صحّته، فانّی أنا الّذی صیّرته فی حبالی»؛

و فیه(39) عن أنس بن سنان عنه – علیه السلام ـ قال: «إنّ رسول اللّه ـ صلّى اللّه علیه وآله و سلّم ـ رفع رأسه إلى السماء فتبسّم، فقیل له: یا رسول اللّه! رأیناک رفعت رأسک إلى السماء فتبسّمت!

قال: نعم! عجبت لملکین هبطا من السماء إلى الأرض یلتمسان عبداً صالحاً مؤمناً(40) فی مصلّىً کان یصلّی فیه لیکتبا له عمله فی یومه و لیلته، فلم یجداه فی مصلّاه، فعرجا إلى السماء فقالا: ربّنا! عبدک المؤمن فلانٌ التمسناه فی مصلّاه لنکتب له عمله فی یومه و لیلته، فلم نصبه، فوجدناه فی حبالک ـ کنایةً عن المرض(41) ـ ؛ فقال اللّه – عزّ و جلّ ـ: أکتبا لعبدی مثل ما کان یعمله فی صحّته من الخیر فی یومه و لیلته مادام فی حبالی، فانّ علیَّ أن أکتب له أجر ما کان یعمله فی صحّته إذا حبسته عنه»؛

و باسناده(42) عن جابر عن أبی جعفر – علیه السلام ـ قال: «قال النبیّ ـ صلّى الله علیه و

آله و سلّم ـ: إنّ المسلم إذا غلبه ضعف الکبر أمر اللّه ـ عزّ و جلّ ـ الملک أن یکتب له فی

حاله تلک مثل ما کان یعمل فی صحّته(43) و هو شابٌّ نشیطٌ صحیحٌ!، و مثل ذلک إذا مرض وکّل اللّه له من یکتب له فی سقمه ما کان یعمل من الخیر فی صحته حتّى یرفعه إلیه و یقبضه، و کذلک الکافر إذا اشتغل بسقمٍ فی جسده کتب اللّه له ما کان یعمل من الشرّ فی صحّته».

و الحاصل انّه ورد بهذا المضمون من طرق الخاصّة و العامّة أخبارٌ کثیرةٍ؛ و لعلّ السرّ انّ النیّة تنوب عن ذلک و تقوم مقام العمل، و منه: «نیّة المؤمن خیرٌ من عمله»(44)>(45) ـ کما سنحقّق معنى هذا الحدیث فی اللعمة العشرین فی دعائه لمکارم الأخلاق، إنشاء اللّه ـ.

بَلْ إِفْضَالاً مِنْکَ عَلَیَّ وَ إِحْسَاناً مِنْ صَنِیعِکَ إِلَیَّ.

«بل» حرف اضرابٍ، و معناه هنا: الانتقال من غرضٍ إلى آخر، لا الابطال. و هی حرف ابتداءٍ لاعاطفةٍ ـ على الصحیح ـ لکون متلوّها جملةً.

و «افضالاً» منصوبٌ على المصدریّة، أی: بل أفضلت إفضالاً کائناً ابتداءً منک علیَّ و أحسنت إحساناً کائناً من صنیعک إلیَّ.

قال السیّد السند الداماد ـ رحمه اللّه ـ: «صنیعک أی: عائدتک و معروفک، و «من» مبعّضةٌ أو مبیّنةٌ؛ و فی نسخة «کف»: «من حسن صنیعک»، أی(46): صنعک. و الجارّ بمجروره(47)

یحتمل التعلّق بـ «صنیعک»، و یحتمل أن یکون صلة «احساناً»(48)؛ انتهى.

مراده من «الجارّ بمجروره…» ـ و هو: إلى ـ أی: الحسنات المذکورة لیست من استحقاق

عملی، بل من تفضّلک علیَّ و احسانک إلیَّ و امتنانک و عنایاتک الأزلیّة فی شأنی.

اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ حَبِّبْ إِلَیَّ مَا رَضِیتَ لِی، وَ یَسِّرْ لِی مَا أَحْلَلْتَ بِی، وَ طَهِّرْنِی مِنْ دَنَسِ مَا أَسْلَفْتُ، وَ امْحُ عَنِّی شَرَّ مَا قَدَّمْتُ.

«الفاء» فصیحةٌ، أی: إذا کانت الصحّة و المرض کلاهما نعمتین فصلّ على محمّدٍ و آله.

و «حبّب إلیَّ ما رضیت لی» أی: من البلایا و المحن و الأمراض حتّى أحبّ ما ترضى بی.

<و «یسّر» الشیء تیسیراً: سهّله.

