جستجو
این کادر جستجو را ببندید.

الشروط (20)

زمان مطالعه: 3 دقیقه

نذکر فی هذه الفقرة الشروط التی لا بد من توافرها فی الهبة بشتی أنواعها:

1 – الایجاب من الواهب، و القبول من الموهب له، و یکفی کل ما دل علی التراضی من قول أو فعل، قال صاحب الجواهر: «السیرة القطعیة متحققة فی المقام علی حصول الهبة بالمعاطاة».

و قال السید الیزدی فی الملحقات: «الا قوی کفایة المعاطاة فی الهبة، و انها تفید الملک».

2 – أن یکون کل من الواهب و الموهوب له عاقلا بالغا مختارا، لأن الهبة ایجاب و قبول و قبض، و القاصر و المکره لا یصح ایجابه و لا قبوله و لا قبضه، و للوصی و الولی أن یقبلا الهبة للقاصر، مع المصلحة.

و لا تصح الهبة من المحجر علیه لسفه أو فلس، لأنه ممنوع من التصرفات المالیة، و تصح الهبة له.

3 – ان یجوز تملک الموهوب له للشی‏ء الموهوب، فلا تصح هبة المصحف لغیر المسلم.

4 – لا تصح هبة ما سیوجد، کالثمرة المتجددة، و ما تحمله الدابة فی المستقبل،

لأن الهبة تملیک فی الحال. قال صاحب مفتاح الکرامة: «و منه یعلم عدم صحة هبة دهن السمسم قبل عصره، و زیت الزیتون قبل استخراجه، و ما یجری مجراه، لأنه فی حکم المعدوم.. و قد جوزوا الوصیة بالمعدوم، کالثمرة المتجددة، لأنها لیست تملیکا فی الحال».

5 – اتفقوا علی أن القبض شرط، ولکنهم اختلفوا: هل هو شرط لصحة الهبة، بحیث لا تنعقد الا به، أو هو شرط للزوم، بعمنی أن الهبة تتم و تنعقد بلا قبض؟

و تظهر الثمرة بین القولین من وجوه: الأول أن النماء المتخلل بین العقد و القبض یکون للواهب اذا کان القبض شرطا للصحة و للموهوب ان یکن شرطا للزوم. الثانی أن نفقة الشی‏ء الموهوب ان احتاج الی نفقة تکون علی الواهب ان اعتبرنا القبض شرطا للصحة، و علی الموهوب ان اعتبرناه شرطا للزوم. الثالث أن الشی‏ء الموهوب یکون میراثا ان مات الواهب قبل القبض بناء علی أنه شرط للصحة، اما بناء علی أنه شرط للزوم یکون الوارث بالخیار، ان شاء أقر هبة مورثة، و ان شاء فسخها. الرابع أن قبض الموهوب له للشی‏ء الموهوب لا یصح الا باذن الواهب، ان کان القبض شرطا للصحة، و یصح القبض بلا اذنه، ان کان شرطا للزوم.

و قد ذهب المشهور بشهادة صاحب الحدائق، و ملحقات العروة الی أن القبض شرط للصحة، لا للزوم، و ان الهبة لا تنعقد، و لا تتم الا بالقبض، و استدلوا علی ذلک یقول الامام الصادق علیه‏السلام: الهبة لا تکون أبدا هبة، حتی یقبضها.. و ما خالف هذه الروایة فهو شاذ متروک.

و یتفرع علی ذلک أن القبض لا یصح الا باذن المالک.. و یجوز أن یتأخر

القبض عن الایجاب و القبول، و لا یعتبر اتصاله بهما، و لا حصوله فی مجلس.

6 – اتفقوا علی أن الموهوب یجوز أن یکون عینا معلومة فی الخارج، و جزءا مشاعا من عین، و کلیا فی شی‏ء معین، کصاع حنطة من هذه الصبرة، حیث لا مانع من القبض فی شی‏ء من ذلک.

أما الدین فان کان فی ذمة الموهوب له فتصح هبته، و الهبة هنا تفید فائدة الابراء الذی لا یشترط فیه القبول عند أکثر الفقهاء. قال صاحب الجواهر: «تصح الهبة لمن علیه الحق بلا خلاف أجده، بل فی بعض کتب مشایخنا الاتفاق علیه، و لعله لصحیح معاویة بن عمار عن الامام الصادق علیه‏السلام، قال: سألته عن الرجل یکون له علی الرجل دراهم، فیهبها له، أله أن یرجع فیها؟ قال: لا».

و لا تصح هبة الدین لغیر من هو علیه عند المشهور، لأن القبض شرط فی صحة الهبة، و ما فی ذمة غیر الموهوب له یمتنع قبضه، لأنه کلی، لا وجود له فی الخارج.

7 – لا یشترط العلم بمقدار الشی‏ء الموهوب، فیجوز هبة ما فی الکیس، و هبة حصة شائعة من عین مجهولة الکم و المقدار، کنصف هذا البستان مع عدم العلم بمساحته.

و قال السید الیزدی فی ملحقات العروة: تجوز هبة الفرد المردد، کأحد هذین.