الرکن الثالث الصیغة، و کما أن عقد الزواج لا یقع الا بلفظ «زوجتک و انکحتک» تعبدا من الشارع کذلک الطلاق لا یقع الا بلفظ «طالق» تعبدا من الشارع، فاذا قال: انت الطالق مع الالف و اللام، أو المطلقة، أو طلقتک، أو الطلاق، و ما الی ذلک کان لغوا، فقد جاء فی صحیح الحلبی عن الامام الصادق علیهالسلام أنه سئل عن رجل، قال لامرأته: أنت خلیة أو بریئة أو بائن أو حرام؟
فقال: لیس بشیء.. و فی روایة بکیر بن أعین عن الامام علیهالسلام أن یقول لها، و هی فی طهر من غیر جماع: أنت طالق، و یشهد شاهدین عدلین، و کل ما سوی ذلک فهو ملغی.
فقول الامام: (و کل ما سوی ذلک فهو ملغی) واضح لا یتحمل التفسیر و التأویل، و الجتهاد معه اجتهاد فی مورد النص. و بالا ولی أن لا یقع الطلاق، اذا قال له قائل: هل طلقت زوجتک؟ فقال: نعم، حتی و لو قصد بنعم انشاء الطلاق.
و لا یقع الطلاق بغیر العربیة مع القدرة علی التلفظ بلفظ «طالق»، قال صاحب الجواهر: «و فاقا للمشهور لظاهر النصوص». و لا بالکتابة أو الاشارة الا من الأخرس العاجز عن النطق، قال صاحب الجواهر: «قولا واحدا، للاصل و ظاهر النصوص». و کذلک لا یقع الطلاق بالحلف، و لا بالنذر، و لا بالعهد، و لا باتعلیق علی شیء کائنا ما کان، و لا بشیء الا بلفظ «طالق» مجردا عن القیود.. لا لشیء الا تعبدا من الشارع الذی حصر الطلاق بهذه اللفظة دون غیرها، و ربما کانت الحکمة التضییق.
و اذا قال: أنت طالق ثلاثا، أو أنت طالق أنت طالق أنت طالق، و قصد الثلاث لا تقع الا واحدة، قال صاحب الجواهر: «الاجماع علی ذلک، بل کأنه من ضروری مذهب الشیعة». و فی صحیح زرارة أنه سأل الامام الصادق علیهالسلام عن رجل طلق امرأته ثلاثا فی مجلس واحد، و هی طاهر؟ قال: واحدة.