و «أحللته به» أی: أنزلته، من: حلّ بالمکان: نزل به>(49)؛ أی: سهّل علیَّ ما أنزلت و

أوردت علیَّ من البلایا و المحن و الأمراض باعطاء مقام الرضا و التسلیم.

و «طهّر» الشیء تطهیراً: أنقاه من الدنس و النجس.

و «الدَنَس» ـ محرّکةً ـ: الوسخ؛ أی: وسخ المعاصی الّتی سبقت منّی أغسله بزلال عنایتک و فیض فضلک.

و قوله – علیه السلام ـ: «و أمح عنّی شرّ ما قدّمت» کالعطف التفسیریّ للسابقة.

وَ أَوْجِدْنِی حَلاَوَةَ الْعَافِیَةِ، وَ أَذِقْنِی بَرْدَ السَّلاَمَةِ.

أی: اظفرنی و أوصلنی حلاوة العافیة ـ أی: راحتها و لذّتها ـ. شبّه – علیه السلام ـ العافیة بشیءٍ له حلاوةٌ، فهو استعارةٌ بالکنایة، و اثبات الحلاوة له تخییلٌ؛ و کذا الفقرة الآتیة.

و «العافیة»: اسمٌ من عافاه اللّه: محا عنه الأسقام؛ و فی القاموس: «العافیة: دفاع اللّه عن العبد»(50)، و هی متناولةٌ لدفع کلّ ما یتصوّر للعبد من المکروهات و الآفات الدنیویّة و

الدینیّة.

و «الذوق»: ادراک قوّة الذائقة الطعوم بواسطة الرطوبة المنبثّة بالعصب المفروش على جرم اللسان؛ ثمّ استعمل فی المعانی مجازاً شائعاً.

و «برد السلامة» استعارةٌ لطیبها و هناءتها، بجامع اللذّة.

وَ اجْعَلْ مَخْرَجِی عَنْ عِلَّتِی إِلَى عَفْوِکَ، وَ مُتَحَوَّلِی عَنْ صَرْعَتِی إِلَى تَجَاوُزِکَ، وَ خَلاَصِی مِنْ کَرْبِی إِلَى رَوْحِکَ، وَ سَلاَمَتِی مِنْ هَذِهِ الشِّدَّةِ إِلَى فَرَجِکَ.

<و «المخرج»: مصدرٌ میمیٌّ، یقال: خرج من المکان خروجاً و مخرجاً، و: وجدت للأمر مخرجاً أی: مخلصاً. شبّه الإبراء من العلّة بالخروج من المکان بجامع الخلاص>(51)؛ أی: أخرجنی عن العلّة إلى جانب العفو و أوصلنی إلیه، لا إلى العدل ـ لأنّک إن عاملتنی بالعدل یقتضی أن أکون دائماً مریضاً بسبب ذنوبی ـ ؛ و هذا المعنى على وتیرة الفقرات الآتیة.

<و إنّما قال - علیه السلام ـ: «عن علّتی» و لم یقل: «من علّتی» ـ مع أنّ المعروف «خرج منه» ـ، لأنّه قصد الانفصال؛ قال الرضیّ: «إذا قصدت بـ «من» مجرّد کون المجرور بها موضعاً انفصل عنه الشیء و خرج منه لاکونه مبتدءً لشیءٍ ممتدٍّ جاز أن یقع موقعه «عن»، لأنّها لمجرّد التجاوز(52)؛ تقول(53): انفصلت منه و عنه، و نهیت من کذا و عن کذا(54)»(55)؛ انتهى.

و «المتحوّل»: مصدرٌ میمیٌّ أیضاً من: تحوّل من مکانه بمعنى: انتقل عنه>(56)

و «صَرْعَتی» بفتح الصاد ـ على النسخة المشهورة ـ: المرّة من الصرع، و هو: الطرح و

السقوط على الأرض؛ و بکسرها ـ على نسخة ابن ادریس ـ: النوع منه.

<و «الخلاص»: مصدر خلص الشیء من التلف خلاصاً و خلوصاً و مخلصاً: سلم و نجا.

و «الکرب»: المشقّة.

و «الرَوح» ـ بالفتح ـ: الراحة و الرحمة.

و «الفَرَج» ـ بفتحتین ـ: اسمٌ من فرّج اللّه الغمّ ـ بالتشدید ـ: کشفه.

إِنَّکَ الْمُتَفَضِّلُ بِالاِحْسَانِ، الْمُتَطَوِّلُ بِالاِمْتِنَانِ، الْوَهَّابُ الْکَرِیمُ، ذُو الْجَلاَلِ وَ الإِکْرَامِ.

