و من عناصر النفسیة الشجاعة و البسالة، فقد کان من أشجع الناس و أربطهم جأشا، فهو ابنالحسین الذی هو أشجع من ولد من صلب آدم…
و کان من شجاعته النادرة أنه لما أدخل أسیرا علی الطاغیة عبیدالله بن مرجانة جابهه الطاغیة بکلمات التشفی فأجابه الامام بکلمات ناریة ملتهبة کانت أشد علی الطاغیة اللئیم من وقع السیوف و ضرب السیاط، و لم یحفل الامام بسلطانه و جبروته، فاستشاط ابنمرجانة غیظا، و انتفخت أوداجه، و أمر بقتله، فلم یرتهب الامام و لم یفزع، و انما قال له بکل هدوء:
«القتل لنا عادة، و کرامتنا من الله الشهادة…».
و لما أدخل علی یزید بن معاویة، قابله الامام بکل جرأة، و نعی علیه ما اقترفه من عظیم الجرم، و سد علیه کل ثغرة یسلک منها للدفاع عن نفسه، و تبریر جریمته.
لقد ورث الشجاعة من أبویه علی و الحسین اللذین هما من أشجع من خلق الله، فلیس فی دنیا الاسلام، و لا فی غیره من یضارعهما فی البطولة و البسالة و قوة العزم، و الصلابة فی الدفاع عن الحق.