«المتفضّل»: المبتدىء بما لایلزمه من تفضّلٍ علیه، و أفضل إفضالاً: إذا فعل معه من الجمیل مالایلزمه ابتداءً؛ و کذلک تطوّل علیه>(56)؛ أی: تعطی الإحسان بلاسابقة استحقاقٍ، لأنّ الاعطاء إمّا بالاستحقاق، أو بدونه ؛ و الثانی: التفضّل؛ و الأوّل: إمّا ایصاله بطریق التعظیم، أو لا؛ الثانی: العوض، و الأوّل: الثواب.

و «التطوّل»: الاعطاء بطریق الامتنان، فتعلّقه بالامتنان بناءً على التجرید و ارادة أصل الإعطاء.

<و «الإمتنان»: افتعالٌ من المنّة، و هی النعمة الثقیلة ـ کما مرّ ـ.

و «الوهّاب» من أبنیة المبالغة من الهبة، و هی: العطیّة الخالصة من الأغراض و الأعواض المتصوّرة، فاذا کثرت العطایا و الصلات سمّی صاحبها: «وهّاباً». و قیل: «الوهّاب هو الّذی یجود کثیراً من العطاء لکلّ محتاجٍ بما یحتاج إلیه بغیر عوضٍ. و من العبید من یبذل ما یملکه ـ حتّى نفسه! ـ لوجه اللّه فقط، و یهب حسناته فی الآخرة لغیره من دون القصد إلى وصول جنّةٍ أو البُعد عن نارٍ!؛ و دونه من یقصدهما بما عمله».

و لم تتصوّر الهبة الخالصة إلّا من الحضرة الأحدیّة ـ تعالى ـ، لأنّه وهب لکلّ محتاجٍ ما یحتاج من غیر عوضٍ.

قال بعض أرباب العقول: «من تحقّق باسمه «الوهّاب» لم یجد فی باطنه حاجةً إلى مخلوقٍ، و لایخطر بباله سؤالٌ غیر اللّه ـ تعالى ـ و لایلقی بباطنه إلّا اللّه ـ تعالى ـ»>(57)

و «الکریم»: الکثیر الخیر، و الجواد المعطی، و المفضّل بالعفو و الوفاء الّذی لاینفد عطاؤه. و حظّ العبد منه معلومٌ لایحتاج إلى البیان».

و «ذو الجلال و الاکرام» أی: ذوالعظمة و التکریم. <و قیل: «معناه: ذو الاستغناء الکامل و الفضل العامّ»؛ و قیل: «الجلال إشارةٌ إلى الصفات السلبیّة الّتی جلّ و تنزّه عن الاتّصاف بها ـ نحو لاجوهر و لاعرض و لاشریک له و لاجهة ـ ؛ و الاکرام الصفات الثبوتیّة ـ مثل العلم و القدرة، فإنّها موجبةٌ للاکرام و الرفعة»>(24) و قیل: «المراد منه الصفات الجلالیّة و الجمالیّة، فهذه الصفة من عظائم صفاته ـ تعالى ـ». فعنه ـ صلّى الله علیه و آله و سلّم ـ: «ألظّوا بیا ذالجلال و الاکرام»(58)، أی: أکثروا من قوله و ثابروا علیه؛ و عنه – علیه السلام ـ انّه مرّ برجلٍ و هو یصلّی(59) و یقول یا ذالجلال و الإکرام، فقال: «قد أستجیب لک»(60)

و قیل: «إنّه اسم اللّه الأعظم»؛ و اللّه أعلم.

هذا آخر اللمعة الخامسة عشرة من لوامع الأنوار العرشیّة فی شرح الصحیفة السجّادیّة ـ علیه و على آبائه و أبنائه صلواتٌ غیر متناهیةٍ ـ ؛ و قد وفّقنی اللّه ـ تعالى ـ لاتمامها فی

لیلة الاثنین من العشر الأوسط من شهر ذی القعدة الحرام سنة ثلاثین و مأتین و ألف من الهجرة النبویّة.


1) قارن: «ریاض السالکین» ج 3 ص 79.

2) راجع: «القاموس المحیط» ص 763 القائمة 2.

3) و انظر: «لسان العرب» ج 12 ص 291 القائمة 1.

4) قارن: «ریاض السالکین» ج 3 ص 80.

5) العبارة مأخوذةٌ من کلام المحقّق الداماد، راجع: «شرح الصحیفة» ص 171.

6) هذا قول العلّامة المدنی، راجع: «ریاض السالکین» ج 3 ص 80.

7) و انظر: «شرح الإشارات و التنبیهات» ج 3 ص 68.

8) حکاه عنه کلٌّ من الفیّومی و الزبیدیّ، راجع: «المصباح المنیر» ص 138، «تاج العروس» ج4 ص 390 القائمة 2.

9) قارن: «ریاض السالکین» ج 3 ص 81.

10) البیت للمولوی، راجع: «مثنوی» ج 1 ص 96 السطر 19.

11) کریمات 57 / 172 البقرة / 160 الأعراف / 81 طه.

12) قارن: «ریاض السالکین» ج 3 ص 82.

13) کریمة 10 الجمعة.

14) راجع: «تفسیر القرطبی» ج 18 ص 109.

15) راجع: «مجمع البیان» ج 10 ص 14.

16) راجع: «تفسیر القرطبی» ج 18 ص 109، «الدرّ المنثور» ج 6 ص 220 السطر 20. و انظرأیضاً: نفس المصدر المتقدّم ذکره.

17) و قریبٌ منه ما عن عبدالرزاق الکاشانی، راجع: «تأویلات القرآن الکریم» ج 2 ص 644.

18) مضى منّا فی التعلیق على ما سلف من الکتاب انّنا لم نعثر على مصدر هذا الحدیث الّذی یستشهد به المصنّف کثیراً فی هذا الکتاب.

19) کریمة 189 الأعراف.

20) کریمة 19 الأعراف / 35 البقرة.

21) کریمة 37 النور.

22) کریمة 60 البقرة / 160 الأعراف.

23) کریمة 32 الأعراف.

24) قارن: «نور الأنوار» ص 109.

25) لم أعثر علیه، و قریبٌ منه: «حمّى یوم کفّارة سنةٍ فلولا انّه یبقی تأثیرها فی البدن سنة لماصارت کفارة ذنوب سنةٍ»، راجع: «بحار الأنوار» ج 78 ص 209. و انظر أیضاً: «مستدرک الوسائل» ج 2 ص 51 الحدیث 1378، «أوائل المقالات» ص 113.

26) لم أعثر على هذه المنقولات الثلاث، لا فی مصادرنا و لا فی مصادر العامّة.

27) کریمة 12 یونس.

28) قارن: «ریاض السالکین» ج 3 87.

29) لم أعثر على کلامه ـ قدّس سرّه ـ فی آثاره المطبوعة، و انظر أیضاً: «نور الأنوار» ص 109.

30) قارن: «ریاض السالکین» ج 3 ص 88.

31) هذا قول العلّامة المدنی، راجع: «ریاض السالکین» ج 3 ص 88.

32) کریمة 2 النساء.

33) لم أعثر علیه، و قریبٌ منه: «نعمتان مجهولتان: الأمن و العافیة»، راجع: «روضة الواعظین» ج2 ص 472.

34) راجع: «دیوان الأدب» ج 3 ص 93 القائمة 2.

35) کریمة 21 النور.

36) کریمة 74 الکهف.

37) هذا نصّ کلام العلّامة المدنی، راجع: «ریاض السالکین» ج 3 ص 90.

38) راجع: «الکافی» ج 3 ص 133 الحدیث 3، و انظر أیضاً: «وسائل الشیعة» ج 2 ص 398الحدیث 2452.

39) راجع: «الکافی» ج 3 ص 113 الحدیث 1، و انظر أیضاً: «وسائل الشیعة» ج 2 ص 397الحدیث 2451، «بحار الأنوار» ج 22 ص 83.

40) المصدر: مؤمناً صالحاً.

41) المصدر: ـ کنایةً عن المرض.

42) راجع: «الکافی» ج 3 ص 113 الحدیث 2.

43) المصدر: ـ فی صحّته.

44) راجع: «الکافی» ج 2 ص 84 الحدیث 2، «التهذیب» ج 4 ص 141 الحدیث 20،«الاستبصار» ج ص 60 الحدیث 212.

45) قارن: «شرح الصحیفة» ص 171، مع تغییرٍ یسیر فی بعض الألفاظ.

46) المصدر: بمعنى.

47) المصدر: + أعنی إلى.

48) راجع: «شرح الصحیفة» ص 173.

49) قارن: «ریاض السالکین» ج 3 ص 93.

50) راجع: «القاموس المحیط» ص 1206 القائمة 2.

51) قارن: «ریاض السالکین» ج 3 ص 95.

52) شرح الکافیة: + کما یجیء.

53) شرح الکافیة: + خرجت من المکان و أخرج عنه و.

54) شرح الکافیة: عنه.

55) راجع: «شرح الرضی على الکافیة» ج 4 ص 265.

56) قارن: «ریاض السالکین» ج 3 ص 96.

57) قارن: «ریاض السالکین» ج 3 ص 97.

58) راجع: «بحار الأنوار» ج 90 ص 235، «الدعوات» ص 45 الحدیث 107.

59) المصدر: یدعو.

60) راجع: «بحار الأنوار» ج 92 ص 135، «معانی الأخبار» ص 229 الحدیث 1.